من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

متلاعبون ﴿2779﴾.
ظلم الأحبة ﴿5409﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : إبراهيم علي سراج الدين.
إجمالي القراءات : ﴿2974﴾.
عدد المشــاركات : ﴿39﴾.

حضرت لبعض المدربين وسمعت لبعض المتدربين الممارسين لهذا العلم الجميل في أنماط الشخصيات وتحليلاتها, ووجدت معظمهم اتفقوا على خطأ كبير في تحليل الشخصيات والحديث عن أنماطها, وهو تقريرهم لتلك السمات على الأشخاص بعينهم بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات, التي تخرج كثيراً فيها السلبيات على سبيل الاتهام لا قصداً, بينما الواقع أبعد من ذلك بكثير.
أو تعميم تلك التشخيصات على الأنماط المعينة, وهذا خطأ واضح, كأن يقرر أحدهم أن النمط المعيّن صاحبه من سلبياته مثلا أنه حاسد أو أناني أو غير ذلك من الصفات السلبية. مما جعل كثيراً ممن يُنسبون لنمط ما في حرج وآخرين في فرح.

● وهنا أود التنبيه على ثلاثة أمور في هذه المسألة :
♦ التنبيه الأول.
أن الصفات ليست بالضرورة أن تكون موجودة في صاحب النمط المعين, ولكن نفس ذلك الشخص لديه قابلية لتلك الصفة, فإن عرف تشخيصه من هنا عليه التنبه لذلك الأمر, فربما كانت حاضرة في بعض المواقف دون أن يتنبه لها, فهو بالتالي يتنبه لها, وأضرب مثالا للغرور في ذلك. فهو بذلك متنبه من هذه الصفة, وربما انعدمت بالكلية لما سيأتي من أسباب.

♦ التنبيه الثاني.
قد يجتمع نمط ما في عدة أشخاص, ومع ذلك نجدهم مختلفين ومتفاوتين, ومنهم الصالح ومنهم الطالح, رغم أن ذلك النمط يحمل في طياته إيجابيات وسلبيات, ولكن هي متفاوتة فيما بينهم, قد تغيب السلبيات من شخص ما وقد تتركز في شخص آخر, ويعود ذلك لعدة أمور, للمجتمع والبيئة المحيطة, والقيم والمبادئ التي حوله التي تربى عليها, أيضا الوازع الديني ومدى تحققه في تلك الشخصيات, فهذه كلها تؤثر في تلك الشخصيات, لكن حينما تكلم العلماء عن تلك الأنماط إنما تكلموا على وجه الغلبة, بغض النظر عن المؤثرات المحيطة بشخصية الإنسان.
فليس من الصواب أن يقال فلان من الشخصية المعينة أو النمط المعين, هذه هي صفاته من ثم بناء الأحكام عليه, ولكن قد يستأنس بذلك عموماً لفهم الشخصية التي أمامك التي تتعامل معها, بناءً على المعطيات, أما إصدار الحكم فهذا أظنه أبعد ما يكون عن الصواب.

♦ التنبيه الثالث.
والجدير بالذكر ها هنا أن التحليل الناتج عن المدى البعيد هو أكثر دقة في تحليل الشخصيات, وأقل خطأ من ذلك الناتج عن المدى القصير أو التحليل الآني للشخصيات, فكم ظُلم فيها أناس, وربما عادت عليهم سلباً لا إيجاباً, لذلك يجب التأني في تحليل شخصيات الناس على سبيل الجزم والحكم, وربما وجب التوقف إذا كان عائداً بالسلب لا العكس, إلا أن يكون على سبيل التمرن والتّدرب, والله أعلم.