إبراهيم علي سراج الدين.
عدد المشاركات : 42
1429/05/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿9661﴾﴾
قد أفلح من زكاها • وقد خاب من دساها.
◄ النفس مكونة من روح وطين, فالأرض مصدر الطين, والروح من نفخ رب العالمين, والروح والطين في صراع لجذب كل منهما النفسَ إليها, فمن أطاع الطين كان أسفل السافلين, ومن أطاع الروح كان في عليين.
النفس تحتاج إلى تربية وتزكية مستمرة, وتحتاج إلى تعهدها دائماً, فالصوارف عن المعالي كثيرة, والشيطان له دور فعال, والإنسان بطبيعته كثير الغفلة والنسيان, لذلك قال الباري عز شأنه : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات : 55).
والنفس بطبيعتها تميل إلى الشهوات, والإنسان هو من يروضها ويُسيِّرها على النهج القويم, ولا يدع لها مجالاً لتحصل على كل ما تشتهيه, كما يقول القائل :
النفس كالطفل إن أهملته شب على • • • حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
على الإنسان أن يتحرى سير الصحابة والسلف والقدوات الصالحة وقبل ذلك سيرة النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام ويجعلهم نبراساً له حتى يكتسب من تلك الشخصيات نعوتهم الحميدة.
والناظر في حال المجتمع الآن ليبحث عن أمثال هؤلاء الذين يزكون النفس لا يكاد يجدهم, إلا النزر اليسير منهم, فغالب الناس لا همّ لهم سوى بالمظاهر على حساب السرائر, والله المستعان.
والتزكية تكون بتعهد الإنسان لنفسه في دينه وخلقه مع نفسه ومع غيره, فينظر أي العبادات قد قصر فيها فيسعى جاهداً إلى سد الثغرات, وينظر أي العبادات أتى بها فيتعهدها بالإخلاص وتعزيز تلك العبادة, ثم ينظر أي الأخلاق الحسنة قد تحلى بها فيعززها, وأي الأخلاق الحسنة قد تخلى عنها فيجاهد نفسه للتخلق بها, وينظر أي الأخلاق السيئة قد أبتلي بها ثم يجاهد نفسه على تركها, وأي الأخلاق السيئة قد عافاه الله منها فيحمد الله على ذلك ويحذر أن يقع في شراكها.
وتزكية النفس زيادة وتطهير, تطهير النفس عن الشوائب والرذائل والأخلاق الرديئة والأردان والأوساخ, وزيادة النفس وتنميتها وتحليتها بالأخلاق الحميدة والصفات المجيد .
عَنْ عَبْدِالله بن عَمْرو بن العَاص رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الإِيمَانَ لَيخلق فِي جَوْفِ أَحَدكُمْ كَمَا يَخلقُ الثَّوْبُ فَاسْأَلُوا الله أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ) أخرجه الحاكم وحَسَّنَه الألباني.
وقال بعض السلف : (جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، فبلغت بعضهم فقال : طوبى له ! أوَقد استقامت ؟ ما زلت أجاهدها ولم تستقم) هذا وهم صفوة الناس في الزمان, فكيف بنا نحن, ونحن في زمن الغفلة والمغريات والملذات والشهوات والشبهات !
فالله الله في تزكية النفس, فتزكية النفس واجبة وفرض على كل الأعيان, والله سبحانه وتعالى أقسم - وهو الحق وقوله الحق - أقسم في كتابه أحد عشر قسماً على فلاح من زكى نفسه وعلى خسران من أهمل ذلك، قال تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس : من 1 إلى 10).
وقال الله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) (النازعات : 40 - 41).
فالله الله في أنفسكم. وما موضوعي هذا إلا رؤوس أقلام وتوصية للنفس والإخوان, فمن أراد الاستزادة فليبحث في المظان.
■ وأخيراً :
لا تظنوني بهذا الكلام بأني من خيرة الناس ولكن كما قيل :
وغير تقيٍ يأمر الناس بالتقى • • • طبيبٌ يداوي الناس وهو عليل
أسأل الله أن يصلح الأحوال.
|| إبراهيم علي سراج الدين : عضو منهل الثقافة التربوية.
عدد المشاهدات :: ﴿﴿9661﴾﴾
قد أفلح من زكاها • وقد خاب من دساها.
◄ النفس مكونة من روح وطين, فالأرض مصدر الطين, والروح من نفخ رب العالمين, والروح والطين في صراع لجذب كل منهما النفسَ إليها, فمن أطاع الطين كان أسفل السافلين, ومن أطاع الروح كان في عليين.
النفس تحتاج إلى تربية وتزكية مستمرة, وتحتاج إلى تعهدها دائماً, فالصوارف عن المعالي كثيرة, والشيطان له دور فعال, والإنسان بطبيعته كثير الغفلة والنسيان, لذلك قال الباري عز شأنه : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات : 55).
والنفس بطبيعتها تميل إلى الشهوات, والإنسان هو من يروضها ويُسيِّرها على النهج القويم, ولا يدع لها مجالاً لتحصل على كل ما تشتهيه, كما يقول القائل :
على الإنسان أن يتحرى سير الصحابة والسلف والقدوات الصالحة وقبل ذلك سيرة النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام ويجعلهم نبراساً له حتى يكتسب من تلك الشخصيات نعوتهم الحميدة.
والناظر في حال المجتمع الآن ليبحث عن أمثال هؤلاء الذين يزكون النفس لا يكاد يجدهم, إلا النزر اليسير منهم, فغالب الناس لا همّ لهم سوى بالمظاهر على حساب السرائر, والله المستعان.
والتزكية تكون بتعهد الإنسان لنفسه في دينه وخلقه مع نفسه ومع غيره, فينظر أي العبادات قد قصر فيها فيسعى جاهداً إلى سد الثغرات, وينظر أي العبادات أتى بها فيتعهدها بالإخلاص وتعزيز تلك العبادة, ثم ينظر أي الأخلاق الحسنة قد تحلى بها فيعززها, وأي الأخلاق الحسنة قد تخلى عنها فيجاهد نفسه للتخلق بها, وينظر أي الأخلاق السيئة قد أبتلي بها ثم يجاهد نفسه على تركها, وأي الأخلاق السيئة قد عافاه الله منها فيحمد الله على ذلك ويحذر أن يقع في شراكها.
وتزكية النفس زيادة وتطهير, تطهير النفس عن الشوائب والرذائل والأخلاق الرديئة والأردان والأوساخ, وزيادة النفس وتنميتها وتحليتها بالأخلاق الحميدة والصفات المجيد .
عَنْ عَبْدِالله بن عَمْرو بن العَاص رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الإِيمَانَ لَيخلق فِي جَوْفِ أَحَدكُمْ كَمَا يَخلقُ الثَّوْبُ فَاسْأَلُوا الله أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ) أخرجه الحاكم وحَسَّنَه الألباني.
وقال بعض السلف : (جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، فبلغت بعضهم فقال : طوبى له ! أوَقد استقامت ؟ ما زلت أجاهدها ولم تستقم) هذا وهم صفوة الناس في الزمان, فكيف بنا نحن, ونحن في زمن الغفلة والمغريات والملذات والشهوات والشبهات !
فالله الله في تزكية النفس, فتزكية النفس واجبة وفرض على كل الأعيان, والله سبحانه وتعالى أقسم - وهو الحق وقوله الحق - أقسم في كتابه أحد عشر قسماً على فلاح من زكى نفسه وعلى خسران من أهمل ذلك، قال تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس : من 1 إلى 10).
وقال الله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) (النازعات : 40 - 41).
فالله الله في أنفسكم. وما موضوعي هذا إلا رؤوس أقلام وتوصية للنفس والإخوان, فمن أراد الاستزادة فليبحث في المظان.
■ وأخيراً :
لا تظنوني بهذا الكلام بأني من خيرة الناس ولكن كما قيل :
أسأل الله أن يصلح الأحوال.
|| إبراهيم علي سراج الدين : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ النفس مكونة من روح وطين, فالأرض مصدر الطين, والروح من نفخ رب العالمين, والروح والطين في صراع لجذب كل منهما النفسَ إليها, فمن أطاع الطين كان أسفل السافلين, ومن أطاع الروح كان في عليين.
النفس تحتاج إلى تربية وتزكية مستمرة, وتحتاج إلى تعهدها دائماً, فالصوارف عن المعالي كثيرة, والشيطان له دور فعال, والإنسان بطبيعته كثير الغفلة والنسيان, لذلك قال الباري عز شأنه : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات : 55).
والنفس بطبيعتها تميل إلى الشهوات, والإنسان هو من يروضها ويُسيِّرها على النهج القويم, ولا يدع لها مجالاً لتحصل على كل ما تشتهيه, كما يقول القائل :
النفس كالطفل إن أهملته شب على • • • حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
على الإنسان أن يتحرى سير الصحابة والسلف والقدوات الصالحة وقبل ذلك سيرة النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام ويجعلهم نبراساً له حتى يكتسب من تلك الشخصيات نعوتهم الحميدة.
والناظر في حال المجتمع الآن ليبحث عن أمثال هؤلاء الذين يزكون النفس لا يكاد يجدهم, إلا النزر اليسير منهم, فغالب الناس لا همّ لهم سوى بالمظاهر على حساب السرائر, والله المستعان.
والتزكية تكون بتعهد الإنسان لنفسه في دينه وخلقه مع نفسه ومع غيره, فينظر أي العبادات قد قصر فيها فيسعى جاهداً إلى سد الثغرات, وينظر أي العبادات أتى بها فيتعهدها بالإخلاص وتعزيز تلك العبادة, ثم ينظر أي الأخلاق الحسنة قد تحلى بها فيعززها, وأي الأخلاق الحسنة قد تخلى عنها فيجاهد نفسه للتخلق بها, وينظر أي الأخلاق السيئة قد أبتلي بها ثم يجاهد نفسه على تركها, وأي الأخلاق السيئة قد عافاه الله منها فيحمد الله على ذلك ويحذر أن يقع في شراكها.
وتزكية النفس زيادة وتطهير, تطهير النفس عن الشوائب والرذائل والأخلاق الرديئة والأردان والأوساخ, وزيادة النفس وتنميتها وتحليتها بالأخلاق الحميدة والصفات المجيد .
عَنْ عَبْدِالله بن عَمْرو بن العَاص رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الإِيمَانَ لَيخلق فِي جَوْفِ أَحَدكُمْ كَمَا يَخلقُ الثَّوْبُ فَاسْأَلُوا الله أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ) أخرجه الحاكم وحَسَّنَه الألباني.
وقال بعض السلف : (جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، فبلغت بعضهم فقال : طوبى له ! أوَقد استقامت ؟ ما زلت أجاهدها ولم تستقم) هذا وهم صفوة الناس في الزمان, فكيف بنا نحن, ونحن في زمن الغفلة والمغريات والملذات والشهوات والشبهات !
فالله الله في تزكية النفس, فتزكية النفس واجبة وفرض على كل الأعيان, والله سبحانه وتعالى أقسم - وهو الحق وقوله الحق - أقسم في كتابه أحد عشر قسماً على فلاح من زكى نفسه وعلى خسران من أهمل ذلك، قال تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس : من 1 إلى 10).
وقال الله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) (النازعات : 40 - 41).
فالله الله في أنفسكم. وما موضوعي هذا إلا رؤوس أقلام وتوصية للنفس والإخوان, فمن أراد الاستزادة فليبحث في المظان.
■ وأخيراً :
لا تظنوني بهذا الكلام بأني من خيرة الناس ولكن كما قيل :
وغير تقيٍ يأمر الناس بالتقى • • • طبيبٌ يداوي الناس وهو عليل
أسأل الله أن يصلح الأحوال.
|| إبراهيم علي سراج الدين : عضو منهل الثقافة التربوية.