عبدالله علي الخريف.
عدد المشاركات : 28
1437/01/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿5235﴾﴾
الشافعي .. وبطيخة أحمد الفكهاني وأبو عطية الدجال : نص ساخر.
◄ دون أية مسئولية من قبلي، فإن العرب لم تكره إنساناً مثلما كرهت صاحب الشعر المنسدل بقوة فوق جبينه، وهم يحبون الرجل الأنزع، أي من انحسر الشعر عن جانبي جبهته، ويسمون منسدل الشعر : الأغم ! والذي في الخاطر يكفي !
يذكر عن الشافعي في بدايات طلبه للعلم أنه اتجه لعلم الفراسة وصار يبحث عن أية مصادر ومراجع حول هذا الموضوع وحينما ذكر له أحد المراجع في اليمن فإنه لم يتردد في الذهاب وأقسم أيمانا مغلظة أن ينسف هذا العلم وراء ظهر حماره حينما قابل رجلاً راهن للوهلة الأولى أنه لئيم، بينما بالغ الرجل في إكرامه وحسن وفادته.
ومرت ساعات قبل أن يتبين للشافعي صدق فراسته ودقة الأسس العلمية التي بناها عليها، وبالقدر الذي حزن الشافعي على أن الرجل بالفعل كان لئيماً وساقطاً فإنه فرح بأن كل النظريات التي تربط بين المظهر الخارجي والمخبر كانت دقيقة لدرجة كبيرة !
في الإرث الشعبي لإحدى مناطق شمال الجزيرة العربية فإنهم يقولون عن وصف الخبيث اللئيم أنه : (أزغر عيون, أفرق سنون,) والعيون الزغر هي الخضر والزرق، والأسنان المتفرقة هي المتباعدة عن سبق قصد وإصرار وترصد !
وتقول العرب : كل ذي عاهة جبار ! والمعنى أن أصحاب الإصابات الجسدية الظاهرة قساة وجبابرة. وتدخل أنت دائرة حكومية مليئة بالمراجعين اللاهثين وتعلم أن أوراقك لدى الموظف صاحب المكتب رقم 13 في الدور السابع طعش، وبمجرد أن عينك الخاطئة تقع على وجهه الكئيب فإنك تستنج الباقي.
وتبحث عن مقعدك في الطائرة فتتمنى أنك فوق الجناح ولا بجانب ذاك المنكمش في كرسيه فتخبرك قينة الطائرة أنك بالضبط هناك، فتخرج من الطائرة وقد كسبت صديقاً صدوقاً صادق الوعد، ويخبرني صاحبي أنه كان في مطار الملك خالد ينتظر خروج خادمته القادمة من الشرق، وكلما خرجت واحدة من الجحر إياه قال هه .. هه، ومرة يقول كوني أنت، ومرات يقول : سترك يا رب.
وحين خرجت تلك، شعر بأنيميا منجلية وهبوط مظلي لكنّ الأيام أثبتت أن صويحبتهم خير مما يظنون، وهكذا تنتابنا دوماً مشاعر مختلفة عند النظرة الأولى واللقاء الأول، والقراءة الأولى .. و .. وكل شيء أول، ولطالما سمحنا لأنفسنا أن تطلق المزيد من الأحكام والتوجهات، ولطالما وصفنا أحدهم أنه لا يمكن هضمه حتى مع بربيكان بالشعير الذي بدون كيماوي، وأننا نلاقي المنايا كالحات ولا ننضم مع أحدهم في مكان بسعة الأفق، و .. ولكننا بعد ذلك ربما بعنا الدنيا لأجله وأكثر، ولطالما رسمنا الكثير من الآمال وبنينا وأعلينا البنيان وراهنّا حتى الشمس على صدق حاستنا السابعة بعد ألف ولكننا رأينا كذب ما حسبنا وخطأ ما توقعنا.
يقول أبو عطية الدجال، وهذا لقبه في استراحة تضمه مع آخرين : حين دخلت المرة الأولى ووقعت عيني على زوجتي كبطيخة تفلقها السكين الصدئة لأحمد الفكهاني، فإنني تعشمت من وراء خديها المشبعين بمكياج صيني وارد سويقة الكثير من الرفاه والعيش الهنيء لكنني علمت لا بعد سنوات بل شهور معدودة أنني لم أكن أنظر من فتحة عيني. الحاصل أن الفراسة كعلم ماتت ربما قبل أن يصبح الشافعي صاحب مذهب معتمد، وأن ما بقي من رسمها لا يعدو عن كونه ظن بني مرة على خبرات سابقة ساءت أو حسنت وعلى تشابه في زاوية اللاشعور في داخل العقل البشري بين هذا الوجه تحديدا ووجوه مرت بنا واختفت وبقي تأثيرها الإيحائي !
كما يمكن أن يكون للمزاج ساعتها دوره الكبير وللصوت، ولدرجة الحرارة، ولرائحة الفم، وللثياب طبعاً، وللسيارة، والحذاء، وشكل الشنب وطوله وعدد شعيراته. وبالنسبة للمجتمع الأحمر فإن أشياء أخرى، مثل نوع العطر، والجوال، ولون البشرة، ومقاس الحذاء، وحجم الشنطة، ولون العقبين ! كل تلك لها الأثر الكبير في تحديد نوع الحكم الأول.
■ أخيراً :
لم ينجح أحد .. وربما أكملت.
|| عبدالله علي الخريف : عضو منهل الثقافة التربوية.
عدد المشاهدات :: ﴿﴿5235﴾﴾
الشافعي .. وبطيخة أحمد الفكهاني وأبو عطية الدجال : نص ساخر.
◄ دون أية مسئولية من قبلي، فإن العرب لم تكره إنساناً مثلما كرهت صاحب الشعر المنسدل بقوة فوق جبينه، وهم يحبون الرجل الأنزع، أي من انحسر الشعر عن جانبي جبهته، ويسمون منسدل الشعر : الأغم ! والذي في الخاطر يكفي !
يذكر عن الشافعي في بدايات طلبه للعلم أنه اتجه لعلم الفراسة وصار يبحث عن أية مصادر ومراجع حول هذا الموضوع وحينما ذكر له أحد المراجع في اليمن فإنه لم يتردد في الذهاب وأقسم أيمانا مغلظة أن ينسف هذا العلم وراء ظهر حماره حينما قابل رجلاً راهن للوهلة الأولى أنه لئيم، بينما بالغ الرجل في إكرامه وحسن وفادته.
ومرت ساعات قبل أن يتبين للشافعي صدق فراسته ودقة الأسس العلمية التي بناها عليها، وبالقدر الذي حزن الشافعي على أن الرجل بالفعل كان لئيماً وساقطاً فإنه فرح بأن كل النظريات التي تربط بين المظهر الخارجي والمخبر كانت دقيقة لدرجة كبيرة !
في الإرث الشعبي لإحدى مناطق شمال الجزيرة العربية فإنهم يقولون عن وصف الخبيث اللئيم أنه : (أزغر عيون, أفرق سنون,) والعيون الزغر هي الخضر والزرق، والأسنان المتفرقة هي المتباعدة عن سبق قصد وإصرار وترصد !
وتقول العرب : كل ذي عاهة جبار ! والمعنى أن أصحاب الإصابات الجسدية الظاهرة قساة وجبابرة. وتدخل أنت دائرة حكومية مليئة بالمراجعين اللاهثين وتعلم أن أوراقك لدى الموظف صاحب المكتب رقم 13 في الدور السابع طعش، وبمجرد أن عينك الخاطئة تقع على وجهه الكئيب فإنك تستنج الباقي.
وتبحث عن مقعدك في الطائرة فتتمنى أنك فوق الجناح ولا بجانب ذاك المنكمش في كرسيه فتخبرك قينة الطائرة أنك بالضبط هناك، فتخرج من الطائرة وقد كسبت صديقاً صدوقاً صادق الوعد، ويخبرني صاحبي أنه كان في مطار الملك خالد ينتظر خروج خادمته القادمة من الشرق، وكلما خرجت واحدة من الجحر إياه قال هه .. هه، ومرة يقول كوني أنت، ومرات يقول : سترك يا رب.
وحين خرجت تلك، شعر بأنيميا منجلية وهبوط مظلي لكنّ الأيام أثبتت أن صويحبتهم خير مما يظنون، وهكذا تنتابنا دوماً مشاعر مختلفة عند النظرة الأولى واللقاء الأول، والقراءة الأولى .. و .. وكل شيء أول، ولطالما سمحنا لأنفسنا أن تطلق المزيد من الأحكام والتوجهات، ولطالما وصفنا أحدهم أنه لا يمكن هضمه حتى مع بربيكان بالشعير الذي بدون كيماوي، وأننا نلاقي المنايا كالحات ولا ننضم مع أحدهم في مكان بسعة الأفق، و .. ولكننا بعد ذلك ربما بعنا الدنيا لأجله وأكثر، ولطالما رسمنا الكثير من الآمال وبنينا وأعلينا البنيان وراهنّا حتى الشمس على صدق حاستنا السابعة بعد ألف ولكننا رأينا كذب ما حسبنا وخطأ ما توقعنا.
يقول أبو عطية الدجال، وهذا لقبه في استراحة تضمه مع آخرين : حين دخلت المرة الأولى ووقعت عيني على زوجتي كبطيخة تفلقها السكين الصدئة لأحمد الفكهاني، فإنني تعشمت من وراء خديها المشبعين بمكياج صيني وارد سويقة الكثير من الرفاه والعيش الهنيء لكنني علمت لا بعد سنوات بل شهور معدودة أنني لم أكن أنظر من فتحة عيني. الحاصل أن الفراسة كعلم ماتت ربما قبل أن يصبح الشافعي صاحب مذهب معتمد، وأن ما بقي من رسمها لا يعدو عن كونه ظن بني مرة على خبرات سابقة ساءت أو حسنت وعلى تشابه في زاوية اللاشعور في داخل العقل البشري بين هذا الوجه تحديدا ووجوه مرت بنا واختفت وبقي تأثيرها الإيحائي !
كما يمكن أن يكون للمزاج ساعتها دوره الكبير وللصوت، ولدرجة الحرارة، ولرائحة الفم، وللثياب طبعاً، وللسيارة، والحذاء، وشكل الشنب وطوله وعدد شعيراته. وبالنسبة للمجتمع الأحمر فإن أشياء أخرى، مثل نوع العطر، والجوال، ولون البشرة، ومقاس الحذاء، وحجم الشنطة، ولون العقبين ! كل تلك لها الأثر الكبير في تحديد نوع الحكم الأول.
■ أخيراً :
لم ينجح أحد .. وربما أكملت.
|| عبدالله علي الخريف : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ دون أية مسئولية من قبلي، فإن العرب لم تكره إنساناً مثلما كرهت صاحب الشعر المنسدل بقوة فوق جبينه، وهم يحبون الرجل الأنزع، أي من انحسر الشعر عن جانبي جبهته، ويسمون منسدل الشعر : الأغم ! والذي في الخاطر يكفي !
يذكر عن الشافعي في بدايات طلبه للعلم أنه اتجه لعلم الفراسة وصار يبحث عن أية مصادر ومراجع حول هذا الموضوع وحينما ذكر له أحد المراجع في اليمن فإنه لم يتردد في الذهاب وأقسم أيمانا مغلظة أن ينسف هذا العلم وراء ظهر حماره حينما قابل رجلاً راهن للوهلة الأولى أنه لئيم، بينما بالغ الرجل في إكرامه وحسن وفادته.
ومرت ساعات قبل أن يتبين للشافعي صدق فراسته ودقة الأسس العلمية التي بناها عليها، وبالقدر الذي حزن الشافعي على أن الرجل بالفعل كان لئيماً وساقطاً فإنه فرح بأن كل النظريات التي تربط بين المظهر الخارجي والمخبر كانت دقيقة لدرجة كبيرة !
في الإرث الشعبي لإحدى مناطق شمال الجزيرة العربية فإنهم يقولون عن وصف الخبيث اللئيم أنه : (أزغر عيون, أفرق سنون,) والعيون الزغر هي الخضر والزرق، والأسنان المتفرقة هي المتباعدة عن سبق قصد وإصرار وترصد !
وتقول العرب : كل ذي عاهة جبار ! والمعنى أن أصحاب الإصابات الجسدية الظاهرة قساة وجبابرة. وتدخل أنت دائرة حكومية مليئة بالمراجعين اللاهثين وتعلم أن أوراقك لدى الموظف صاحب المكتب رقم 13 في الدور السابع طعش، وبمجرد أن عينك الخاطئة تقع على وجهه الكئيب فإنك تستنج الباقي.
وتبحث عن مقعدك في الطائرة فتتمنى أنك فوق الجناح ولا بجانب ذاك المنكمش في كرسيه فتخبرك قينة الطائرة أنك بالضبط هناك، فتخرج من الطائرة وقد كسبت صديقاً صدوقاً صادق الوعد، ويخبرني صاحبي أنه كان في مطار الملك خالد ينتظر خروج خادمته القادمة من الشرق، وكلما خرجت واحدة من الجحر إياه قال هه .. هه، ومرة يقول كوني أنت، ومرات يقول : سترك يا رب.
وحين خرجت تلك، شعر بأنيميا منجلية وهبوط مظلي لكنّ الأيام أثبتت أن صويحبتهم خير مما يظنون، وهكذا تنتابنا دوماً مشاعر مختلفة عند النظرة الأولى واللقاء الأول، والقراءة الأولى .. و .. وكل شيء أول، ولطالما سمحنا لأنفسنا أن تطلق المزيد من الأحكام والتوجهات، ولطالما وصفنا أحدهم أنه لا يمكن هضمه حتى مع بربيكان بالشعير الذي بدون كيماوي، وأننا نلاقي المنايا كالحات ولا ننضم مع أحدهم في مكان بسعة الأفق، و .. ولكننا بعد ذلك ربما بعنا الدنيا لأجله وأكثر، ولطالما رسمنا الكثير من الآمال وبنينا وأعلينا البنيان وراهنّا حتى الشمس على صدق حاستنا السابعة بعد ألف ولكننا رأينا كذب ما حسبنا وخطأ ما توقعنا.
يقول أبو عطية الدجال، وهذا لقبه في استراحة تضمه مع آخرين : حين دخلت المرة الأولى ووقعت عيني على زوجتي كبطيخة تفلقها السكين الصدئة لأحمد الفكهاني، فإنني تعشمت من وراء خديها المشبعين بمكياج صيني وارد سويقة الكثير من الرفاه والعيش الهنيء لكنني علمت لا بعد سنوات بل شهور معدودة أنني لم أكن أنظر من فتحة عيني. الحاصل أن الفراسة كعلم ماتت ربما قبل أن يصبح الشافعي صاحب مذهب معتمد، وأن ما بقي من رسمها لا يعدو عن كونه ظن بني مرة على خبرات سابقة ساءت أو حسنت وعلى تشابه في زاوية اللاشعور في داخل العقل البشري بين هذا الوجه تحديدا ووجوه مرت بنا واختفت وبقي تأثيرها الإيحائي !
كما يمكن أن يكون للمزاج ساعتها دوره الكبير وللصوت، ولدرجة الحرارة، ولرائحة الفم، وللثياب طبعاً، وللسيارة، والحذاء، وشكل الشنب وطوله وعدد شعيراته. وبالنسبة للمجتمع الأحمر فإن أشياء أخرى، مثل نوع العطر، والجوال، ولون البشرة، ومقاس الحذاء، وحجم الشنطة، ولون العقبين ! كل تلك لها الأثر الكبير في تحديد نوع الحكم الأول.
■ أخيراً :
لم ينجح أحد .. وربما أكملت.
|| عبدالله علي الخريف : عضو منهل الثقافة التربوية.