×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
  • ×
×
  • ◄ الوثيقة.
  • ◄ الأقسام.
  • ◄ المثبتة.
  • ◄ الأعضاء.
  • ◄ الأكثر قراءة «1».
  • ◄ الأكثر قراءة «2».
  • ◄ القرآن.
  • ◄ استقبال المشاركات.
  • الأعضاء
  • ﴿المقالات﴾
    • تطوير نظام التعرف على المركبات الصوْتيَّةِ عن طريق تحويل المويجات والشبكات العصبية ــ ملخص مادة مترجمة.
    • الثقافة الإعلامية : الثقافة العامة.
    • سمية مسرور أول إعلامية مغربية تطرح بكل جرأة قضايا الاحتضان والكفالة في العالم العربي في حوار خاص.
    • عذابُ قومِ هود : تنوع التعبير ووحدة المعنى - تأملات.
    • علي بن أبي طالب : الخليفة الرابع.
    • الثقافة التسلسلية : الثقافة العامة.
    • إدارة الأزمات : الأزمة التعليمية - أنموذجاً.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الجنائية.
    • المملكة العربية السعودية : التاريخ.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الإدارية.

    الرئيسية.

    ■ 10- قسم : الثقافة التطبيقية.

    د. عمر حسين الجفري
    د. عمر حسين الجفري.
    إجمالي المشاركات : ﴿22﴾.
    1437/12/01 (06:01 صباحاً).

    معلم الرياضيات والمعاناة.

    ■ معلم الرياضيات كغيره من معلمي المواد الأخرى له حقوق ومطالب وعليه واجبات ومهام ويعوّل عليه تنمية قدرات الطلاب بشتى أبعادها الشخصية وتنشيط العمليات الذهنية والفكرية لديهم وتوسيع مداركهم وفتح مجالات رحبة للانطلاق والإبداع في مخلوقات الله وأسرار الكون.

    وسيكون محور حديثنا في هذا المقال عن معاناة معلم الرياضيات في تحقيق مطالبه وطموحاته وما يواجهه من ضغوطات العمل.
    فكاتب هذه السطور هو أحد أولئك الذين مارسوا سابقاً تدريس هذه المادة الممتعة والشيقة والتي يفترض أن تكون كذلك، وممن مر بتجارب هذا المجال ودهاليزه وأروقته الشائكة ولكننا نريد نتلمس واقع حال هذا المعلم في مدارسنا. فما مدى شعوره وهو يؤدي رسالته ؟ وما هي مطالبه وطموحاته الشخصية أسوة بغيره من معلمي التخصصات الأخرى ؟ وهل تتوفر لديه الوسائل والإمكانات اللازمة في مدرسته التي تساعده على تحقيق أهداف مناهج الرياضيات المطورة ؟ وهل تلقى التدريب الكاف الذي يمكنه من تنفيذ متطلبات هذه المناهج ؟ وهل وضعه الحالي يسمح له بتنمية مهارات الإبداع والتفكير الابتكاري لدى الطلاب ؟ وربما هناك المزيد من التساؤلات التي لا مناص من تجاوزها أو الهروب منها أو تلك التي قد لا نعلمها.

    وقبل أن نخوض سبر أغوار بحر الظلمات في تلك المعاناة علينا توجيه البوصلة نحو معاناته عندما كان طالباً في الجامعة أو الكلية التي التحق بها ودرس في قسم الرياضيات لأن هذا المجال لا يمكن للطالب الحصول على المؤهل إلا إذا كان لديه استعداداً ذهنياً ولديه القدرة على المتابعة والجدية والاستذكار وتحمل أعباء متطلبات دراسة مقرراتها، فهو يقضي خلال فترة دراسته أربع أو خمس سنوات قد تزيد أو تنقص والتي تتوقف على جهد وأداء الطالب للتخرج والحصول على درجة البكالوريوس، وقد أصبح عرفاً دارجاً أن أقسام الطب والعلوم الطبية يمكن تصنيفها في رأس الهرم من حيث معيار القدرة العقلية والكفاءة النوعية المطلوبة في الدارس تليها كلية الهندسة ومن ثم أقسام العلوم التطبيقية : (الرياضيات ـ الفيزياء ـ الكيمياء ـ الأحياء) بجميع تخصصاتها وشعبها وفروعها لذلك هذه المرحلة لا يمكن إغفالها من حياة معلم الرياضيات الذي تحقق حلمه لنيل هذه الشهادة العلمية بعد أن بذل قصارى جهده ووقته وطاقته وعصارة فكره.

    ■ ونأتي الآن لنقف على عتبات المرحلة الثانية من حياته :
    مع المعاناة في سلم الأمل والطموح متأرجحاً بعد تعيينه معلماً لمادة الرياضيات، لذا سأترك له نثر همومه إيذاناً بخروج المارد من قمقمه وإليكم لسان حاله وحكايته وليسمحوا لي أحبتي معلمي المواد الأخرى فإنه غالباً من أكثر المعلمين نصاباً من الحصص الصفية وأكثرهم جهداً وعطاءً مع الطلاب كون مادته تستلزم إعداداً وإلماماً جيداً في إيصال المعلومة رغم طول المنهج الدراسي وكثرة دروسه خصوصاً في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وتتطلب منه مجهوداً مضاعفاً في تحويل الخبرات المجردة إلى خبرات محسوسة لأنه يغلب على معلوماتها طابع التجريد في كثير من مفاهيمها ونظرياتها وقوانينها مع قلة الوسائل والمواد التعليمية المتوفرة بمدرسته والمعينة له في تيسير عملية التدريس للمناهج الجديدة ونقص الخبرة لديه في استخدام الاستراتيجيات والأساليب اللازمة التي تتطلبها هذه المناهج بسبب القصور في تزويده بالاحتياجات التدريبية المناسبة أضف إلى ذلك ما يكلف به من مهام إشرافية وإدارية وليت حاله يقف عند هذا الحد وإنما يقابل ويكافأ بعدم ترشيحه للفرص التي تتاح للمعلمين سنوياً من أعمال إدارية أو إشرافية أو حتى التفرغ لاستكمال دراساته العليا (الماجستير ـ الدكتوراه) يحرم منه بحجة عدم توفر البديل ويمنّى عادة بالوعود مستقبلاً بتأمين معلماً محله ولكن دونه خرط القتاد ويبقى حاله مكانك راوح أسيراً للبديل المستحيل وهي معاناة أزلية.
    هذا المعلم حينما يرى زملاءه في التخصصات الأخرى يرشحون في أعمال الإدارة : (وكيل مدرسة ـ مرشد طلابي ـ أمين مركز مصادر التعلم ـ رائد نشاط) ومجالات إشرافية مختلفة (خدمات الطلاب ـ التجهيزات المدرسية ـ شئون المعلمين ـ التدريب التربوي ..) وهو من حقهم المشروع ويستحقون ذلك ولا حسداً لهم وليس تقليلاً من شأن المواد الأخرى فهي تشترك جميعاً في تحقيق الأهداف العامة للعملية التعليمية والتربوية، وأما معلم الرياضيات فلا يحق له التقدم لهذه الفرص المتاحة لجميع المعلمين بل حتى إذا ما أراد مواصلة واستكمال دراساته العليا يجد صعوبة بالغة في الحصول على التفرغ وقد يكون معلماً متميزاً في أدائه ومتفوقاً في دراسته فإنه يحرم من تلك المزايا فمثل هذا المعلم ماذا نتوقع أن تكون حالته النفسية ؟ وكيف سيكون عطاءه وأداءه إذا لم تتحقق طموحاته ؟ لا شك أنه عندما تتبدد آماله وتتحطم أحلامه على صخرة الواقع فإن ذلك له مردوداً عكسياً وآثاراً سلبية على معنوياته مما يؤدي إلى إحباطه وتدني مستواه ووأد جوانب الإبداع والتميز لديه والشعور بالملل من عمله وينتابه نوعاً من الاكتئاب والإحساس بالحسرة والندم وقد يصل به الحال إلى كراهية مادته وعمله ويتمنى لو لم يلتحق بهذا المجال الذي ضيع أمنياته وقضى على رغباته ،وقد سمعت ذلك بأم أذنيّ من زملاء كثر أعرفهم ممن واجهوا عقبات وعثرات تحقيق آمالهم، وربما يمتد ذلك إلى معلمي العلوم أيضاً الذين يواجهون نفس المصير، وما قيل عن المعلمين ينطبق تماماً على معلمات الرياضيات والعلوم.

    وإذا كانت هذه الفئة من المعلمين قد وصلت إلى هذه الدرجة من الإحباط الوظيفي والألم النفسي وما يعتريها من تحولات مفاجئة في انفعالات غير مبررة أو قلقاً واضطراباً أو تشاؤماً وقتامة مظلمة داخل الفصل الدراسي ؛ فماذا نتوقع أن يكون أثره على الطلاب وعلى العملية التعليمية والتربوية برمتها ؟ لا شك أن ذلك سيترتب عليه آثاراً عكسية وصدمات سلبية تنتقل وتتسرب إلى نفسيات الطلاب وتحدث لديهم نوعاً من عدم الثقة والارتباك وتراجعاً ملحوظاً في المستوى التحصيلي، ولا ريب أن هذه القضية تدق مسماراً في نعش العملية التعليمية لو استمرت على حالها سيزداد الأمر تردياً وسوءاً ويشكل إخفاقاً كبيراً في تعلُّم الرياضيات ومتعة الفكر وذائقة الإبداع إلا أنني أطمئن أخي القارئ الكريم وأهدأ من روعه وأخفف من حدة الفاجعة التي ألمت به ومن خلال تعاملي وتواصلي مع كثير من معلمي الرياضيات وجدت أن أولئك الرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من أداء الأمانة وتحمل الرسالة فكانوا حقاً على قدر من المسؤولية في مواجهة هذه الصعوبات وتخطي هذه العقبات التي أضحت حجر عثرة في طريقهم فهم راضون بقضاء الله صابرون على قدره وبما قسم الله لهم من رزق وأملهم في الله كبير وشمسه لا تغيب ولديهم العزيمة والإصرار في تحقيق مبتغاهم وهدفهم بل إن نتاجهم مستمر وجهدهم متواصل وعطائهم معين لا ينضب.

    ■ واستدراكاً لأوضاعهم واستشعاراً بحالهم وتحقيقاً لآمالهم وطموحاتهم وتخفيفاً من معاناتهم وآلامهم فإننا نقترح بعضاً من المعالجات والحلول التي يمكن إيجازها فيما يلي :
    1ـ المسارعة في تعيين جميع خريجين وخريجات الرياضيات والعلوم لسد الاحتياج القائم في الميدان التربوي وتوفير البديل للمعلمين والمعلمات الراغبين في الالتحاق بالفرص الإدارية والإشرافية داخل المدرسة وعلى مستوى الإدارة وتحقيق آمالهم في مواصلة دراساتهم العليا داخلياً وخارجياً أسوة بزملائهم في التخصصات الأخرى.
    2 ـ إضافة (بدل تخصص رياضيات وعلوم) إلى الراتب الأساسي للمعلم والمعلمة لا تقل عن (500) خمس مئة ريال تقديراً لجهودهم وتحفيزاً لهم على بذل المزيد من العطاء والإنجاز وشحذاً لهممهم ورفعاً لمعنوياتهم ،وخلق روح التنافس بينهم للإبداع والنهوض بفكر الطلاب والطالبات وصولاً للتفوق والتميز في المحافل والمسابقات الدولية والإقليمية.
    3ـ العمل على تخفيف المناهج الدراسية (المقررات) للرياضيات والعلوم والتقليل من عدد الدروس اليومية بما يتناسب والفترة الزمنية المحددة للفصل الدراسي الواحد.
    4ـ تحديد نصاب حصص معلمي ومعلمات الرياضيات إلى (20) عشرين حصة كحدٍ أقصى، وعدم تكليفهم بأي أعمال إضافية أخرى غير التدريس حتى يتمكنوا من أداء مهمتهم الأساسية في ضوء توجهات الوزارة التطويرية.
    5ـ إنشاء قاعات ومعامل للرياضيات في المدارس كبيئة جاذبة ومهيأة فيزيقياً ومجهزة بأحدث الوسائل والمواد التعليمية المناسبة وتوفير الأدوات والمستلزمات التي تساعد المعلم والمعلمة على تقريب المفاهيم المجردة للطلاب والطالبات وإيضاح الحقائق وفهم النظريات والقوانين العلمية والعلاقات الرياضية في كل مرحلة من مراحل التعليم العام.
    6ـ تطوير النمو المهني لمعلمي ومعلمات الرياضيات والعلوم من خلال إلحاقهم بالدورات والبرامج التدريبية المتخصصة داخل المملكة وخارجها للاطلاع على كل جديد في المجال والاستفادة منها في عملية التدريس، ومنح حوافز مادية ومعنوية للملتحقين بالدورات.

    وأبعث إليهم رسالة محب أدعوهم فيها : أن يكونوا كالجبال الرواسي لا يضرها عواصف الإحباط العاتية فعليهم مخافة الله تعالى في أجيال الوطن والإخلاص في أداء المهمة الملقاة على عاتقهم واحتساب الأجر والثواب من عند الله تعالى وهو المطلب الأعلى والغاية الأسمى والتحلي بالصبر فالعاقبة فرجٌ وفرحٌ والأمل قريب فهم دعاة خير وصلاح ورسل هداية ويقفون على ثغر من ثغور الأمة ؛ فالمنتظر منهم شأنه عظيم وأمره جليل في غرس بذور العلم لدى أبناء الوطن وتفجير طاقات الإبداع وصقل المواهب وإذكاء روح البحث والعلم واكتساب المعرفة لدى الناشئة وستكون الدائرة لهم والفوز حليفهم والأماني نصيبهم فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
    ■ والله من وراء القصد.
    ■ انطلاق منتدى منهل الثقافة التربوية: يوم الأربعاء المصادف غرة شهر محرم 1429هـ، الموافق التاسع من يناير 2008م.
    ■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
    Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information.