من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

فوائد لغوية ﴿21999﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿5210﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

اللغة : كما عرفها ابن جني هي (أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم)، فاللغة هي أداة التعبير والتفاهم الإنساني، فالحضارة الإنسانية مدينة اللغة في نشر العلم وحفظه وتوارثه عبر الأجيال. والفقه لغة هو (العلم بالشيء والفهم له)، والفقه في الأصل : العلم، يقال أوتي فلان فقها في الدين أي : فهما فيه.
وفقه اللغة اصطلاحا يعرفه أحد الباحثين بقوله : تطلق كلمة فقه اللغة على العلم الذي يحاول الكشف عن أسرار اللغة والوقوف على القوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة سر تطورها، ودراسة ظواهرها المختلفة، دراسة تاريخية من جانب، ووصفية من جانب آخر. وهو بهذا المعنى يضم كل الدراسات اللغوية التي تبحث في نشأه اللغة الفصحى واللهجات، وكذلك تلك التي تبحث في أصوات اللغة، ودلالة الألفاظ أو بنيتها من النواحي التاريخية المقارنة، والنواحي الوصفية، وكذلك في العلاقة النحوية بين مفرداتها، كما تبحث أخيرا في أساليبها، واختلاف هذه الأساليب، باختلاف فنونها من شعر ونثر، وغير ذلك.
أما علم اللغة linguistics ويطلق عليه أحيانا (علم اللغة العام linguistics General) فقد دخل بعض الجامعات العربية حديثا وتعالج فيه عادة قضايا اللغة، مجردة عن الارتباط بأية لغة من اللغات. وإذا كان علم اللغة يدرس قضايا اللغة مجردة عن الارتباط بأية لغة وإنما يدرس اللغة على نحو عام فإن فقه اللغة يدرس قضايا لغة معينة محددة، كاللغة العربية أو اللغة العبرية أو اللغة الفارسية.
وعلم اللغة هو علم حديث قائم بنفسه يؤدي وظيفة معينة وله طرق وميادين معرفية مختلفة، وهو يعالج القضايا اللغوية مجردة عن الارتباط بلغة معينة، فهو لا يدرس اللغة العربية أو الإنكليزية أو الفارسية، بل هو يدرس اللغة التي تظهر وتتحقق في أشكال لغات كثيرة، ولهجات متعددة، وصور مختلفة من صور الكلام الإنساني، فمع أن اللغة العربية تختلف عن اللغة الإنكليزية، وكلتاهما تختلفان عن اللغة الألمانية، فإن هناك أصولاً وخصائص جوهرية تجمع بين هذه اللغات، وهو أن كلا منها نظام صوتي، وهي جميعا نظام صوتي، وهي جميعا نظام اجتماعي تتفق عليه جماعة معينة تتفاهم به وينتقل من جيل إلى جيـل.
وعلم اللغة يدرس نشأة اللغة الإنسانية ويعرض لنظريات تلك النشأة ويدرس أيضا قوانين التطور اللغوي وقوانين بناء الجمل، وتفرع اللغة الواحدة إلى لهجاتها، وكل لهجة منها لها سمات صرفية ونحوية ودلالية وصوتية، ويدرس مسألة الصراع اللغوي بين لغات البشر وقوانينه العامة التي تصدق على كل لغة، منها سيادة لغة الغالب ولغة المتحضر، وعلم اللغة يحاول أن يصل إلى فهم الحقائق والخصائص التي تجمع اللغات الإنسانية في إطار واحد.