المتواجدون الآن : 155
الأكثر تواجداَ كان: 4,303 ــ بتاريخ 1442/10/26 ــ الساعة (07:30 صباحاً).
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. خالد محمد الصحفي.
إجمالي القراءات : ﴿3219﴾.
عدد المشــاركات : ﴿104﴾.

أوقات السعادة تنعش القلب وتحسن الصحة ــ حقيقة علمية.
■ أكدت دراسات علمية طبية جديدة أن كل لحظة فرح وسعادة يعيشها الإنسان، لا تقدر بثمن، في سبيل تحقيق راحته النفسية والبدنية، بعد أن ثبت أنها تحسّن عمل القلب والشرايين، وتبعد شبح الأمراض.
وأوضح باحثون في كلية لندن الجامعية، أن السعادة تساعد في تقليل مستويات المواد الكيميائية المثيرة للتوتر، والتي تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب، مشيرين إلى أن الأشخاص السعداء لا يواجهون خطر زيادة هذه المواد، حتى مع مرورهم بتجارب قاسية وتعيسة.
ولاحظ هؤلاء الباحثون أن الأشخاص، الذين يشعرون بالسعادة وهدوء البال، يواجهون خطراً أقل لارتفاع مادة "فايبرونوجين" في الدم، وهى إحدى علامات وجود الالتهابات، ويدل ارتفاعها على خطر أعلى للإصابة بأمراض القلب مستقبلاً.
وقام الباحثون بمتابعة 116 رجلاً و 100 امرأة، تراوحت أعمارهم بين 35 و55 عاماً، لتحديد عوامل الخطر، التي تزيد الإصابة بمرض القلب التاجي، وإخضاعهم لاختبارات توترية، وهم في العمل، وفى أوقات الفراغ، وفى المختبر، وتحديد درجات سعادتهم وتعاستهم في 33 لحظة ومناسبة خلال النهار.
وأظهرت النتائج أن أوقات الفراغ ارتبطت بلحظات أكثر سعادة ومرح من أوقات العمل، وكانت مستويات هرمون التوتر "كورتيزول"، الذي يرتبط بسمنة البطن، وبروز الكرش، وسكرى النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، واضطرابات المناعة الذاتية، أقل عند الأشخاص الذين سجلوا لحظات فرح وسعادة أكثر بحوالي 23 في المائة.
واكتشف الباحثون أيضاً، بعد ضبط عوامل السن والجنس وأوضاع العمل والوزن وعادات التدخين والتوتر النفسي، وجود مستويات أقل من مادة "فايبرينوجين" الالتهابية عند الأشخاص السعداء، عند تعرّضهم لأحداث مؤثرة.
وكانت الكثير من الدراسات قد أثبتت أن الأشخاص الأكثر سعادة أفضل من حيث الصحة البدنية والنفسية والعقلية، من الأشخاص الأقل سعادة.
وتؤكد الدراسة الجديدة وجود تفاعلات بيولوجية معينة، تربط السعادة بالصحة، وأن الارتباط بين السعادة والاستجابات البيولوجية كان مستقلاً عن التوتر النفسي.
وفسّر العلماء في مجلة "أحداث الأكاديمية الوطنية للعلوم"، ما يحدث بأن القلق والكآبة يزيدان خطر الإصابة بمشكلات صحية مزمنة، وقد تبيّن أن تأثير السعادة منفصل تماماً عن هذه العلاقة، مما يدل على أن الحالة النفسية والعاطفية للإنسان تلعب دوراً مهماً في سلامة صحته القلبية والدماغية أيضاً.