من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالرحمن يوسف النصار.
إجمالي القراءات : ﴿4635﴾.
عدد المشــاركات : ﴿4﴾.

لماذا يكره أبناؤنا المدرسة ؟
■ مع أول يوم من بداية العام الدراسي فاجأتني صغيرتي بالصف الرابع متى تأتي الإجازة ؟ فأجبتها : لا زال الوقت مبكراً نحن في أول يوم من العام الدراسي. لماذا سؤالك هذا ؟ فرددت بعد زفرة من الأعماق، أنا أكره المدرسة. قلت : لماذا يا صغيرتي ؟ المدرسة جميلة فيها تقابلين أصدقائك ومعلميك وتتعلمين فيها لتصبحي معلمة أو طبيبة، فأجابت: والله المدرسة ليس فيها إلا الملل والتعب.
وبعد مرور شهرين من بداية العام الدراسي، سألتها : كيف المدرسة والدراسة يا صغيرتي ؟ فرددت بتبرم : أكرهها ؟ أعدت طرح السؤال على شقيقها بالمرحلة المتوسطة، فأجاب نفس الإجابة ؟ وقال : لأننا لا نعرف في المدرسة إلا الواجبات والاختبارات وخصم الدرجات و .، سئلت أبناء الجيران وبعض الأقارب، فأتفق الجميع لا أحد يحب المدرسة.
● أقرأ على سور إحدى المدارس الأتي : مدرسة الهم والغم وعوار الرأس .
● أقرأ في أحد المنتديات هذه الخواطر الشعرية الطلابية :
♦ اللهم عليك بأستاذ التاريخ واقذفه بعيدا إلى المريخ.
♦ اللهم عليك بأستاذ الجغرافيا لأنه من عصابة المافيا.
♦ اللهم عليك بأستاذ الانجليزي And make him crazy.
♦ اللهم أعطي المدرسين ضربة قوية والمدير نوبة قلبية والمدرسة قنبلة ذرية والطلاب إجازة صيفية.
♦ اللهم أرحنا من المدرسة لأنها وجع رأس وبلية.
قرأت هذه الفضفضات هل أضحك أم أن الأمر مؤلم وخطير لا نهتم به عندما تكون هذه الانطباعات في نفوس أبنائنا، وطرحت على نفسي هذا السؤال الكبير والمؤلم (لماذا يكره أبناؤنا المدرسة ؟).

■ وقد تكون الإجابة في الأتي :
● بداية جادة من أول دقيقة في أول يوم من العام الدراسي، وكأننا حققنا إنجازاً عظيماً لا يوجد حتى حفل معايدة، أو تعارف، أو مسابقات .. الخ.
● طابور صباحي ممل، نسخة مكررة من سنين، ليس هناك أي متعة أو تشويق فيه.
● فصول دراسية كأنها معتقلات، ممنوع الكلام أو التبسم، أو الحركة لا صوت يعلو على صوت المعلم.
● عدم إلمام المعلمين بخصائص النمو في كل مرحلة، ومحاولة كل معلم فرد عضلاته.
● مكيفات غالبها مهترئة صوت بلا فائدة.
● خلو مدارسنا من وسائل الترفيه والمتعة (فأصبحت من حيث لا نعلم كالمعتقلات).
● لا رحلات، لا مسابقات عامة لا مجال لتنمية أي إبداع أو موهبة. الجميع مشغول.
● فتحات مقصف كأنها شبك سجن، معانة حتى تحصل على إفطار بارد وسيئ، مع فسحة قصيرة.
● عدم توفر آماكن مهيأة للجلوس والفسحة (بلاط متسخ ـ شمس حارقة).
● حصة بعد حصة، وواجبات ودروس بالجملة يومياً.
● كراسي أصابت أبناءنا بالتخشب وأصابتهم بـ ؟
● دورات مياه لا تصلح للاستخدام.
● كل يوم كالذي قبله لا جديد سوى في الواجبات.
لن أتحث عن المدارس المستأجرة، لأن مشكلة لها ظروفها الإلزامية.

■ مقترح لمدير التربية التعليم :
عقد ورش عمل تضم طلاب ومديري مدارس ومشرفي نشاط وأولياء أمور ومشرفين تربويين ومرشدين طلابيين لدراسة هذه المشكلة والتي يلمسها كل بيت مع أبنائه، والعمل بصدق ورغبة لإيجاد الطرق المناسبة التي تجعل أبناؤنا يقولون : (أبي أنا أحب مدرستي).

■ فاصلة :
أحد الأقارب يعمل في الخارج يصعب عليه أن يغيب أبناؤه عن المدرسة، لأنهم يحبونها بجنون، وإذا أخطوا يهددهم بتغيبهم عنها.

■ وفق الله الجميع لما فيه خير فلذات أكبادنا آمل المستقبل، وعماد الأمة، والذي يجب أن نهتم بهم بكل ما نملك من غالي ونفيس.