من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

النادرون ﴿3288﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿5276﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

قواعد تربوية قرآنية من سورة يوسف.
■ عزيزي القارئ الكريم :
إليك بعضا من الفوائد التربوية بسورة يوسف، وهي بمثابة قواعد تربوية قرآنية.
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)) قال الله سبحانه وتعالى : (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7)) وذكر قبلها انه قد أٌرى نبيه يوسف وهو صغير رؤيا عجيبة ويؤخذ من هذا :
1- تعاهد الأب أبنائه بالتربية، ويقرب إليه من عنده استعداد للفهم والعلم والفقه وأن يخصَّه بمزيد من العناية؛ لأنه كلما كان الإقبال أكثر من الشخص ينبغي أن يكون العطاء له أكثر.
2- أن الرؤيا الصالحة من الله وذلك لأن يوسف رأى رؤيا حق وأمره أبوه ألا يقص الرؤيا على إخوته.
3- أن كتم التحدث بالنعمة للمصلحة جائز ولذلك قال (لا تقصص رؤياك على إخوتك) مع إن الرؤيا نعمة هنا (فيكيدوا لك كيدا) إذاً لو كتم إنسان نعمة الله عليه ولم يفشها لئلا يتضرر من الحسد فهذا لا بأس به، وأما التحدث بالنعمة فيكون عند أمْن الحسد، فيذكر الإنسان نعمة ربه عليه.
4- أن الشيطان يدخل بين الإخوة، فيوغر صدور بعضهم على بعض مع كونهم أشقاء فيصيرهم أعداء.
5- أن على الأب أن يعدل بين أولاده ما أمكن وأنه لو كان أحد الأولاد يستحق مزيد عناية فإن على الأب ألا يظهر ذلك قدر الإمكان حتى لا يوغر صدور الآخرين.
6- أن البيت الطيب يخرج منه الابن الطيب انظر إلي قوله تعالى : (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، أن الشاب إذا نشأ في طاعة الله فإن الله يؤتيه علماً وحكمةً (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)) ويوضح مفهوم الهم الوارد عن يوسف - عليه السلام - فضيلة الشيخ / محمد متولي الشعراوي فيقول رحمه الله تعالى : لولا وجود برهان ربه قائما في قلبه ومتصوراً أن الله تعالى يراه بكل زمان ومكان - ولولا تفيد من الناحية اللغوية امتناع لوجود - لكان له شهوة ونزوة الرجل تجاه الأنثى المتزينة والراغبة هي للمباضعة من الشاب الذكر الذي أغريت بجماله كل النساء اللاتي أحضرت لهن متكئا وقطعن أيدهن حسرة من قوة جاذبية جماله وهو رفض أن يلبي شبق أي منهن واستسلم بالقبول للسجن، (ولو لم يقل السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه لكان الله سبحانه وتعالى سهل له طريق فرج أخرى وأرحم من دخول السجن، ولكنه وافقه على رغبته ليعلمه ثم كل مخلوق من بعده، أن يستسلم لقدر الله ولا يتخير على خيرة الله شيئاً).
7- خطورة الخلوة بالمرأة في البيت: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ) فهذه الخلوة المحرمة تؤدى إلى المصائب العظيمة.