من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. حسن بومليك.
إجمالي القراءات : ﴿6596﴾.
عدد المشــاركات : ﴿3﴾.

الإدارة الصفية الفعالة : مادة مرجعية.
■ يمكن تعريف الإدارة الصفية بأنها :
مجموعة من العمليات والإجراءات المنظمة التي يقوم بها المدرس والمتعلمون داخل الفصل الدراسي لتحقيق الأهداف التعلمية من جهة، وبناء شخصية المتعلم العقلية والجسدية والوجدانية النفسية من جهة أخرى.

■ مفهوم الإدارة الصفية.
جاء مفهوم الإدارة الصفية في الأدب التربوي بتلاوين عديدة وتباينت وجهات المنظرين التربويين، فتعني مثلا :
o مجموعة إجراءات يقوم بها المعلم داخل غرفة الصف، لتوفير الظروف المناسبة للفعل التعلمي، تماشيا مع الأهداف التعلمية الموضوعة سلفا، بغية إحداث تعديلات في سلوك المتعلمين، تتسق وفلسفة الدولة التي ينتمون إليها وكذلك لتطوير شخصياتهم بشكل تكاملي.
o مجموعة من العمليات كالتخطيط والتنظيم والتوجيه والتقويم التي تنظم العملية التعليمية التعلمية داخل الفصل لتحقيق التربية المتكاملة.
o تهدف الإدارة الصفية الفعالة إلى القضاء على ممارسات سلبية تؤثر في سير العملية التعليمية التعلمية، تشترك فيها كل الأطراف المعنية خاصة الأستاذ -الحلقة الأهم- هذه الأفعال السلبية إذا تم تبديلها نحصل على مناخ تربوي ملائم لتغيير السلوك بما يفيد حياة المتعلم.

● من خلال تعاريف الإدارة الصفية السابقة الذكر يتبين أنها :
• وصفة فعالة لتعديل السلوكات وبناء الاتجاهات وتنمية شخصية المتعلم في أبعادها المختلفة.
• تعمل على توفير تعلم ملائم داخل الفصل الدراسي.
• تتضمن مجموعة من العمليات بدءا بالتخطيط وانتهاءا بالتقويم.

■ أهمية الإدارة الصفية الفعالة :
لماذا ننادي بضرورة أن يهتم المدرس بإدارة صفه ؟
المقاصد السامية من توظيف المعلم هو تربية المجتمع تربية صالحة وفق منهاج الشرع وتعليمه ما يفيده من معارف وقدرات ومهارات تؤهله ليكون منتجا وصالحا وفاعلا، لأن الدولة لا تحتاج لآكلي الخبز فقط. من هنا تأتي أهمية الإدارة الصفية الفعالة لأنها أساس تحقيق المقاصد السالفة الذكر.

● أضف إلى ما سبق أن الإدارة الصفية تكمن أهميتها كذلك في :
• حفظ نظام الصف والقضاء على ممارسات سلبية من طرف المتعلمين، التي تعرقل السير العادي للدرس وتعيق تحقيق الهدف التعلمي.
• توفير مناخ تعليمي مبني على الاحترام المتبادل، وإشراك المتعلم في بناء الدرس ليشعر أنه واسطة عقد العملية التعليمية التعلمية.
• توفر للمدرس فرصة تحقيق الأهداف التعليمية والوصول بالدرس إلى المتعلمين دون استثناء، عن طريق التنويع في الأنشطة ومراعاة للفروق الفردية.
• تساعد على تعديل السلوكات السلبية، وتثمين الإيجابية منها، وبناء القيم والاتجاهات المرغوبة لدى المتعلمين.

■ أنماط الإدارة الصفية.
لا يخلو النظام التعليمي في أي بلد من وجود أنماط معينة من المدرسين داخل الفصل الدراسي، ويمكن حصرها في :
o النمط التقليدي : وهو المعلم الذي يبقى وفيا لنظام قديم تربى عليه، ويريد أن يربي عليه المتعلمين. دون مراعاة لعامل السن والخصائص الفيزيولوجية والسيكولوجية للفئة المدرسة. كما يعتبر أن أي تغيير أو تجديد في هذا النمط إنما هو تدخل سافر في شؤونه، ويدخل ضمن المحرمات.
أصحاب هذا النمط يعتبرون أنفسهم محور العملية التعليمية التعلمية، ومصدرا للمعرفة وأن المتعلم عبارة عن رأس فارغ يحتاج الشحن بالمعلومات. يسود الحوار العمودي بين الأستاذ والمتعلمين، وأثناء التقويم يعتمدون مبدأ "بضاعتنا ردت إلينا". ويعتمد على إقصاء المتعلم من العملية وتدمير مواهبه وشخصيته.

o النمط السلطوي أو التحكمي : يحاول المدرس ضبط الصف وليس إدارته، عن طريق فرض نظام عام يريده الأستاذ باستخدام أساليب القهر والإرهاب والتخويف.
غالبا أصحاب هذا النمط يلجؤون إلى مثل هذه الممارسات للتغطية على جوانب النقص في شخصياتهم، كعدم التمكن وإتقان المادة المدرسة، أو عدم الإلمام بعلوم التربية، والبيداغوجيات الحديثة (الخصائص النفسية للمتعلم مثلا). ويعتمدون طريقة الإلقاء على طول الخط، فهم المصدر الوحيد للمعرفة وأن المتعلم ليس سوى مستهلك لها.
ومن مخرجات هذا النمط :
• إطفاء جدوة التعلم لدى المتعلمين.
• كره المادة وبالتالي كره الأستاذ.
• يفقد المتعلم الاستقلالية والاعتماد على النفس.
• عدم الرغبة في التحصيل الدراسي مما يؤدي إلى التأخر الدراسي ثم الفشل ثم التسرب ثم الهدر المدرسي.
• الدخول في صراعات لامتناهية مع المتعلمين وبالتالي حدوث الشغب والعنف.
• تصدير مواطنين خنوعين غير فاعلين للمجتمع.

o النمط الفوضوي : يعتمده غالبا المدرس الذي يعتبر نفسه مجرد رقم تأجير لدى الوزارة الوصية ينتظر آخر الشهر. ليس مبادرا، ولا طموحا. يتفوق على المتعلم بأنه يفهم الكتاب المدرسي أحسن منه (المدرس = متعلم مجتهد).
المدرس الفوضوي يعطي مساحة حرة كاملة للمتعلمين بدون حدود ولا معايير سلوكية ضابطة.
ويفرز لنا هذا النمط متعلم قليل الإنتاج، ضعيف الشخصية وغير مصقولة الجوانب. وحتى إن ضبط المادة فيكون ذلك بالحفظ دون الفهم والوعي.

o النمط الديموقراطي : دور الأستاذ في العملية التعليمية التعلمية، دور الموجه، والمرشد. أما المتعلم فهو محورها، ويجب عليه أن يشارك في بناء الدرس عبر مراحله، يدلي بدلوه، يناقش، يتفاعل، يخطئ، يصوب. ويكون الحوار داخل الفصل أفقيا بين المتعلم وقرينه. والمدرس في هذا النمط يشجع المتعلمين على التفاعل، يحبب لهم المادة، يحفزهم ويشوقهم لمعرفة النتائج، يحترم مشاعرهم وأحاسيسهم، متمكن من مادته ومطلع، ينوع في طرائق التدريس وله أسلوب مميز عن أقرانه. كما أنه ينوع في الأنشطة الصفية واللاصفية.
ولا يعني هذا أن يتساهل معهم وأن ينفتح عليهم بشكل يؤدي إلى فقدان المدرس لاحترامهم وتقديرهم له.
ومن آثار هذا النمط على المتعلم :
• الإقبال على التحصيل الدراسي وحب المادة.
• اكتساب المتعلم لسلوكيات إيجابية كضبط النفس وتحمل المسؤولية وحب الانتماء للجماعة وللوطن.
• تحقيق الأهداف الإجرائية والكفايات النوعية والعرضية المستهدفة.

■ وصفوة القول، أنه لا يوجد نمط معين موحد لإدارة الصف، إنما يبقى النمط الديموقراطي هو الوصفة الفعالة. لكن قد لا تنجح مع فئة قليلة (معينة) من المتعلمين. فعلى المدرس أن يستعمل النمط المناسب في الموقف التعليمي المناسب، باعتباره مهندس جماعة الفصل، وخبيرا بالفروقات الفردية.