
اسمُ الكاتب : عبدالله علي الخريف.
عدد المشاهدات : ﴿3684﴾.
عدد المشـاركات : ﴿28﴾.
تخصص جامعي جديد : معلم الصف الأول.
◄ حينما يقابل أحدهم رجلاً تائهاً في الصحراء ومستمراً في رحلة التيه، منهكاً، تحول لسانه إلى عظمة صغيرة من العطش بعد أن قطع مسافات طويلة فإننا لن نتوقع أن يأسف لحاله ويستكثر أن يخيب آماله ويخبره أن كل ذلك العناء كان في الاتجاه غير الصحيح.
ليست الصورة حقاً هكذا وبهذا القدر من السواد لكنها على أية حال مخيبة للكثير من الآمال.
منذ اليوم الأول، وربما حتى قبل ذلك يتدافع المعلمون أمر تدريس الصف الأول بينهم، ويظل المدير يراوح بينهم بعد أن فقد حتى تلك الحفنة القليلة من مشهيات آخر العام ! وربما مرت أيام قبل أن يسند الأمر إلى معلم، ويبقى هذا المعلم منعماً متفضلاً لمجرد أنه وافق على مضض أن يسير الأمور بعد عهود ومواثيق أنه غير متخصص, وأنه لن يلام على تقصير, وأنه شهيد الواجب وحامل راية الهم والغم والتعب. كل الذي مضى لا يفترض أن هذه المفاوضات الكثيرة ثم القبول المؤسف سيثمر تدريساً مبدعاً متخصصاً، الأمر الذي من أجله انتظمت هذه الكلمات هو تحريك المياه الراكدة حول أهمية استحداث قسم جديد في الجامعات الكليات التربوية وكليات إعداد المعلمين والمعلمات بمسمى :
(قسم التعليم الأساسي) يعد المعلمين والمعلمات لهذه المرحلة الهامة والأساسية فنياً وسلوكياً ونفسياً إعداداً شاملاً ودقيقاً للتعامل مع الأبناء في هذه المرحلة الحساسة. وعلمت أثناء كتابة هذا المقال أن مثل هذا القسم قد استحدث هذا العام في جامعة الأميرة نورة وهو يختلف طبعاً عما يوجد في كليات المعلمين التي تركز على صناعة معلمي المرحلة الابتدائية فقط ولكن الأمر يحتاج أيضاً إلى ضمانات مهمة ليس أقلها أهمية أن يكون قرار التعليم المستمر فردياً يمكن أن يلغى في أية لحظة.
والواقع المؤسف يحتم ضرورة التفكير الجاد في الأمر بناء على :
● يتخلص الواقع التربوي التعليمي من العشوائية والتخبط مع بداية كل عام أثناء إسناد هذه المهمة.
في كثير من المدارس لا يتم الإسناد للأفضل وإنما لمن يقبل !
● يفتقد أغلب المعلمين للكثير من المهارات الأساسية التي لا بد من توفرها للتعامل مع هذه المرحلة.
● احترام التخصص والتركيز النوعي أثناء الإعداد على الخصائص السلوكية والنفسية للطلاب.
● التركيز على أهمية إعداد المعلم للتعامل مع التطورات المنهجية والتقنية, وهذا وإن كان هاماً وضرورياً لكافة المراحل لكنه آكد فيما يخص التعليم الأساسي.
● أن يكتسب المعلم جميع المهارات اللازمة للعمل وفق التقويم بالملاحظة أو ما يسمى بالتقويم المستمر أو النصف فصلي دون أن يكون ذلك مجرد تعبئة بيانات شكلية في نهاية كل فصل دراسي.
إن الاهتمام بهذه المرحلة وإعداد المعلمين ذوي القدرات المميزة لها, لم يعد ترفاً أو أمراً يمكن تأجيله, إن فقدان الطلاب للمهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب هو المسئول الأول عن الهدر التعليمي وعن التسرب الخفي وعن الضعف البنائي في مستويات المتعلمين.
لا يمكن أن نتوقع أن يعود الصياد محملاً بالسمك إذا لم يملك أدوات الصيد ولا القارب ولم يتعلم السباحة !
إن أكبر الأخطاء أن نسير دون أن نحدد هدفاً ينبثق من معرفة الواقع والحاجات والإمكانات. من نحن تحديداً، ما حاجاتنا وفق واقعنا ثم ماذا نريد وكيف ؟
الإجابة عن هذه الأسئلة تختصر علينا الكثير من الوقت والجهد والمال, وخلال سنوات قليلة سنمتلك أسطولاً مميزاً من المعلمين المختصين في تعليم الصف الأول تحديدا والصفين الآخرين، وسيتوقف مدير المدرسة مع بداية كل عام عن البحث عن ضحية جديدة وفي المقابل مسئول جديد عن أبناء لا يحملون إلا ورقة تفيد أن أحدهم ينتقل للمرحلة القادمة !
ولن تضطر الدولة لإعداد برامج لعلاج ملايين الطلاب الذين أصبحوا صورة مشوهة عن معلم أكثر تشويها !
|| عبدالله علي الخريف : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ حينما يقابل أحدهم رجلاً تائهاً في الصحراء ومستمراً في رحلة التيه، منهكاً، تحول لسانه إلى عظمة صغيرة من العطش بعد أن قطع مسافات طويلة فإننا لن نتوقع أن يأسف لحاله ويستكثر أن يخيب آماله ويخبره أن كل ذلك العناء كان في الاتجاه غير الصحيح.
ليست الصورة حقاً هكذا وبهذا القدر من السواد لكنها على أية حال مخيبة للكثير من الآمال.
منذ اليوم الأول، وربما حتى قبل ذلك يتدافع المعلمون أمر تدريس الصف الأول بينهم، ويظل المدير يراوح بينهم بعد أن فقد حتى تلك الحفنة القليلة من مشهيات آخر العام ! وربما مرت أيام قبل أن يسند الأمر إلى معلم، ويبقى هذا المعلم منعماً متفضلاً لمجرد أنه وافق على مضض أن يسير الأمور بعد عهود ومواثيق أنه غير متخصص, وأنه لن يلام على تقصير, وأنه شهيد الواجب وحامل راية الهم والغم والتعب. كل الذي مضى لا يفترض أن هذه المفاوضات الكثيرة ثم القبول المؤسف سيثمر تدريساً مبدعاً متخصصاً، الأمر الذي من أجله انتظمت هذه الكلمات هو تحريك المياه الراكدة حول أهمية استحداث قسم جديد في الجامعات الكليات التربوية وكليات إعداد المعلمين والمعلمات بمسمى :
(قسم التعليم الأساسي) يعد المعلمين والمعلمات لهذه المرحلة الهامة والأساسية فنياً وسلوكياً ونفسياً إعداداً شاملاً ودقيقاً للتعامل مع الأبناء في هذه المرحلة الحساسة. وعلمت أثناء كتابة هذا المقال أن مثل هذا القسم قد استحدث هذا العام في جامعة الأميرة نورة وهو يختلف طبعاً عما يوجد في كليات المعلمين التي تركز على صناعة معلمي المرحلة الابتدائية فقط ولكن الأمر يحتاج أيضاً إلى ضمانات مهمة ليس أقلها أهمية أن يكون قرار التعليم المستمر فردياً يمكن أن يلغى في أية لحظة.
والواقع المؤسف يحتم ضرورة التفكير الجاد في الأمر بناء على :
● يتخلص الواقع التربوي التعليمي من العشوائية والتخبط مع بداية كل عام أثناء إسناد هذه المهمة.
في كثير من المدارس لا يتم الإسناد للأفضل وإنما لمن يقبل !
● يفتقد أغلب المعلمين للكثير من المهارات الأساسية التي لا بد من توفرها للتعامل مع هذه المرحلة.
● احترام التخصص والتركيز النوعي أثناء الإعداد على الخصائص السلوكية والنفسية للطلاب.
● التركيز على أهمية إعداد المعلم للتعامل مع التطورات المنهجية والتقنية, وهذا وإن كان هاماً وضرورياً لكافة المراحل لكنه آكد فيما يخص التعليم الأساسي.
● أن يكتسب المعلم جميع المهارات اللازمة للعمل وفق التقويم بالملاحظة أو ما يسمى بالتقويم المستمر أو النصف فصلي دون أن يكون ذلك مجرد تعبئة بيانات شكلية في نهاية كل فصل دراسي.
إن الاهتمام بهذه المرحلة وإعداد المعلمين ذوي القدرات المميزة لها, لم يعد ترفاً أو أمراً يمكن تأجيله, إن فقدان الطلاب للمهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب هو المسئول الأول عن الهدر التعليمي وعن التسرب الخفي وعن الضعف البنائي في مستويات المتعلمين.
لا يمكن أن نتوقع أن يعود الصياد محملاً بالسمك إذا لم يملك أدوات الصيد ولا القارب ولم يتعلم السباحة !
إن أكبر الأخطاء أن نسير دون أن نحدد هدفاً ينبثق من معرفة الواقع والحاجات والإمكانات. من نحن تحديداً، ما حاجاتنا وفق واقعنا ثم ماذا نريد وكيف ؟
الإجابة عن هذه الأسئلة تختصر علينا الكثير من الوقت والجهد والمال, وخلال سنوات قليلة سنمتلك أسطولاً مميزاً من المعلمين المختصين في تعليم الصف الأول تحديدا والصفين الآخرين، وسيتوقف مدير المدرسة مع بداية كل عام عن البحث عن ضحية جديدة وفي المقابل مسئول جديد عن أبناء لا يحملون إلا ورقة تفيد أن أحدهم ينتقل للمرحلة القادمة !
ولن تضطر الدولة لإعداد برامج لعلاج ملايين الطلاب الذين أصبحوا صورة مشوهة عن معلم أكثر تشويها !
|| عبدالله علي الخريف : عضو منهل الثقافة التربوية.