من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد عاطف السالمي.
إجمالي القراءات : ﴿2674﴾.
عدد المشــاركات : ﴿192﴾.

هذا خبر علمي يؤكد ما جاء في دراسات علمية سابقة من فوائد للبكاء لمسها الباحثون في مجال علم النفس. ولكن الباحثين لا يعرفون طريقة البكاء الصحيحة والفعالة ! فالبكاء قد يكون علاجاً لكثير من الأمراض، ولكن بشرط أن يكون البكاء من خشية الله تعالى، وهو ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى متحدثاً عن أولئك المؤمنين الخاشعين الذي تأثروا بكلام الله تعالى فماذا كان رد فعلهم ؟ يقول عز وجل عنهم : (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) (الإسراء : 109).
وانظروا معي كيف ربط البيان الإلهي بين البكاء والخشوع، فكلاهما يمثل طريقة رائعة لعلاج الأمراض النفسية. فالبكاء من خشية الله يزيد المؤمن خشوعاً وخوفاً من الله، ويُنسيه همومه وأحزانه، لماذا ؟ لأن الذي يتأثر بكلام الله ويتصور أهوال القيامة ويتذكر عظمة الخالق تبارك وتعالى، تتضاءل أمامه المشاكل والهموم مهما كان حجمها أو نوعها، وبالتالي ينسى مشكلته، وهذه أول خطوة على طريق علاج أي مشكلة، أن تنظر إلى هذه المشكلة على أنها شيء تافه وقابل للحل، وبالتالي سوف يتم حلّها بسهولة، وهذا ما يؤكده علماء النفس والبرمجة اللغوية العصبية في حل المشاكل والمصاعب.
ولذلك فإن الله تعالى ذكر البكاء في أكثر من موضع من كتابه المجيد، وجعله وسيلة للقرب من الله تعالى، ومؤشراً على صدق المؤمن في خشيته لخالقه جل جلاله. يقول تعالى : (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ۝ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ۝ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ۝ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) (النجم : 59- 61). ففي هذا النص القرآني أمر لنا أن نبكي من خشية الله، وأن نبتعد عن اللهو وأن نبتعد عن كثرة الضحك، ولا يمنع ذلك من الابتسامة التي هي علاج أيضاً.