×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
  • ×
×
  • ◄ الوثيقة.
  • ◄ الأقسام.
  • ◄ المثبتة.
  • ◄ الأعضاء.
  • ◄ الأكثر قراءة «1».
  • ◄ الأكثر قراءة «2».
  • ◄ القرآن.
  • ◄ استقبال المشاركات.
  • الأعضاء
  • ﴿المقالات﴾
    • الثقافة الإسلامية : المصدر الثاني ﴿السنة النبوية﴾.
    • الثقافة الإسلامية : المصدر الأوَّل ﴿القرآن الكريم﴾.
    • الثقافة الإسلامية : المرتبة الثالثة ﴿الإحسان﴾.
    • الثقافة الإسلامية : المرتبة الثانية ﴿الإيمان﴾.
    • الثقافة الإسلامية : المرتبة الأولى ﴿الإسلام﴾.
    • في المُنوَّعات المصنَّفة : التقويم المستمر.
    • إنسانة ... صماء ــ ملخص ورقة عمل.
    • ريادة الأعمال في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ : فرص وتحديات نحو النمو.
    • تَحقِيق المخطوطات : الخطوات - الشروطُ والأهمية - القواعدُ والمناهج.
    • تاج الحضارة : المفهوم ــ الواقع ــ الإشكالية «2» - تأملات.

    الرئيسية.

    ■ 06- قسم : الثقافة الفلسفية.

    د. أكرم محمد مليباري
    د. أكرم محمد مليباري.
    إجمالي المشاركات : ﴿22﴾.
    1434/06/01 (06:01 صباحاً).

    قاعدة واستثناء.

    ■ نصف اليوم الذي نمر به أحياناً بالجميل، لأننا شعرنا فيه بالسعادة والرضى، واستشعرنا فيه معنى الخير، فينعكس ذلك الشعور على أفعالنا، ويعرف ذلك من كان حولنا من أصدقائنا وزملائنا في العمل ويمتد ذلك الإحساس حتى نعود إلى منازلنا ويتكرر نفس الشيء مع الأهل والأبناء أنه شعور جميل ومريح حقاً أن نتذوق طعم السعادة ونتنقل بين جنباتها واحدا تلو الآخر، فالحياة لا تخلو من مظاهر السعادة المختلفة، والمحظوظ من يعيش لحظاتها أطول وقت ممكن !
    ومن جانب معاكس، ينتابنا أحساس بالمقابل أن الخير والسعادة ليسا مطلقين في حياتنا الآنية التي نعيشها، لأن السعادة المطلقة إنما تكون لأهل النعيم في الجنة (جعلنا الله من أهلها)، كما أن الشقاء المطلق هو لأهل النار (أعاذنا الله منها)، ومن هذه الحقيقة ينجلي مفهوم لابد أن يعيه الإنسان وهو أن هذه الحياة تقوم على قاعدة عامة، تسير وفقا لها معظم بل كل الأحداث بما فيها أحوال الإنسان والحيوان وغيره، وهناك استثناء، يشذ في سير الأمور ومجرياتها، لا يحمل عليه الوضع العام لوتيرة الحياة.
    وبمعنى آخر فإن الخير الذي قدره الله تعالى في هذا الكون هو القاعدة، وهو الأصل، وأن نسبة الشر التي تجلب الشقاء - بما فيها الكراهية والبغضاء والتحاسد والأمراض والجريمة بأنواعها .. الخ، هي الاستثناء ولا يجوز أن ينسب إلى الله تبارك وتعالى إلا الخير : (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا) (النساء : 79).
    ثم أن الله عز وجل خلق كل شيء : (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) (الفرقان : 2)، والإنسان بعلمه القاصر لا يدرك حقيقة الشرور التي تجتاحه ويتعايش هو معها في كبد ومعاناة، فعلى سبيل المثال، أثبت الطب أن بعض الأمراض تكسب مناعة لجسم المريض بعد أن يشفى من مرضه الذي كان يصارع فيه الموت هذا على مستوى المرض أما على بقية أنواع الشرور كالحروب مثلا، فقد تنبه كثير ممن درس تاريخ الأمم أن الحروب خلفت وراءها توحيد الأمم والشعوب ليس معنى ذلك أن الكاتب يشجع على الحروب والانقسامات ! فلا جدال أن الحروب سبب في الدمار والقتل والخسائر المادية ولكنها لعبت دوراً في استجماع القوى، فهذه اليابان مثلاً، قد تعافت من نكستها، أبان الحرب، وتركت بعدها حضارة فاقت أعظم مظاهر التقدم الصناعي والتقني العالمي، وذلك لاستغلال اليابانيين لموارد الطبيعة بشكل صحيح ولكن ليس هذا موضوعنا.
    ولنقف قليلاً عند معتقدات أكثر الملحدين على مر العصور فإن من أقوى أسباب انحرافهم وضلالهم، هو اعتقادهم الخاطئ أن الله تعالى قد أقر الشر وأنزله على الناس، بل ورضي به من خلال الحروب والكوارث الطبيعية المهلكة كالزلازل والبراكين والمجاعات وغير ذلك تعالى الله عما يقولون ويعتقدون، فهذا (السر أنتوني فلو) الذي كان يعد من أشرس ملحدي القرن الواحد والعشرين، رغم أنه نشأ في بيت مسيحي ملتزم ومما كان قد تعلمه في صغره من أبيه من معتقدات المسيح أن (الله محبة) كما يعتقدون، يقول بعد أن اختار الإلحاد طريقا ومنهجا : "كيف يسمح من يحبنا بهذه الشرور ؟!" كما جاء في كتاب (رحلة عقل) للدكتور عمرو شريف ولو أن (أنتوني فلو) أمعن النظر فيما خلفته القنبلة الذرية التي ألقتها أمريكا على جزيرتي (هيروشيما وناجزاكي) اليابانيتين، وقتلت خمسة ملايين من البشر أو ربما يفوق هذا العدد لما قال ما قاله عن الله تبارك وتعالى، وهذا مجرد مثال واحد !
    إن الإنسان رغم علمه وتقدمه الحضاري، قد صنع شرورا فاقت بمراحل الأضرار التي تخلفها الزلازل والبراكين والمجاعات، ثم إن ما أثبته علم الأرض (الجيولوجيا) أن باطن الأرض يحتوي على حمم تتأجج، ولا بد لها من تنفيس، كلما زاد ضغطها، وان هذا التنفيس يتمثل في البراكين والزلازل، وإلا فإن الضغط الزائد يؤدي إلى انفجار الكرة الأرضية بأكملهما، أليست هذه حكمة من الله تعالى ؟ بلى.
    ثم أن المناطق التي أصابتها البراكين تكون فيما بعد بقعة خصبة غنية بالمعادن النافعة للزراعة، وذلك معلوم لدى علماء الجيولوجيا ومشاهد بوضوح في تلك المناطق .. وعلى أية حال فإن هذا من سنن الابتلاء في هذه الدنيا، وهي باقية إلى ما شاء الله وأنا كمسلمين نعلم أنا مبتلون : (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء : 35).
    والسعيد هو من فقه هذه السنة، وكيف حياته بناء عليها وهو مؤمن بأن كل ما أراده الله له هو الخير وليس غير ذلك قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) صحيح مسلم.
    واردة الله تبارك وتعالى بعد كل هذا نافذة، شئنا أم أبينا ! وإن كل ما علينا فعله هو الرضى وعدم السخط وأن نسأل الله الكريم السعادة في الدارين والله ولي الأمر والتدبير.
    ■ انطلاق منتدى منهل الثقافة التربوية: يوم الأربعاء المصادف غرة شهر محرم 1429هـ، الموافق التاسع من يناير 2008م.
    ■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
    Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information.