من أحدث المقالات المضافة في القسم.

فوائد لغوية ﴿21150﴾.

اسمُ الكاتب : عبدالله يوسف النافع.
عدد المشاهدات : ﴿5746﴾.
عدد المشـاركات : ﴿110﴾.

بسم الله الرحمن الرحيم

من الفروق اللغوية في مصطلحات الثقافة الإسلامية :
■ الفرق بين (الدين ـ المذهب) .
الدين أشمل من المذهب، وأوسع مفهوماً؛ لأن الدين يشتمل على اعتقاد الإنسان حول الخالق والمخلوقات وأمور الغيب والآخرة، أما المذهب فيكون في بعض هذه الأمور أو مسائل منها، وقد يكون في أمور الحياة فقط.

■ الفرق بين (الإسلام ـ الإيمان).
الإسلام والإيمان لفظان قد يوضع كل منهما مكان الآخر. والإسلام هو التسليم لمشيئة الله والانقياد لأوامره والانتهاء عما نهى عنه. أما الإيمان فهو ما وقر في القلب وصدّقه العمل. وقد يشير الإسلام إلى الأعمال الظاهرة، في حين يشير الإيمان إلى الاعتقاد. والإيمان : أن يؤمن المسلم بالله ورسله وملائكته وكتبه واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.

■ الفرق بين (المسلم ـ المؤمن).
الإسلام والإيمان كلمتان يتفقان في المعنى إذا افترقا في اللفظ بمعنى أنه إذا ذكر أحدهما في مكان دون الآخر فهو يشمل الآخر وإذا ذكرا جميعاً في سياق واحد صار لكل واحد منهما معنى فالإسلام إذا ذكر وحده شمل كل الإسلام من شرائعه ومعتقداته وآدابه وأخلاقه كما قال الله عز وجل : (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (آل عمران : 19) وكذلك المسلم إذا ذكر هكذا مطلقاً فإنه يشمل كل من قام بشرائع الإسلام من معتقدات وأعمال وآداب وغيرها وكذلك الإيمان فالمؤمن مقابل الكافر فإذا قيل إيمان ومؤمن بدون قول الإسلام معه فهو شامل للدين كله أما إذا قيل إسلام وإيمان في سياق واحد فإن الإيمان يفسر بأعمال القلوب وعقيدتها والإسلام يفسر بأعمال الجوارح ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه لجبريل (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) إلى آخر أركان الإسلام وقال في الإيمان (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه) إلى آخر أركان الإيمان المعروفة ويدل على هذا الفرق قوله تعالى : (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (الحجرات : 14) وهذا يدل على الفرق بين الإسلام والإيمان فالإيمان يكون في القلب ويلزم من وجوده في القلب صلاح الجوارح لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) بخلاف الإسلام فإنه يكون في الجوارح وقد يصدر من المؤمن حقاً وقد يكون من ناقص الإيمان هذا هو الفرق بينهما وقد تبين أنه لا يفرق بينهما إلا إذا اجتمعا في سياق واحد وإما إذا انفرد أحدهما في سياق فإنه يشمل الآخر (1).

■ الفرق بين (الصحابي ـ التابعي).
الصحابي لغة مشتق من الصحبة, وهي المعاشرة, جاء في لسان العرب : صحبه يصحبه صُحبة بالضم وصحابة بالفتح, وصاحَبَه عاشَرَه. والصاحب المُعاشر.
وقال صاحب المصباح المنير : والأصل في هذا الإطلاق - أي إطلاق اسم الصحبة من حيث اللغة - لمن حصل له رؤية ومجالسة ووراء ذلك شروط للأصوليين، ويطلق مجازاً على من تمذهب بمذهب من مذاهب الأئمة, فيقال : أصحاب الشافعي, وأصحاب أبي حنيفة, وكل شيءٍ لائم شيئاً فقد استصحبه.
ولا يشترط في إطلاق اسم الصحبة لغة, أن تكون الملازمة بين الشيئين طويلة الأمد, أو الملابسة بينهما عميقة, لأنها اسم مشتق من فعل, والأسماء المشتقة من الأفعال يصح أن تطلق بمجرد صدور الفعل, ولا علاقة لها بمقدار تحقق ذلك الفعل في الشخص.
فكما أن قولك : ضارب وهو اسم مشتق من الفعل (ضرب) يصح أن يطلق بمجرد صدور الضرب من شخص ما دون النظر إلى مقدار هذا الضرب, كذلك يصح أن يطلق اسم الصحابي أو الصاحب على كل من صحب غيره مهما كان مقدار الصحبة.
لهذا قال صاحب الرياض المستطابة : (يطلق اسم الصحبة في اللغة على الشيئين إذا كان بينهما ملابسة وان قلّت أو مناسبة أو ملابسة من بعض الوجوه).
أما تعريف الصحابي من حيث الاصطلاح فقد اختلف العلماء في حدّه على أقوال.
فالمعروف عند المحدثين أنه كل مسلم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن حجر : هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام ولو تخللت ردة على الأصح.
غير أن (منهم من بالغ فكان لا يعد من الصحابة إلا من صحب الصحبة العرفية كما جاء عن عاصم الأحول حيث قال : رأى عبدالله بن سرجس رسول الله صلى الله عليه وسلم غير انه لم يكن له صحبة, هذا مع كون عاصم قد روى عن عبدالله بن سرجس هذا عدة أحاديث وهي عند مسلم وأصحاب السنن وأكثرها من رواية عاصم عنه, ومنها قوله : إن النبي صلى الله عليه وسلم استغفر له. فهذا يوضح رأي عاصم في الصحابي بأنه من صحب الصحبة العرفية.
وكذا روى عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يعد من الصحابة إلا من أقام مع النبي صلى الله عليه وسلم سنة فصاعداً أو غزا معه غزوة فصاعداً.
ومنهم من اشترط أن يكون حين اجتماعه به بالغاً, وهو مردود أيضاً لأنه يخرج أمثال الحسين بن علي ونحوه من أحداث الصحابة.
وروي عن بعض أصحاب الأصول في تعريفهم للصحابي (أنه من طالت مجالسته عن طريق التتبع) قال ابن حجر : (والعمل على خلاف هذا القول وأنهم اتفقوا على عدّ جمع من الصحابة لم يجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا في حجة الوداع).
ولعل أرجح التعاريف وأجمعها ما اختاره ابن حجر إذ قال : (وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته أو قصرت ومن روى عنه أو لم يرو عنه ومن غزا معه أو لم يغز معه ومن رآه ولو لم يجالسه, ومن لم يره لعارض كالعمى).
وهذا الذي صححه ابن حجر نسَبَه كثير من العلماء إلى الإمام البخاري.
وأثبت ابن حجر أن البخاري تابع فيه شيخه علي بن المديني حيث قال : (وقد وجدت ما جزم به البخاري من تعريف الصحابي في كلام شيخه علي بن المديني فقرأت في المستخرج لأبي قاسم بن منده بسنده إلى أحمد بن يسار الحافظ المروزي قال : سمعت أحمد بن عتيك يقول : قال علي بن المديني : من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم).

■ وأرى أن هذا التعريف الذي ذكره ابن حجر هو أرجح التعاريف لما يلي :
♦ أولاً : لأنه يتماشى مع المدلول اللغوي لكلمة الصحبة, ولا يجوز صرف اللفظ عن ظاهره إلا عند وجود مقتضى لذلك من نص أو مانع, لا وجود لشيء من ذلك كله.
♦ ثانياً : لأنه قول جهابذة السنة وعلماء الأمة ممن لا يعدل قولهم قول غيرهم ممن خالفهم.
♦ ثالثاً : لأن التوسع في إطلاق الصحبة يرى فيه العلماء وجهاً من وجوه الثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديراً لمكانته صلى الله عليه وسلم حق قدرها, قال ابن الصلاح : (بلغنا عن أبي المظفر السمعاني المروزي أنه قال : أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابة على كل من روى عنه حديثاً أو كلمة ويتوسعون حتى يعدوا من رآه رؤية من الصحابة, وهذا لشرف منزلة النبي صلى الله عليه وسلم أعطوا كل من رآه حكم الصحبة.
♦ رابعاً : إن الأقوال الأخرى غير جامعة لكل من تشرف بلقاء النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه ولو مرة, لأنها اشترطت طول المجالسة أو الغزو معه أو الرواية عنه صلى الله عليه وسلم وهذه الأمور لم تتحقق لكثير ممن وصفوا بالصحبة, كالعميان والأحداث من الصحابة. ثم إن الصحبة تكريم من الله لجماعة من البشر اختارهم سبحانه ليكونوا معية رسول الله صلى الله عليه وسلم والنقلة لكل أحداث عصر النبوة. كما إن الجرح والتعديل بتطبيقهم لقواعد النقد العلمي الصحيح لم يعثروا على ما يمكن أن يكون مخلاً بعدالة أي شخص ثبت أنه رأى أو لقي النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً ومات على الإسلام (2).

■ التابعي هو :
من لقى الصحابي وكان مسلماً، ومن أمثلة التابعين "أويس القرني".
أما المتفقهون في الإسلام من غير الصحابة والتابعين فيوصفون بعلماء الأمة الإسلامية.
أي أن التابعون في التاريخ الإسلامي هم شخصيات مسلمة لم تعاصر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ولكنها عاشت في فترة لاحقة وكان لها دور ملحوظ في فترة حياتها أو كانت من الشخصيات التي نقلت الأحاديث عن الصحابة.

■ ومن أشهر التابعين :
1ـ الحسن البصري (إمام التابعين).
2ـ سعيد بن جبير (الحافظ العابد).
3ـ عمر بن عبدالعزيز.
4ـ محمد بن سيرين.
5ـ عطاء بن أبي رباح.
6ـ ذكوان بن كيسان.
7ـ إياس بن معاوية المزني.
8ـ رجاء بن حيوة.
9ـ عامر التميمي.

■ الفرق بين (العرش ـ الكرسي).
الكرسي هو موضع قدمي الرحمن عز وجل على أصح الأقوال فيه، والعرش أكبر من الكرسي.
العرش هو أعظم المخلوقات، وعليه استوى ربنا استواءً يليق بجلاله، وله قوائم، ويحمله حملة من الملائكة عظام الخلق.
وقد أخطأ من جعلهما شيئاً واحداً.

■ وهذه أدلة ما سبق مع طائفة من أقوال العلم :
عن ابن مسعود قال : بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم. رواه ابن خزيمة في "التوحيد" (ص 105)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 401).
والأثر : صححه ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية" (ص 100)، والذهبي في "العلو" (ص 64).

■ قال الشيخ ابن عثيمين :
هذا الحديث موقوف على ابن مسعود، لكنه من الأشياء التي لا مجال للرأي فيها، فيكون لها حكم الرفع، لأن ابن مسعود لم يُعرف بالأخذ من الإسرائيليات. "القول المفيد شرح كتاب التوحيد" (3 / 379).

■ وقال الإمام محمد بن عبدالوهاب في مسائل هذا الحديث :
♦ التاسعة : عِظَم الكرسي بالنسبة إلى السماء.
♦ العاشرة : عظم العرش بالنسبة إلى الكرسي.
♦ الحادية عشرة : أن العرش غير الكرسي والماء "شرح كتاب التوحيد" (ص 667 ، 668).
وعرش الرحمن هو أعظم المخلوقات، وأوسعها. قال تعالى : (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) (المؤمنون : 116)، وقال تعالى : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (التوبة : 129)، وقال تعالى : (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) (البروج : 15).

■ قال القرطبي :
خصَّ العرش لأنه أعظم المخلوقات فيدخل فيه ما دونه "تفسير القرطبي" (8 / 302 ، 303).

■ وقال ابن كثير :
(وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) أي : هو مالك كل شيء وخالقه؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورين بقدرة الله تعالى، وعلمه محيط بكل شيء، وقدره نافذ في كل شيء، وهو على كل شيء وكيل. "تفسير ابن كثير" (2 / 405).

■ وقال رحمه الله :
(ذُو الْعَرْشِ) أي : صاحب العرش العظيم العالي على جميع الخلائق، و (الْمَجِيدُ) : فيه قراءتان : الرفع على أنه صفة للرب عز وجل، والجر على أنه صفة للعرش، وكلاهما معنى صحيح "تفسير ابن كثير" (4 / 474).
والمجيد : المتسع عظيم القدر.
عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "الناس يُصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور" رواه البخاري (3217).
وللعرش حملة يحملونه. قال تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) (غافر : 7).
وهم على خِلقة عظيمة.
عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أُذِن لي أن أحدِّث عن ملَك من ملائكة الله من حملة العرش، إنَّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام". رواه أبو داود ( 4727 ).
والحديث : قال عنه الحافظ ابن حجر : وإسناده على شرط الصحيح. "فتح الباري" (8 / 665).
والعرش فوق الكرسي بل فوق كل المخلوقات.
قال ابن القيم : إنه إذا كان سبحانه مبايناً للعالَم فإما أن يكون محيطا به أو لا يكون محيطا به، فإن كان محيطاً به لزِم علوّه عليه قطعاً ضرورة علو المحيط على المحاط به، ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عالية عليها، ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات كان عالياً عليها، ولما كان العرش محيطاً بالكرسي كان عالياً فما كان محيطاً بجميع ذلك كان عالياً عليه ضرورة ولا يستلزم ذلك محايثته لشيء مما هو محيط به ولا مماثلته ومشابهته له. "الصواعق المرسلة" (4 / 1308).
والعرش ليس هو المُلْك وليس هو الكرسي. قال ابن أبي العز الحنفي : وأما من حرَّف كلام الله وجعل العرش عبارة عن الملك، كيف يصنع بقوله تعالى : (وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا ۚ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) (الحاقة : 17)، وقوله : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ) (هود : 7) أيقول : ويحمل ملكه يومئذ ثمانية، وكان ملكه على الماء ويكون موسى عليه السلام آخذا بقائمة من قوائم المُلْك ؟ هل يقول هذا عاقل يدري ما يقول.
وأما الكرسي فقال تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) (البقرة : 255)، وقد قيل : هو العرش، والصحيح : أنه غيره، نُقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره روى ابن أبي شيبة في كتاب "صفة العرش" والحاكم في "مستدركه" وقال : إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) أنه قال : "الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعال" وقد روي مرفوعاً، والصواب : أنه موقوف على ابن عباس.
قال أبو ذر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ما الكرسي في العرش إلا كحلْقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض". وهو كما قال غير واحدٍ من السلف : بين يدي العرش كالمرقاة إليه "شرح العقيدة الطحاوية" (ص 312 ، 313).

■ وقال الشيخ ابن عثيمين :
هناك من قال : إن العرش هو الكرسي لحديث "إن الله يضع كرسيَّه يوم القيامة"، وظنوا أن الكرسي هو العرش.
وكذلك زعم بعض الناس أن الكرسي هو العلم، فقالوا في قوله تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) أي : علمه.
والصواب : أن الكرسي موضع القدمين، والعرش هو الذي استوى عليه الرحمن سبحانه.
والعلم : صفة في العالِم يُدرك فيها المعلوم. والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ المراجع :
(1) الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ فتاوى نور على الدرب .

(2) محمود عيدان أحمد الدليمي، الصحابة ومكانتهم عند المسلمين، رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية العلوم الإسلامية.

التسلسل الزمني : 1430/01/01 (06:01 صباحاً).