من أحدث المقالات المضافة في القسم.

إبراهيم علي سراج الدين عدد المشاركات : ﴿42﴾ التسلسل الزمني : 1443/07/01 (06:01 صباحاً) عدد القراءات : ﴿5662﴾

أنا ما في قلبي على لساني !
(أنا ما في قلبي على لساني !!) (أنا إنسان صريح !) (أنا إنسان لا أحب المجاملة ولا أجامل أحد !).
كثيراً ما تُقال هذه العبارات على سبيل الفخر وإظهار المزية ! ثم هم لا يبالون أجرحوا أم طعنوا قلوباً كانت قريبة منهم تحبهم وتودهم، بصراحة غبية لا تراعي وداً ولا تلزم حداً.
تقطع منهم الأنس وتنفِّر منهم الإنس !

ليس في قواميسهم مفردة (لبق) وتصريفاتها, ولا مصطلح (مجاملة) وتعريفاتها ! لأن نفوسهم ضيّقة عن تلك المعاني وهذا غاية في السوء وقبح الطّباع.
وقيل : (لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ، وَقَلْبُ الْأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ) فحينما كان اللسان في الجملة لا يحصد غير ما يسوء صاحبه كان العاقل حريصاً أن يباشر الناس بقلبه, مخبئاً لسانه خلفه، فقلبه هو الترجمان الذي يمحص ويدقق الكلام، بينما الأحمق يباشر الناس بلسانه, فتسبق حذفاتُ لسانه وفلتاتُ كلامه مراجعةَ قلبه !

يقول النبي عليه الصلاة والسلام : (إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا) وحسن الخلق أعظم ما يترجم عنه هو اللسان، فإن كان حسناً ترجم بحسنه، وإن كان قبيحاً ترجم بقبحه.
|| إبراهيم علي سراج الدين : عضو منهل الثقافة التربوية.