من أحدث المقالات المضافة في القسم.

أبلة كوثر ﴿2515﴾.

د. أحمد محمد أبو عوض.
عدد المشاركات : 702
1438/03/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات : ﴿﴿2748﴾﴾

عبدالله هارون الرشيد : الخليفة المثقف.
تسامح خليفة ونباهة شاعر :
حفظت لنا كتب التاريخ والأدب، نماذج حضارية راقية تظهر عبقرية وتسامح بعض الخلفاء ورجال الحكم، والذين بفضلهم شيدت أعظم الحضارات في تاريخ الإنسانية، وكان لها الأثر الأكبر في إنقاذ البشرية من الظلام، وتدحض في الوقف نفسه، تلفيقات وتأويلات المستشرقين المغرضة، التي تهدف الإساءة للإسلام وخلفاء المسلمين، وتشكك بعظمة وتسامح هذا الدين الحنيف، القائم على الوسطية والاعتدال والكلمة الطيبة، والموعظة الحسنة، والحوار الهادف النبيل وجادلهم بالتي هي أحسن.
أمر الخليفة عبدالله هارون الرشيد، بإقامة الحكم على الشاعر أبي نواس، فقال : أتقتلني شهوة لقتلي؟ فقال : لا بل أنت تستحق القتل، قال : فبم استحق القتل؟ قال : لقولك :
ألا فاسقني خمرا وقل هي الخمر • • • ولا تسقني سرا إن امكن الجهر
فقال : يا أمير المؤمنين أتعلم أنه سقاني وشربت، فقال الخليفة : أظن ذلك، فقال : يا أمير المؤمنين أتقتلني على الظن، وقد قال الله تعالى إن بعض الظن إثم.
فقال الرشيد : قد قلت أيضا ما يستحق القتل، فقال : فما هو ؟ فقال له : قولك : ما جاءنا أحد يخبر أنه في جنة من مات أو في نار.
فقال يا أمير المؤمنين : هل جاءنا أحد، قال : لا، قال : أتفتلني على الصدق.
فقال الخليفة : أو لست القائل :
يا أحمد المرتجى في كل نائبة • • • قم سيدي نعص جبار السموات.
فقال له : يا أمير المؤمنين، أو صار القول فعلا ؟ قال : لا أعلم، فقال : أتقتلني على ما لا تعلم.
فقال له الرشيد : دعك من هذا كله فقد اعترفت في مواطن كثيرة من شعرك بالزنا، فقال أبو نواس : قد علم الله هذا قبلك يا أمير المؤمنين بقوله تعالى : والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون.
فقال الرشيد : خلوا عنه.
◄ نوادر الخلفاء للأديب العالم الإتليدي، تحقيق أيمن البحيري، ص 271، ص 272.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.

◂يلتزم منتدى منهل الثقافة التربوية بحفظ حقوق الملكية الفكرية للجهات والأفراد وفق نظام حماية حقوق المؤلف بالمملكة العربية السعودية ولائحته التنفيذية. ونأمل ممن لديه ملاحظة على أي مادة في المنتدى تخالف نظام حقوق الملكية الفكرية مراسلتنا بالنقر على الرابط التالي ◂◂◂ ﴿هنا﴾.