
اسمُ الكاتب : عبدالله محمد عسيري.
عدد المشاهدات : ﴿4467﴾.
عدد المشـاركات : ﴿12﴾.
تأملات علمية في رحاب التوجيه والإرشاد.
◄ إنها تأملات علمية خاصة جداً، ترى أن التوجيه والإرشاد الطلابي ميدان تربية ودعوة, وحوار وسبر أغوار نفوس بريئة غالية, ولنا في منهج نبينا غاية ما يسعى إليه المرشد المتميز في حياته الوظيفية, وحياته الاجتماعية العامة, فهو صلى الله عليه وسلم يعطي المواقف حقها, يغضب غضباً شديداً حتى يحمر وجهه, وذلك في قضية المرأة المخزومية ويظهر عظيم عدالته ويتبسم مع من قال : فأغلظ في القول إنكم مطل يا بني عبد المطلب, فغضب الصحابة ورسول الله يبتسم ويقول لعمر : أنا وهو كنا إلى غير هذا أحوج منك، تأمرني بحسن القضاء وتأمره بحسن التقاضي, ويعفو عن من أراد قتله فيعود الرجل إلى قومه وهو يقول : جئتكم من عند خير الناس, ويتواضع صلى الله عليه وسلم للرجل الذي دخل عليه فأصابته من هيبته رعدة فقال له : هون عليك فإني لست ملك وإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد, ويربي فيأسر قلب الأعرابي الذي بال في المسجد، ويعالج الموقف بحكمته ورويته, وينصح فتصغي له آذان شاب جاء يستأذنه في الزنا فيخرج تائباً مستغفراً ! ويعلم فيكون من تلاميذه الصديق الذي يزن إيمانه إيمان الأمة وعالماً ذكياً كابن عباس المكنى بحبر الأمة وغيرهما الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم.
وفي كل موقف تراه صلى الله عليه وسلم يسدي النصيحة فتبلغ من القلوب مداها ويربي فيحسن التربية, ويوجه فيرسم منهجاً وينير درباً فهو المعلم والمربي والمرشد والناصح الحاني (أوسع الناس صدراً وأصدقهم لهجة وألينهم عريكة وأكثرهم عشرة) هكذا وصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
هكذا ينبغي أن يكون عمل المرشد الطلابي المتميز وحياته ومكانته بين الناس. إنه الصديق الناصح الذي يأمل في صديقه خلقا نبيلاً فاضلاً وأنموذجاً فريداً، وكأنه يرى نفسه في مرآة صافية قريبة، يتلقى إساءة صديقه بإحسان وفضاضته بلطف وجفاه بود, وقطيعته بصلة. فإذا تحقق ذلك أو جزء منه فقد تحقق للمرشد ما كان يسعى إليه.
|| عبدالله محمد عسيري : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ إنها تأملات علمية خاصة جداً، ترى أن التوجيه والإرشاد الطلابي ميدان تربية ودعوة, وحوار وسبر أغوار نفوس بريئة غالية, ولنا في منهج نبينا غاية ما يسعى إليه المرشد المتميز في حياته الوظيفية, وحياته الاجتماعية العامة, فهو صلى الله عليه وسلم يعطي المواقف حقها, يغضب غضباً شديداً حتى يحمر وجهه, وذلك في قضية المرأة المخزومية ويظهر عظيم عدالته ويتبسم مع من قال : فأغلظ في القول إنكم مطل يا بني عبد المطلب, فغضب الصحابة ورسول الله يبتسم ويقول لعمر : أنا وهو كنا إلى غير هذا أحوج منك، تأمرني بحسن القضاء وتأمره بحسن التقاضي, ويعفو عن من أراد قتله فيعود الرجل إلى قومه وهو يقول : جئتكم من عند خير الناس, ويتواضع صلى الله عليه وسلم للرجل الذي دخل عليه فأصابته من هيبته رعدة فقال له : هون عليك فإني لست ملك وإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد, ويربي فيأسر قلب الأعرابي الذي بال في المسجد، ويعالج الموقف بحكمته ورويته, وينصح فتصغي له آذان شاب جاء يستأذنه في الزنا فيخرج تائباً مستغفراً ! ويعلم فيكون من تلاميذه الصديق الذي يزن إيمانه إيمان الأمة وعالماً ذكياً كابن عباس المكنى بحبر الأمة وغيرهما الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم.
وفي كل موقف تراه صلى الله عليه وسلم يسدي النصيحة فتبلغ من القلوب مداها ويربي فيحسن التربية, ويوجه فيرسم منهجاً وينير درباً فهو المعلم والمربي والمرشد والناصح الحاني (أوسع الناس صدراً وأصدقهم لهجة وألينهم عريكة وأكثرهم عشرة) هكذا وصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
هكذا ينبغي أن يكون عمل المرشد الطلابي المتميز وحياته ومكانته بين الناس. إنه الصديق الناصح الذي يأمل في صديقه خلقا نبيلاً فاضلاً وأنموذجاً فريداً، وكأنه يرى نفسه في مرآة صافية قريبة، يتلقى إساءة صديقه بإحسان وفضاضته بلطف وجفاه بود, وقطيعته بصلة. فإذا تحقق ذلك أو جزء منه فقد تحقق للمرشد ما كان يسعى إليه.
|| عبدالله محمد عسيري : عضو منهل الثقافة التربوية.