بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالله أحمد هادي.
إجمالي القراءات : ﴿6563﴾.
عدد المشــاركات : ﴿126﴾.

كان المجتمع العربي في منتصف القرن الماضي يمر بمتغيرات سياسية واجتماعية في الكثير من الأقطار العربية، وكان الناس في المملكة العربية السعودية على اتصال مباشر بتلك المتغيرات. في تلك الأثناء برزت قضية تعليم البنات في المملكة العربية السعودية، وصار الناس بين مؤيد ومعارض، وكثر القيل والقال، وانتهى الأمر إلى إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، ولكن قبل ذلك مرت القضية بثلاث مراحل [1] :
1. الكتاتيب : كانت الكتاتيب منتشرة في مناطق المملكة سواءً كانوا ذكوراً أو إناثاً، وقد قامت تلك الكتاتيب بتعليم الناس أمور دينهم على الوجه المناسب (ومن أولويات التعليم في الكتاتيب النسائية تعليم المرأة الكبيرة مبادئ القرآن الكريم، وحفظ بعض سوره القصيرة وعدد من الأحاديث النبوية الشريفة إضافة إلى تدريس ما يتعلق في الأمور الدينية. وأما البنات الصغيرات فإن أولويات تعليمهن مبادئ القراءة والكتابة في نفس الوسائل التعليمية التي يستخدمها الذكور، من ألواح خشب وأقلام غصون الشجر) [2].
وكانت الكتاتيب تغطي معظم مناطق البلاد، يقول السلمان [3] :
في مكة المكرمة : وجدت كتاتيب للبنات مثل : كُتاب السيدة آشيه، كُتاب الشامية وكُتاب المدرسة الصولتية وكُتاب الفقيهة فاطمة البغدادية وعائشة معجونية وآمنة الجاوية وفاطمة المنديلية، وكُتاب موضي الدامغ وهي من عنيزة في القصيم، وكُتاب خيرية خوجة وفاطمة التركية.
وفي المدينة المنورة : وجدت فيها عدة كتاتيب للبنات منها : كُتاب فاطمة هانم وكُتاب فخرية هانم.
وفي الرياض : وجدت بجانب كتاتيب البنين كتاتيب للبنات وإن كانت المصادر لا تمدنا بأسماء من تولى التدريس فيها من النساء.
وفي جدة : وجدت فيها عدة كتاتيب للبنات منها : كُتاب الفقيه وكُتاب خديجة الشامية وكُتاب العمياء وغيرها.
وفي الزلفي : وجدت كتاتيب للبنات، ومن معلماتهن : أم الغديان حصة السعد وحصة العبيد وسارة المبروك، وسلمى السعيدان ولولوة الدرويش ومنيرة الحنيني.
وفي بريدة : قامت فيها كتاتيب للبنات منها : كُتاب هيلة السيف وكُتاب أم الهزاع، وكُتاب بنت سطام، وكُتاب أم الدخيلي، وكُتاب أم الفوزان.
وفي عنيزة : تعددت فيها كتاتيب على غرار كتاتيب البنين مثل : كُتاب عائشة السويل، وكُتاب فاطمة البلال (بلاله)، وكُتاب نورة الحميدا، وكُتاب حصة الجبر (جبرة)، وكُتاب منيرة العلي القاعان (أم الحمادي)، وكُتاب نورة القعيس (قعيسة)، وكُتاب نورة الرهيط (رهيطة).
وفي حائل : فقد كان للبنات فيها بعض الكتاتيب منها : كُتاب هيلة، وكُتاب بنت هيلة واسمها نورة، وكُتاب هيا الصالح، وكُتاب فاطمة الغازي، ا.هـ.

2. المدارس المنزلية أو شبه النظامية : تبدأ هذه المرحلة من تاريخ (1360هـ) الموافق (1941م)، واستمرت إلى تاريخ إنشاء المدارس النظامية لتعليم البنات في عام (1379هـ) الموافق (1959م) وتشير بعض الإحصائيات أن هناك ما يقارب خمسة عشر مدرسة شبه نظامية، ومن أشهرها مدرسة كريمات الملك سعود في الرياض (1370هـ)، أنشأها الملك سعود - رحمه الله - داخل القصر، ومدرسة دار الحنان في جدة (1375هـ) التي أنشأها الملك فيصل - رحمه الله - لرعاية اليتيمات وأسند مهامها إلى حرمه الأميرة عفت، ومبرة الكريمات التي بدأت لإيواء الفتيات اليتيمات في الرياض في عام (1376)، ثم صارت أول مدرسة للبنات في الرياض، ومبرة الملك عبدالعزيز في قصر الملك عبدالعزيز بحي المربع بالرياض في عام (1378هـ) وتولى الأمير طلال بن عبدالعزيز مسؤولية إنشائها [1].
وكان نظام التعليم القائم في تلك المدارس شبه النظامية مثل تعليم البنين، ولكن يضاف إليها بعض العلوم الأخرى مثل الخياطة والتفصيل والتطريز، وفي بعض تلك المدارس الخمس عشرة يتم تعليم الموسيقى والرياضة البدنية كالسباحة وغيرها، أما المعلمات فغالباً ما يكون من بعض الأقطار العربية المجاورة مثل مصر ولبنان وفلسطين [1].

3. المدارس النظامية : في هذه المرحلة تم إنشاء مدارس البنات النظامية في يوم الجمعة 21 ربيع الثاني من عام (1379هـ)، ونُشر الخبر التالي في جريدة أم القرى : (نطق ملكي كريم : الحمد لله وحده وبعد : فلقد صحت عزيمتنا على تنفيذ رغبة علماء الدين الحنيف في المملكة العربية السعودية في فتح مدارس لتعليم البنات العلوم الدينية، من قرآن وعقائد وفقه، وغير ذلك من العلوم التي تتمشى مع عقائدنا الدينية، كإدارة المنزل، وتربية الأولاد وتأديبهم، مما لا يخشى منه عاجلاً أو آجلاً أي تغيير على معتقداتنا، لتكون هذه المدارس في منأى عن كل شبهة من المؤثرات التي تؤثر على النشء في أخلاقهم، وصحة عقيدتهم وتقاليدهم، وقد أمرنا بتشكيل هيئة من كبار العلماء الذين يتحلون بالغيرة على الدين، لتشرف على نشء المسلمين في تنظيم هذه المدارس، ووضع برامجها، بمراقبة حسن سيرها فيما أنشئت له، وتكون هذه الهيئة مرتبطة بوالدهم حضرة صاحب السماحة المفتى الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، على أن تختار المدرسات من أهل المملكة العربية والسعودية أو غيرهم اللواتي يتحقق فيهن حسن العقيدة والإيمان، ويدخل إلى هذه المدارس ما قد سبق فتحه من مدارس البنات في عموم المملكة العربية السعودية، وتكون جميعاً مرتبطة في التوجيه والتنظيم بهذه اللجنة تحف إشراف سماحته، مع العلم أن هذا التشكيل يتقدم الوقت الكافي بتهيئة وسائل التأسيس، ونأمل أن يكون ذلك في وقت قريب، والله الموفق ولا حول ولا قوة إلا بالله) ا. هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ د. فهد بن ناصر الجديد ـ باحث في المنهجية الدعوية للمملكة العربية السعودية (بتصرف).
■ المراجع :
[1] عبدالله بن ناصر السدحان، بداية تعليم البنات في عهد الملك سعود ـ بحوث الندوة العلمية لتاريخ الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود التي عقدتها دارة الملك عبدالعزيز في الفترة 5-7 ذي القعدة 1427هـ، المجلد 1.
[2] أحمد بن حسن المنصور، بريدة داخل الأسوار وخارجها، ص 202.
[3] محمد بن عبدالله السلمان، التعليم في عهد الملك عبدالعزيز، ص 50-52.


image المملكة العربية السعودية : بداية تعليم البنات الرسمي.
image المملكة العربية السعودية : ضوابط تعليم البنات الرسمي.
image المملكة العربية السعودية : تطور الإشراف التربوي النسائي.