من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالله علي الخريف.
إجمالي القراءات : ﴿3815﴾.
عدد المشــاركات : ﴿27﴾.

في الثقافة التقنية : متوالية الفحشاء.
■ يعلم أصحاب الرياضيات أن المتوالية المتزايدة هي سلسلة من الأرقام تتضخم طردياً للأعلى بشكل رهيب, وستكون الأرقام في البداية قليلة ولكنها سريعاً ما تتحول إلى صف طويل من الأرقام لا يكاد يحصى !
ويقول الله عز وجل : (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) (النور : 19) ومع أنهم سينالون العذاب الأليم لأنهم يحبون ذلك، وهو شعور قلبي شرير !
فإن الذين يتقدمون خطوات في نشر وإشاعة الفحشاء سيضيفون إلى حب ذلك الإسهام العملي والله لا يحب الظالمين.
كلما كانت دائرة الزلل والخطأ بل والفاحشة ضيقة كانت الفرصة سانحة للسيطرة عليها لاحقاً, وكلما كان أثرها قريباً ومحصوراً كانت الإمكانات متاحة للعودة إلى المنطقة البيضاء، قد لا يكلف الأمر للبدء في الرقم الأول من أرقام المتوالية لأكثر من ضغطة !
مقطع لا يتعدى عدة ثوان يرسله أو ترسله هي لصديقتها لتصبح شريكاً بائساً ضمن المؤسسين لمتوالية رقمية مهولة ! كل الذين سيمر بهم هذا المقطع لاحقاً سيكونون استثماراً قذراً نتج عن اللمسة الأولى لذلك الزر الذي سيكون بغيضاً فيما بعد !
ومع أن الأمر هو، هو إذا تحدثنا عن نشر الخير ومتوالية النقاء والفضل إلا أن المقال هذه المرة يتحدث عن الجانب الآخر من المعادلة وهو الأكثر ضراوة وفتكا.
لا خطر من أن يتحول الناس إلى يهود أو نصارى أو حتى مجوس لأن تلك المعتقدات المزيفة قائمة على عمليات فاسدة لا يقبلها العقل المؤمن, ولكن الخطر الكبير هو أن يصبحوا لا دينيين بمعنى أن يكونوا عبيداً للشهوات, يحبون من شاركهم فيها وسهل عبورهم لمستنقعاتها الآسنة ويبغضون ويعادون من يحول بينهم وبينها، تضيق صدورهم إذا حضرت الطهارة والخير, ويخرجون لوطا وأصحابه من قريتهم بدعوى جريمة حب التطهر !
ولذلك فإنني كثيراً ما أردد أنه لا يوجد لدينا في العالم العربي أحد من المفكرين العلمانيين الليبراليين ولكنهم في الحقيقة أتباع للهوى والشهوة والفحشاء بعقول فارغة يتسترون كطبول خلف أفكار لا يعرفون عمقها لتكون ستاراً ممزقاً للعيش في مجتمعات بلا مبادئ !
ودعونا منهم : ولنتحدث عنا وعن أخطائنا الصغيرة التي تتحول مع مرور الوقت إلى جبال من الذنوب !
لن أزعم أنني قادر على إقناعك أن تتخلى فوراً عن الاستمتاع المشين بالإنتاج الهائل للفحشاء في العالم الذي ظهر الفساد في بره وبحره بما كسبت أيدي الناس, ولكن التفكير العملي والحزم الذاتي سيخبرك أن تتوقف عن المزيد من تسويق الفحشاء عبر الاستمرار في استخدام تقنيات الاتصال لتمرير الكثير من المقاطع.
حتى لو رأيت أنت وقررت أن تنال من المخزون الاحتياطي لديك من الصفاء, فإنك لن تتهور في منح ذلك السوء بطاقة عبور من بوابة حسناتك المنهكة وستلغي وتمسح المقطع فوراً وأنت تردد في مصالحة قلبية يكفي أنني حملت وزري على ظهري فما أنا وأوزار الناس!