من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالله يوسف النافع.
إجمالي القراءات : ﴿9015﴾.
عدد المشــاركات : ﴿110﴾.

لا شك أن الإحالة إلى التقاعد مرحلة مهمة في حياة كل موظف خاصة ممن أمضى السنوات الطوال باذلاً كل ما يستطيع في سبيل أداء مهمته على الوجه الأكمل ولا شك أننا نشعر بألم الفراق عند رحيل أحدنا عن عمله بعد أن ألفّ الله بين قلوبنا في تلك المهمة التي أديناها سوياً وكنا لا نكاد نفترق إلا قليلاً.
غير أن عمل المسلم لا ينقضي بإحالة إلى تقاعد بل هو في عمل دؤوب إلى الممات وقد يستمر بعد الممات إلى يوم القيامة (صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) كما أخبر بذلك الصادق المصدوق - عليه الصلاة والسلام - ولعلنا في الميدان التربوي ننالها جميعاً بإذن الله.

فيا أحبتي ! يا من أحيلوا إلى التقاعد (وأخص بالذكر هنا الزميلين الفاضلين الأستاذ عوض النجبي والأستاذ عبدالله كشاري) إنكم تبدأون حياة جديدة، حياة لا رقيب عليكم فيها إلا الله، حياة ملؤها التفاؤل والأمل والجد والعمل، حياة يُرجى أن تكون خيراً من سابقتها. فأداء المسلم في تحسّن مستمر فهو يسعى إلى الأفضل دوماً كيف لا وهو طالب جنة عرضها السماوات والأرض، فها أنتم فرغتم من بعض الارتباطات الوظيفية وبعض المهام الإدارية غير أن مهمتكم في الدعوة إلى الله لم تنته بعد، مهمتكم في الإحسان إلى المحتاجين ومساعدة المعوزين وإسداء النصح إلى الغافلين وإرشاد التائهين والدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة وإفادة الآخرين من خبراتكم الجيدة وتجاربكم الناجحة فهذه وغيرها - كثير - ما زال بمقدوركم عمله بعد التقاعد. فالله الله في بذل ما تستطيعون ابتغاء وجه الله وطاعة لرسوله الكريم - عليه الصلاة والسلام - ومحبة لإخوانكم المسلمين.
دخل الوليد بن عبدالملك المسجد فرأى شيخاً هد كيانه الزمن وأحنى ظهره الكبر فاقترب منه وقال له مداعباً : ألا تؤثر الموت يا شيخ ؟ قال الرجل : لا يا أمير المؤمنين، لقد ذهب الشباب وشره وأتى الكبر وخيره وأنا إذا قمت الآن حمدت الله وإذا قعدت ذكرته وأحب أن تدوم لي هاتان الخلتان.

لا أقول وداعاً بل إلى لقاء قريب بإذن الله أيها المربيان الفاضلان الأستاذ عوض النجبي والأستاذ عبدالله كشاري، على الخير نلتقي وفي الله نحب ونرتقي، وأسأل الله لكما التوفيق والسعادة والسداد في حياتكما الجديدة جعلها الله في تجدد مستمر إلى ما فيه الخير لكما وأعانكما على ذكره وشكره وحسن عبادته.