بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿4371﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

6 نصائح للمدرسين لاستقبال العام الدراسي الجديد.
■ أَفَلَت العطلة الصيفية فاسحة المجال لعام دراسي جديد يكاد لا يشبه سابقه في شيء، خصوصاً لمن غيروا المدرسة أو حتى الفصل الدراسي أو المادة المُدَرَّسَة.
هو عام دراسي جديد إذن تلتقي فيه كمدرس بطلاب ربما تراهم أول مرة ولا تعلم عنهم شيئاً سوى أنك سترافقهم خلال سنة دراسية كاملة. ولعلها تساؤلات كثيرة ستتبادر إلى ذهنك حين تفكر في هذا الأمر من قبيل :
• كيف أبدأ ومن أين أبدأ ؟
• كيف أتفادى من أخطاء السنة الماضية ؟
• كيف أتمكن من ضبط الفصل الدراسي ؟
كلها تساؤلات مشروعة وغيرها يطرحها المدرسون في كل بقاع العالم، ومهمتنا اليوم محاولة الإجابة عنها على شكل نصائح، منطلقين في ذلك من تجربتنا الشخصية وتجارب الآخرين ممن سبقونا إلى ميدان التدريس، مستأنسين بإرشادات معلمين ممن اختاروا مشاركة معارفهم مع غيرهم من رواد شبكة الإنترنت.

■ 6 نصائح للمدرسين لاستقبال العام الدراسي الجديد.
1- لا تحاول أن تتقمص شخصية غيرك : كثير من المدرسين ممن يعانون صعوبات في إدارة الصف الدراسي، يمضون العطلة الصيفية في التخطيط لمواجهة طلاب العام الدراسي الجديد بوجه جديد عنوانه الحزم وعدم التساهل.
لكن هذا القناع سرعان ما يسقط بل وفي الحصة الأولى أحيانا؛ فالطلاب أذكياء جدا ولديهم قدرة خارقة على قراءة الشخصية الحقيقية للمدرس مهما حاول التمثيل. لذلك لا تحاول أبدا تقمص شخصية غيرك وكن طبيعيا، فلن تستطيع التمثيل طيلة السنة الدراسية، وابحث بدلا من ذلك عن حلول أخرى لضبط وإدارة الصف الدراسي.

2- تعرف على مستوى طلابك : أن تتعامل طيلة سنة دراسية مع طلاب لا تعرف شيئا عن مكتسباتهم السابقة وحاجياتهم الحقيقية، أشبه باقتناء سيارة جديدة والسفر بواسطتها دون إجراء فحص شامل لها، لذلك كان لزاما على المدرس إجراء تقويم تشخيصي على شكل روائز Tests أو اختبارات تغطي ما تم تعلمه في السنة الماضية، وتحليل نتائج هذه الروائز قصد الخروج بتقرير ورؤية شاملة لمستوى الفصل الدراسي، والذي ستبنى عليه بعد ذلك الأهداف التي نروم تحقيقها خلال الموسم الدراسي.

3- إرساء قواعد التعامل داخل الفصل الدراسي : الفصل الدراسي وكغيره من الجماعات الإنسانية، لا يمكن أن يُسَيَّرَ عشوائيا بدون قواعد وقوانين تنظم السلوك وتبين لكل فرد ما له وما عليه. وحين نتحدث عن القواعد والقوانين، فإننا نعني تلك التي تسري على الجميع بمن فيهم المدرس نفسه باعتباره عضوا في جماعة الفصل، والتي يجب أن تُسَيَّر بطريقة ديموقراطية يعطي فيها قائدها (المدرس) القدوة والمثال على احترام القوانين والخضوع لها. لمزيد من التفاصيل حول كيفية صياغة التعاقدات لإدارة الفصل الدراسي.

4- تعرف على طلابك عن قرب : التعليم مهمة ورسالة إنسانية قبل أن تكون مهنة، والتعلم سيرورة معقدة تتداخل فيها عوامل اجتماعية ونفسية وبيداغوجية لذلك وجب على كل مدرس مراجعة ملفات طلابه واحدا تلو الآخر لمعرفة وضعيتهم الاجتماعية وتاريخهم الدراسي، وليتمكن من أخذ فكرة عن طلابه وليعامل من ثم كل واحد من طلابه المعاملة اللائقة به. وفي حالة لم تتوفر المعلومات اللازمة لدى إدارة المؤسسة، فيمكن اعتماد استمارات معدة لهذا الغرض يتم تعبئتها من طرف التلميذ أو أسرته ليتم تفريغها واستثمار معطياتها لنفس الهدف.

5- اعمل في حدود قدراتك ولا تسعى للكمال : في بداية كل سنة دراسية، يجد المدرس نفسه في مواجهة ضغط نفسي هائل مصدره رغبة داخلية في تحقيق أحسن النتائج، وضغوطات الإدارة وأولياء الأمور هذه الضغوطات الداخلية والخارجية تدفع المدرس دفعا نحو العمل فوق طاقته الحقيقية خوفا من الفشل وفقدان الوظيفة، ورغبة في تحسين وضعيته المهنية، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق نتائج عكسية متمثلة في تراجع مردوديته المهنية، كما يمكن أن يعود عليه بمضاعفات صحية خطيرة أحيانا. ولتفادي هذه النتيجة الكارثية ضع في ذهنك حقيقة مفادها أنك أنت وأنت فقط من يعرف الوضعية الحقيقية لفصلك الدراسي والتي وقفت عليها خلال التقويم التشخيصي وأنت فقط من يستطيع التخطيط على ضوء نتائجه، ووضع أهداف واقعية وقابلة للتطبيق خلال السنة الدراسية، بعيدا عن المثالية التي تسعى إليها الإدارة والآباء.

6- حافظ على التوازن بين التزاماتك المهنية وحياتك الشخصية : التعليم وكما هو معلوم لدى منتسبيه، من أكثر الوظائف التي لا حدود فيها بين وقت العمل والوقت الخاص، فكثير من الالتزامات المهنية التي ترتبط بوظيفة التعليم تتبعنا خارج الفصل الدراسي، كما أن من المعلمين من يعمل حتى في عطلة نهاية الأسبوع، أو خلال العطل المدرسية. لذلك أنصحك عزيزي المدرس بفرض نوع من التوازن بين حياتك المهنية وحياتك الخاصة، وهذا أمر لا يتحقق إلا إذا أسست له منذ بداية الموسم الدراسي، وإلا وجدت نفسك في دوامة لا مخرج منها.
◄ الحسين اوباري.