×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
  • ×
×
  • ◄ الوثيقة.
  • ◄ الأقسام.
  • ◄ المثبتة.
  • ◄ الأعضاء.
  • ◄ الأكثر قراءة «1».
  • ◄ الأكثر قراءة «2».
  • ◄ القرآن.
  • ◄ استقبال المشاركات.
  • الأعضاء
  • ﴿المقالات﴾
    • على الشبكة العنكبوتية : وزارة العدل ﴿​السعودية﴾.
    • على الشبكة العنكبوتية : وزارة الحرس الوطني ﴿​السعودية﴾.
    • على الشبكة العنكبوتية : وزارة الدفاع ﴿​السعودية﴾.
    • على الشبكة العنكبوتية : وزارة الخارجية ﴿​السعودية﴾.
    • على الشبكة العنكبوتية : وزارة الداخلية ﴿​السعودية﴾.
    • حوار إعلامي : مع ميرفت ابنة الشيخ حمدي الزامل.
    • خطوات الشيطان في إغواء الإنسان.
    • الثقافة الإسلامية : الدعاء.
    • العوامل المساعدة على انتقال أثر التعلم.
    • يوم الجمعة : فضائل لم يثبت فيها حديث صحيح «توطئة».

    الرئيسية.

    ■ 12- قسم : الثقافة التقنية.

    أ. د. موفق عبدالعزيز الحسناوي
    أ. د. موفق عبدالعزيز الحسناوي.
    إجمالي المشاركات : ﴿2﴾.
    1434/04/01 (06:01 صباحاً).

    الإنترنت وثقافة المجتمع.

    ■ لقد دخلت شبكة الإنترنت في شتى مجالات الحياة وأصبح استخدامها وكيفية التفاعل معها أحد سمات وخصائص المدنية الحديثة ومقياساً لتطور الشعوب والبلدان واندماجها في تفاصيل الحضارة الإنسانية وتواصلها مع مختلف البلدان.
    وبذلك فقد أحدثت ثورة كبرى وطفرة واسعة في أساليب التبادل العلمي والثقافي وعالم الاتصال، وباتت الدول وخاصة المتقدمة منها تتسابق وبشكل كبير فيما بينها من أجل تطوير أساليب استخدامها لشبكة الإنترنت وإيجاد وسائل أخرى لزيادة فاعلية استخدامها والاستفادة القصوى منها مما جعل منها عبارة عن منظومة متكاملة للاتصال والتبادل العلمي والثقافي والفكري دخلت معظم مرافق المجتمع وعملت على تطويرها والرقي بها .
    وشبكة الإنترنت عبارة عن شبكة ضخمة من أجهزة الحاسوب المرتبطة بين الكثير من دول العالم ممثلة بالمؤسسات العلمية والثقافية والاقتصادية والأفراد، وتمكن هؤلاء المستخدمين والمرتبطين في شتى أنحاء العالم من الاتصال فيما بينهم من خلال إرسال واستلام الرسائل وتبادل المعلومات المختلفة في جميع صنوف العلم والمعرفة والثقافة .
    وأصبح عالمنا المعاصر يطلق عليه باسم عالم الإنترنت لأن اكتشاف شبكة الإنترنت كانت احد المحطات الرئيسة والثورات الكبرى في الحضارة الإنسانية والتي أوجدت بصماتها الواضحة عليها.
    لقد أصبحت شبكة الإنترنت عبارة عن قناة معرفية هائلة الكم من المعلومات والأفكار ساهمت بشكل كبير في ربط وترابط المجتمعات والأفراد متجاوزة بذلك الحدود الجغرافية والمحددات السياسية والاجتماعية والمذاهب الفكرية وساهمت في تقارب الحضارات وتلاقح الأفكار بين الشعوب بمختلف قومياتها ولغاتها وأديانها، وهي وسيلة رخيصة الثمن وسهلة وخزان كبير لحفظ المعلومات والبيانات في شتى فروع العلم والمعرفة وعليه أصبحت عبارة عن مكتبة رقمية ضخمة تنقل للمستخدم المعلومات حال نشرها وتسمح له بالاتصال مع مختلف الجهات العلمية والأكاديمية والبحثية والاقتصادية والمجتمعية. وبذلك فان شبكة الإنترنت قد أدت إلى ظهور عالم جديد مجازي أن صح التعبير هو العالم الافتراضي الذي بإمكان الإنسان فيه أن يعبر معظم الحواجز والممنوعات لتزداد معرفته واطلاعه في شتى مجالات المعرفة وشؤون الحياة.
    لقد أصبحت شبكة الإنترنت منهلاً كبيراً لا ينفذ للباحثين والمثقفين في جميع البلدان ليتبادلوا فيما بينهم المعلومات والأفكار ويستطيعوا من خلالها نقل ما يرغبون به من معارف وخبرات وثقافات إلى مجتمعاتهم بدون قيود أو حواجز وبالتالي العمل على نشرها في تلك المجتمعات في ضوء رغباتهم وتوجهاتهم الفكرية والعقائدية.
    وساهمت شبكة الإنترنت بصورة فاعلة في نشر الثقافة بين الشعوب لأنها وسيلة رخيصة وسهلة وحرة غير مقيدة للنشر لا تحتاج إلى تكاليف الطباعة والورق ومشاكل التوزيع وبإمكان الجميع الوصول إليها فيما لو توفرت لديهم خدمات الشبكة. كما أن فيها القابلية الكبيرة المتاحة للناشرين لتحديث المعلومات بصورة فورية وسريعة استجابة للمتغيرات الحاصلة في المعلومات التي نشروها سابقاً وبدون أي تكلفة تذكر أو قيود لغرض التحديث.
    ونتيجة لكون طبيعة المعلومات المنشورة والمتاحة عبر شبكة الإنترنت غير محددة وغير مسيطر عليها من قبل جهة معينة وبالإمكان الإضافة إليها في كل وقت ومن أي مكان فأن هذا شكل رصيداً ضخماً للثقافة الإنسانية بكل مفاصلها واصبح بإمكان الكثير من الناس الاطلاع على هذه الثقافات المختلفة بصورة حرة والاستفادة منها والتفاعل معها والاستفادة منها في تغيير وتطوير أساليب حياته الاجتماعية كعضو فاعل في المجتمع وبالتالي ينعكس هذا بصورة واسعة وعامة على الثقافة العامة والخزين الحضاري للمجتمع بما يرتقي به إلى مصاف المجتمعات المتطورة إذا استطاع فعلاً توجيه هذه الثقافات بصورة فاعلة وإيجابية لغرض التطوير والبناء وتعزيز العادات والتقاليد الاجتماعية الحميدة والفاضلة.
    ولكن هناك نقطة مهمة وجوهرية ينبغي الانتباه إليها وعدم إغفالها وهي أن ليس كل ما منشور في شبكة الإنترنت من معلومات وأفكار وآراء هي دقيقة وصالحة وفعلية ولا يمكن الأخذ بها وتصديقها بصورة كاملة دون فحص وتمحيص وتدقيق لبيان دقتها وصحتها لأن عدم إجراء ذلك سوف يؤدي إلى انتقال أفكار وآراء ومعلومات وهمية وغير صحيحة إلى المجتمع وانتشارها فيه وبذلك تأتي بنتائج عكسية سواء على صعيد البناء والتطوير أم على صعيد الفكر والثقافة والمعلومات المتداولة في المجتمع.
    وهناك جانب مهم وأساسي ينبغي الالتفات إليه أيضاً والحذر الشديد منه وهو انتشار المواقع الإباحية واللاأخلاقية والهدامة بدرجة كبيرة جداً مع إمكانية الوصول إليها بسهولة بوجود إغراءات جاذبة تجذب الشباب وضعيفي النفوس والالتزام الديني والأخلاقي وبطرق كثيرة وأساليب متنوعة وقد تكون مشوقة ولكنها هدامة تعمل على هدم البناء والإرث الحضاري والاجتماعي والأخلاقي للمجتمع من خلال انغماس بعض الناس فيها وتفاعلهم معها والإدمان عليها وهذا يؤدي إلى عواقب وخيمة تعود بالضرر الكبير على المجتمع وتعمل على تلهية الناس في أمور تافهة وسطحيه وتبعدهم عن دورهم الحقيقي في الحياة التي يجب أن يقوموا به من أجل بناء المجتمع وتطويره.
    وفي مقابل ذلك توجد في شبكة الإنترنت الكثير من المواقع العلمية والثقافية والدينية التي يمكن من خلالها الحصول على معلومات كثيرة ومفيدة في الجوانب المشار إليها والتي يمكن من خلالها المساهمة في بناء شخصية الإنسان المثقف الواعي الملتزم بتقاليد مجتمعه الفاضلة والصحيحة وتعاليم دينه ومبادئه والتي يستطيع من خلالها الاطلاع على أخر المستجدات العلمية والثقافية والفقهية التي تحدث في العالم لتمحيصها وأخذ ما ينفعه منها لتخلق منه المواطن الصالح الذي يكون عبارة عن بؤرة إشعاع في محيطه العائلي والاجتماعي وبذلك تتوفر له فرصة كبيرة لكي ينهل من منابع العلم والمعرفة في مختلف مجالاتها وبصورة ميسرة وسريعة وقليلة الكلفة وتجعله في تواصل مستمر مع ما يحدث حوله من أحداث ومستجدات من الصعوبة التعرف عليها من خلال وسائل الاتصال الأخرى.
    وهناك جانب أساسي ومهم له علاقة بالجوانب الثقافية في المجتمع يمكن الاستفادة فيه من الخدمات التي تقدمها شبكة الإنترنت وهو جانب التربية والتعليم حيث قطعت الدول المتقدمة شوطاً كبيراً في هذا المجال باستخدام شبكة الإنترنت للأغراض التعليمية لتطوير وتفعيل طرائق التدريس المستخدمة وحصول الطلبة على معلومات تعزيزية إضافية عن المادة الدراسية التي يتم طرحها من قبل المدرس في المحاضرات الاعتيادية وتجعلهم على تواصل مستمر ودائم مع احدث ما يكتب وينشر في مجالات تخصصهم وتجعلهم يتواصلون مع العلماء والمفكرين والباحثين في شتى أنحاء العالم من أجل تلاقح الأفكار فيما بينهم. كما أنه بإمكانه أن يوفر مكتبة إلكترونية ضخمة في المؤسسات التعليمية بجميع مراحلها وتخصصاتها تحتوي على كم هائل من المعلومات تكون مرجعا للمدرسين والطلبة والباحثين تساهم في بناء شخصيتهم العلمية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية.
    لقد ساهم الإنترنت بدرجة كبيرة في تسريع التطور العلمي والتكنولوجي والثقافي في العالم وفي شتى المجالات وذلك لسهولة الاتصال بين الباحثين والمتخصصين وتلاقح الأفكار فيما بينهم للقيام بمشاريع علمية وبحثية تطويرية مختلفة والابتعاد عن حالة الانغلاق والانعزال التي كانت سائدة بين العلماء والباحثين لعدم وجود وسائل اتصال ومتابعة سريعة وفاعلة فيما بينهم. وبذلك أصبحت الاكتشافات والمخترعات الجديدة يمكن الاطلاع عليها وتطبيقها والاستفادة منها في حينها وتطبيقها في المؤسسات العلمية والتعليمية والإنتاجية بصورة سريعة للاستفادة منها لتطوير المجتمع.
    إن استخدام شبكة الإنترنت وانتشارها بهذا الشكل الواسع وفي مدة قصيرة قياساً إلى غيره من الاكتشافات السابقة واللاحقة والتهافت العالمي الواسع على استخدامه والاستفادة من تطبيقاته يعتبر سلاح ذو حدين إذا لم يحسن استخدامه بالشكل الصحيح فانه قد يؤدي إلى تحطيم وتدمير البناء الفكري والاجتماعي والعقائدي والديني للمجتمعات على المدى البعيد لأنه سوف يؤدي إلى إيجاد أجيال من هذه المجتمعات قد لا تلتزم بالمعايير والأعراف التي التزمت بها لسنوات طويلة.
    إن دخول شبكة الإنترنت في مختلف المجالات وبصورة متسارعة ومتزايدة بشكل لم يسبق له مثيل عبر التأريخ قد يؤدي بنا إلى استخدامه بصورة مستعجلة وغير مدروسة وليس ضمن خطط علمية صحيحة استجابة للرغبة العارمة عند الجميع لاستخدامه، وهذا قد يؤثر سلبياً على طرائق الاستفادة منه بأفضل صورة وبأقل التكاليف والجهد، ويأتي بنتائج عكسية لا تحمد عقباها قد تكون عبارة عن عوامل هدم حقيقية للبناء الاجتماعي والفكري والأخلاقي في المجتمع.
    إن هذا يوجب علينا أن ننظر إلى شبكة الإنترنت نظرة فاحصة وموضوعية ودقيقة نستطيع من خلالها تشخيص وتحديد الأمور الإيجابية والسلبية لهذه الشبكة وإفرازاتها في المجتمع بصورة عامة وفي تفاصيل الحياة الاجتماعية بكل شرائحها ومكوناتها البشرية والاجتماعية لأننا ينبغي أن نتعامل بنظرة علمية ودقيقة وفاحصة لكل المكتشفات الحديثة وعدم استخدامها ونشرها في المجتمع بصورة سريعة والانسياق وراء الدعايات والإعلام الكبير الذي يرافقها لأن هذا قد يعود بنتائج سلبية على المجتمع.
    إذا اردنا أن تكون شبكة الإنترنت عاملاً فعالاً ورئيساً في نشر الثقافة في المجتمع ورفد الحركة الثقافية وإنجازاتها برافد جديد وأساسي وكبير وغير محدود وغير خاضع للسيطرة من أي جهة كانت وغير مسيس لصالح جهة معينة على حساب جهة أخرى ينبغي علينا نشر الثقافة الحاسوبية وثقافة الإنترنت وبيان أهميتهما الكبيرة في تطوير وتعزيز الحياة الثقافية في المجتمع بكل مكوناته وشرائحه مهما كانت مستوياتها الثاقبة والتعليمية.
    علينا أن نوضح لشبابنا أهمية شبكة الإنترنت كوسيلة فاعلة لنقل الثقافة الإنسانية وتبادلها بين الشعوب وأن عليهم الاستفادة من الأمور الصالحة والإيجابية منها وعدم الانجرار خلف الدعاية الكبيرة والمواقع التافهة واللااخلاقية والإباحية التي تدمر من يستخدمها وتعود عليه بنتائج وخيمة على المستوى الشخصي وبالتالي تؤدي بمرور الزمن وعلى المدى البعيد إلى تهديم البناء الاجتماعي والأخلاقي والديني في المجتمع.
    علينا أن ندعو شبابنا وأبناء مجتمعنا إلى الحصانة ضد الأمور السلبية في شبكة الإنترنت وذلك من خلال التزامهم بتعاليم دينهم الحنيف العظيمة وتقربهم إلى الله سبحانه وتعالى وذلك من خلال زيادة الوعي الشعبي بأهمية شبكة الإنترنت في رفد ثقافة المجتمع بكل ماهو جديد وبالمقابل أثاره السلبية الكبيرة على المجتمع سواء كانت آثار آنيه سريعة أو على المدى البعيد.
    علينا أن نواكب التطور العالمي باستخدام وسائل الاتصال الحديثة ومن أهمها شبكة الإنترنت بجميع تطبيقاتها للاطلاع على حضارات الشعوب وعاداتهم وثقافاتهم ومعتقداتهم وأن نبتعد عن حالة الانغلاق الفكري والاجتماعي معهم من خلال فتح أفاق مختلفة للتعامل مع تلك الثقافات والاستفادة منها في تطوير مجتمعنا وزيادة وعي أبناؤه في مختلف جوانب بناء الشخصية الإنسانية وتعديل السلوك الإنساني بما يضمن خلق مجتمع متطور ومثقف يسابق الزمن للحاق بالمجتمعات المتطورة التي سبقته بأشواط بعيدة والاطلاع على حافات العلم والعمل على تجاوزها لأننا بحاجة إلى الكثير.
    إنها دعوة صادقة إلى أبناء المجتمع وخاصة الشباب بناة الحاضر وضمانة المستقبل لكي ينهلوا من مناهل العلم والمعرفة والثقافة المنتشرة بكثرة في شبكة الإنترنت وعليهم الاهتمام بالأمور الأساسية والجوهرية التي تنفعهم وبالتالي مجتمعهم والابتعاد عن الأمور السلبية والتافهة والسطحية التي تعود بالضرر عليهم.
    على أبناء مجتمعنا أن يحصنوا أنفسهم أولاً بدرجة كبيرة عن وسائل الكسب والإغراء الرخيصة ومواقع الفرقة والتناحر والتشتت التي تحاول تمزيق الوحدة الوطنية والإسلامية في شبكة الإنترنت من خلال وضع مخافة الله أولاً وقبل كل شيء نصب أعينهم والتزامهم بتعاليم دينهم الإسلامي الحنيف وحبهم لبلدهم كونه الخيمة الكبرى التي يستظل بها الجميع وإيمانهم بوحدته وتماسكه وانصهار كل طوائفه وأديانه وقومياته في كتلة واحدة تمثل أغلى جوهرة يحافظ عليها الجميع ألا وهي العراق العزيز.
    دعونا نستزيد علماً وثقافة من الإنترنت، ودعونا نستزيد معرفة واطلاعا من الإنترنت، ودعونا نستزيد متعة ورفاهية من الإنترنت، ودعونا نستزيد أخلاقاً من الإنترنت، ودعونا نستزيد إعجاباً بديننا وتمسكاً بمبادئنا من الإنترنت، دعونا نستزيد حباً لبلدنا واعتزازاً بوحدتنا من الإنترنت.
    ■ انطلاق منتدى منهل الثقافة التربوية: يوم الأربعاء المصادف غرة شهر محرم 1429هـ، الموافق التاسع من يناير 2008م.
    ■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
    Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information.