بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : ناصر محمد العُمري.
إجمالي القراءات : ﴿7175﴾.
عدد المشــاركات : ﴿4﴾.

السناب شات في التعليم مغامرة لا تنقصها اللذة.
غرد الناشط السعودي محمد سعد على حسابه في تويتر مؤخراً معترضاً على محاولات بعض المدارس إنشاء حسابات على مواقع التواصل وتحديداً (السناب شات) مؤكداً أن السناب شات تطبيق اجتماعي وليس تعليمي, ولأن لي تجربة مباشرة مع (سناب شات) في التعليم من خلال مبادرة (مباشر من المدرسة) التي أطلقناها بتعليم محافظة المخواة، وهي مغامرة بلا أدنى شك لكن أدّعي بأنها جديدة ولا تنقصها اللذة ولا تخلو من متعة حقيقية.
مغامرة تحاول ربط جدية المدرسة بجوانب أخرى إنسانية حين تنجح الكاميرا والتقاطات عدسات فريق المدرسة الإعلامي في نقل ووصف زوايا مختلفة من النبض اليومي لمدرسة ما, وعرض جانب من تفاصيل المدرسة اليومية. وتحويل اليوم الدراسي إلى سلسلة لا متناهية من القصص المشوقة.
عناق بين طالب وزواره اللذين أستقبلهم بدهشة وفرح وحب حين زاروه في منزله بعد العارض الصحي الأخير دون أن يعلم أن الحظة ذاتها محل تربص من هؤلاء الزوار, معلم يربط حذاء طالب بتواضع جم وعفوية ليجدها لايف على السناب, طلاب يسقون شجرة في ركن قصي من الفناء, طالب يقوم بحملات للتوعية ضد السكري في محيط زملائه, مشاعر المجتمع المدرسي تجاه معلم تم نقله لمدرسة أخرى, قصائد شعراء من الطلاب مغمورين لكنهم جميلين يطلون عبر إذاعة الصباح لنفتتح بهم صباحات يوم جديد, طالب يدرب زملائه على إنتاج فيلم توعوي كوميدي بسيط باستخدام برنامج (camtasia studio), رصد حنق الجمهور على ضربة جزاء ضائعة في مباراة دوري الفصول ونقلها عبر السناب لنشارك بهم الفلوورز.
أجد في هذه المغامرة محاولة لهز وجدان المجتمع المدرسي, ومحاولة جريئة للتماهي مع تفضيلات طلاب المدارس.

خطوة صغيرة دون شك لكنها باتجاه إشباع ولع الجيل بالتطبيقات وتحقيق أمنياتهم بأن يتاح لهم فرصة نقل ما يدور خلف أسوار مدرستهم باحترافية وبساطة وعفوية لأسرهم وأصدقائهم, مغامرة لا تنقصها الجدية لإثبات أن المدرسة ليست فقط حصصاً تقليدية وليست قائداً يوجه الأوامر للطلاب والمعلمين ولا معلماً يقف في مقدمة الصف ليلقي درسا وطلاباً يجلسون على المقاعد يستمعون.
بل باتت اليوم حراك وتفاعل ومشاركة ونبض وتنافس محتدم من أجل إبراز إمكانات منسوبيها وقدرتهم على صناعة story مميز ليوم دراسي معتاد.

(سناب شات المدرسة) مغامرة لجر المدرسة بعيداً عن ظلال "الفصل التقليدي الصارم" وظلال الحصص المنتفشة بين الحيطان باتجاه شاشة الهاتف وإيداع قصصها الجميلة والتقاطات فريقها الإعلامي وعرضها عبر تطبيق حديث, ومحاولة لسحب المدرسة إلى هدأة ووقار المعطى التقني, وإلى البوابة السحرية للحياة اليوم (سناب شات).

سناب شات المدرسة محاولة لرصد الجمال الذي يحب أن يمرر إلى الأعين ومحاولة لنشر العلم والنبض والمعرفة والثقافة والمشاعر عبر وسيط يعشقه طالب اليوم.
هو محاولة قد تنجح في ابتكار صيغة مدرسية أصيلة تفيد من جماليات شبكات التواصل التي لا تنتهي.