من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد عاطف السالمي.
إجمالي القراءات : ﴿5708﴾.
عدد المشــاركات : ﴿192﴾.

الحمد لله الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربُّك قديراً. والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين القائل (استوصوا بالنساء خيراً). وبعد فالمتتبع لمرامي وأهداف العلاقة الزوجية يجد أن القرآن الكريم والسنة النبوية وضّحا الكثير منها، ففي قوله تعالى : (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) فالزوجة تعتبر سكناً، وجعل بينهما مودّة ورحمة.
وأمر بحسن المعاشرة (وعاشروهن بالمعروف)، وفي حالة الانفصال يقول سبحانه : (ولا تنسوا الفضل بينكم).
وكان الآباء والأمهات من السلف الصالح يوجهون أبناءهم إلى أهمية العلاقة الزوجية فهذا الخطاب بن المعلى يقول من وصية لابنه : (يا بُنيّ إن زوجة الرجل سكنه، ولا عيش له من خلافها، فإذا هممت بنكاح امرأة فسل عن أهلها، فإن العروق الطيبة تنبت الثمار الحلوة).

■ وهذه الصحابية أُمامة بنت الحارث رضي الله عنها توصي ابنتها يوم زفافها : احفظي عني خصالا عشراً :
● أما الأولى والثانية : فالخشوع له بالقناعة وحسن السمع والطاعة.
● وأما الثالثة والرابعة : فالتفقد لمواضع عينه وأنفه.
● وأما الخامسة والسادسة : فالتفقد لوقت منامه وطعامه.
● وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله والرعاية على خدمه وعياله.
● وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمراً ولا تفشين له سرّا.

■ أيّها الإخوة والأخوات :
انظروا إلى الآباء والأمهات اليوم كيف يهيئون أبناءهم وبناتهم المقدمين على الزواج لمعركة قادمة، فأهل الزوج يقولون له : اجعل شخصيتك قوية إياك من الضعف أو الاستسلام لطلباتها ورّيها العين الحمراء. وأهل الزوجة يشحنونها وبخاصة الأم وكأنها ذاهبة إلى حلبة ملاكمة وتقول لها : لا تسمعي كل ما يقوله لك زوجك.
لا نستغرب إذا رأينا العلاقة الزوجية لا تستمر أو أنها تتعرض لكثير من المتاعب بسبب عدم فهم الزوجين لبعضهما، وإفهام أهل الزوجين أن الشخصية والقوة وفرد العضلات وطول اللسان والعناد هو الذي يجب أن يسود العلاقات الزوجية.
وأنا أرى أنّ كثيراً من المشكلات بين الزوجين التي تبتّ فيها المحاكم أو في جمعيات التوافق الأسري يمكن أن تقل أو تختفي لو هيئ الزوجان بدورات تأهيلية يقوم بها مدربون متخصصون وتكون شرطا يطلب مثل (الفحص قبل الزواج).