من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

مجرد كلام ﴿1772﴾.
متعة الفشل ﴿2813﴾.
مفاهيم ملحة ﴿3711﴾.
شذوذ وخلل ﴿5359﴾.
كالماء .. كن ﴿3424﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : نادية محمد سعيد جاها.
إجمالي القراءات : ﴿5313﴾.
عدد المشــاركات : ﴿3﴾.

أولويات التربية والحماية.
■ تحرص حكومتنا الرشيدة على استقرار الوطن, وإشاعة روح المحبة والولاء والتكاتف مركزة في سياستها التعليمية على تربية مستدامة مستمدة من العقيدة الإسلامية, فهي تولي غرس أصول العقيدة الإسلامية والتربية الوطنية التي تزرع حب الوطن والولاء والانتماء له ولولاة الأمر كل اهتمامها، ومن هذا المنطلق كان تعزيز مبدأ الحوار انطلاقاً من قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) فهذا هو الحوار في الإسلام, حوار يلتزم بالحكمة وحسن القول.
وحين قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز : (أي حوار لا يلتزم بمنهج الحوار الصحيح وقواعده وآدابه، يتحول إلى فوضى) فإنه بذلك يؤسس قاعدة مثلى لحوار البناء, والذي ينطلق من قواعد صحيحة مستمدة من دستور شريعتنا الإسلامية, ويستند على آداب تعزز أمن المجتمع وسلامة الوطن.
الحكمة التي أوصانا بها سبحانه وتعالى, والجدل الحسن, هو قاعدة الحوار الصحيح البناء، في التربية والتعليم وفي الملتقيات الفكرية لأنها تؤسس لمجتمع آمن مستقر.
دعم الوحدة الوطنية وترسيخ الولاء الوطني, مسألة هامة، وانتماؤنا لهذه الأرض, وولاؤنا لهذا الوطن, كل ذلك يفرض علينا أن نسعى لإيجاد أرضية صلبة للُّحمة الوطنية، نزرعها ونسقيها ونرعاها في جميع مؤسساتنا التربوية والاجتماعية والعملية.

إن توظيف متغيرات ومستحدثات الإعلام الجديد, وتوظيف جوانب الانفجار المعرفي, والخطاب الثقافي في الملتقيات الفكرية والحوارية, وجميع فعاليات ساحة التواصل الفكري والاجتماعي والإعلامي في دعم الوطن ودعم جوانب الأمن والسلامة, أمر ضروري.
أسلوب الحوار الفكري والحياتي الذي ننتهجه في الخطاب له أصوله وقواعده في القرآن الكريم والسنة النبوية والتي ينبغي أن ننتهجها, ومضامينه ينبغي أن تعزز هذه الوحدة الوطنية التي نؤسسها ونسعى لترسيخها.
لابد في خططنا, وخطواتنا, الاجتماعية والتربوية أن نحرص كثيراً على توفير البيئة الملائمة والتي من شأنها أن تدعم الحوار الوطني في المجتمع وبين كافة أفراده وفئاته، لأن المصلحة العامة تكمن في محافظتنا على الوحدة الوطنية وفي دعم لغة الحوار وثقافته.
ينبغي أن تكون الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية وتعميقها من أولويات كل منشط ثقافي, وكل حوار فكري هادف موجّه, يحضره أبناؤنا وبناتنا، لأننا من خلاله نربي إنساناً, ونستثمر مواطناً, يساهم اليوم وغداً في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال, نربيه ليساهم في معالجة قضايانا المختلفة بمنظور إسلامي بحت، نربيه ليصبح الحوار الإيجابي الهادف أسلوب حياته ومنهجه للتعامل مع تلك القضايا دون الوقوع في فخ تلك التصنيفات التي تضر بمخرجات الحوار.
التصنيفات الفكرية منتج خلاف فكري، وحين قال خادم الحرمين الشريفين : (إن بوسع الجميع التعايش مع الاختلاف والتنوع, ولكن يصعب التعايش مع خلافات لا تنضبط بضوابطنا الشرعية والوطنية) فإنه يحذرنا من مغبة الخلافات الفكرية غير الملتزمة بضوابط الشريعة الإسلامية الصحيحة, وغير المهتمة بأنظمة الوطن وسياسته وعدم الالتزام مهما كان نوعه له أبعاد سلبية عديدة، ومن هنا تبرز أهمية الملتقيات الحوارية الفكرية التي تشرك الشباب, وتحاورهم، لابد من أن نعلم شبابنا كيف يتحاور مع تلك التصنيفات وكيف يتعامل معها، لأن نشر ثقافة الحوار وقبول الرأي الآخر، والدعوة إلى الوسطية والاعتدال والتسامح خطوة لابد وأن تدعمها كافة مؤسسات المجتمع, فالاهتمام بالتربية الفكرية من أولويات بناء المجتمع السليم والوطن القوي.