من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد عبدالعزيز الحارثي.
إجمالي القراءات : ﴿3275﴾.
عدد المشــاركات : ﴿31﴾.

قال الله سبحانه وتعالى في سورة القدر : إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5).

■ أيها المؤمن :
قبل ذكر هذه البشارة، أذكرك بالبشارة العظيمة المعروفة وهي رحمة الله بغفران كلّ الذنوب قبل ليلة القدر لمن قامها إيمانا واحتسابا. قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، ومن الفضائل التي تفوز بها مضاعفة أجر عملك وقيامك في تلك الليلة من صلاة وذكر وقراءة للقرآن وصدقة ودعاء، فعملك الصالح في ليلة القدر يضاعفه الله لك كأنك عبدته أكثر من ثلاث وثمانين سنة؛ هذا فضل عظيم.
وهناك بشارة ربما تحصل عليها إذا دعوت الله بأن ينجيك من بلاء قادم قدّره الله عليك؛ قال الله تعالى: "إنّا أنزلناه في ليلة القدر" وسبب تسمية هذه الليلة بهذا الاسم ذكره العلماء ولخصه العلامة محمد بن عثيمين – رحمه الله تعالى بقوله: (ليلة القدر لا شك أنها ذات قدر عظيم وشرف كبير، وأنه يقدّر فيها ما يكون في تلك السنة من الإحياء والإماتة والأرزاق وغير ذلك)؛ فإذا كان سبحانه وتعالى يقدر من سيموت ومن سيحيا ويقدر الرزق وغير ذلك، فمن المعلوم يقينا بأن الله عز وجل قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه؛ فأوصيك ونفسي أيها المؤمن بأن نكثر من الدعاء في ليالي العشر الأواخر من رمضان كلها لأنّ الدعاء من أسباب عدم وقوع المكروه، وما يدريك لعل الله عز وجل أن يستجيب لنا في دفع بلاء قدر علينا في السنة التي تلي ليلة القدر. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

■ أيها المؤمن :
تبدأ ليلة القدر من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، وقد توافقها في أي ليلة من ليالي العشر الأواخر من رمضان، فإذا قمت ليالي العشر كلّها إيمانا واحتسابا ستضمن فضل هذه الليلة بمشيئة الله تعالى، فلا تنسى وأنت تدعو بشارة الدعاء لمن لا يستعجل في الإجابة قال صلى الله عليه وسلم: (ما من رجُلٍ يَدعُو الله بدعوة إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ، ما لمْ يَدْعُ بإِثمٍ، أوْ قطيعةِ رَحِمٍ، أو يَستعجِلُ، يقولُ: دعوْتُ ربِّي فمَا اسْتجابَ لِي) وفي رواية أخرى: (أو يَصرِفَ عنه مِنَ الشرِّ مِثْلِها).