
أحمد عبدالرحمن الحرنده
عدد المشاركات : ﴿13﴾
التسلسل الزمني : 1440/09/01 (06:01 صباحاً)
عدد القراءات : ﴿2537﴾
من يطرقُ الطريقَ عارياً يسرقُ الأنظارَ عمّن سواه من السالكين.
◄ تُطل علينا بين الفينة والأخرى عبرَ الصحف والتليفزيونات والإنترنت كتاباتٌ ورؤى ومشاهد موغلة في الضحالة والإسفاف السطحي الذي يتناول الجوانب الجنسية، ليسَ على سبيل العلمية أو الإلماح الأدبي والفني المتزن والراقي، وإنما بمخاطبةٍ مباشرةٍ ورخيصة للغرائز تعتمد على تشجيعٍ فجٍ فارغٍ وقدرٍ لا بأسَ بهِ من الخواء الروحي وندرة ماء الوجه.
وتُعزى كثرة التجمهر على مثل هذهِ الكتابات والأحاديث والمشاهد إلى إبداع الكاتب أو المتحدث أو مخرج العمل الفني وكسره للحواجز واقتحامه للمناطق المحرمة والمظلمة وما إلى ذلكَ من تعليلات ليسَ لها رصيدٌ في الواقع، إذ الحقيقة - ببساطة - لا تستلزمُ كلَ هذه التأويلات والتهويلات، فمن يطرقُ الطريقَ عارياً يسرقُ الأنظارَ عمّن سواه من السالكين .. جَرح الحياء والنيل من مشاعر الناس وإيذاء القراء والمشاهدين واستغلال مواطن الضعف الطبيعية في دواخلهم بأسلوبٍ رخيص لا يمكنُ وصفه بالإبداع أو الأدب أو الفن.
فإغلاق الزوجين بابَ غرفتهما على سبيل المثال - حينَ يضعان ثيابهما - لا يعني أنهما يرتكبان حراماً أو جرماً، لكنها خصوصية محضة وعيبٌ نسبي يميز البشرَ الأسوياء عن غيرهم. ليسَ في ذلكَ غيبٌ أو سرٌ يستشرفُ فضولَ العقل كما أنها ليست مقدرة ولا مكرمة أن يتمكن أحدٌ من الإثارة بكتابة أو رواية أو تصوير حكاية جنسية، فكلٌ يملكُ ذلكَ إذا ملكَ استعداد التنازل عن احترامه لنفسه ولإنسانيته، وللشهرة ألوان. حفظ التأريخُ لنا قصة أعرابي بالَ في زمزم، في الغرب - المتقدم تكنولوجياً والمتخلف أخلاقيا - يلمعُ كتابُ الإيروسية وممثلو الجنس وذوو التوجهات والميول الإيروتيكية والشواذ من الساقطين والساقطات إلى جانب العلماء والأدباء والمبتكرين والأطباء - الشرفاء وغيرهم - والرياضيين والمغنين، ولا يسوءُ الكاتب أو الممثل الساقط المنحل هناكَ أن يوصفَ بالسقوط أوالانحلال، وهو لا يتنكرُ لدورهِ الدنيء ولا ينكرُ حقيقة ميوله وسلوكه وشذوذه، على عكس ما تستثيرُ مثلُ هذه الأوصاف الصحيحة ثلة "الإيروتيكيين" من الكُتاب أو المخرجين أو المغنين العرب.
■ مشكلتنا أيها ألأحبه :
أننا لا نعرفُ قيمة موروثنا الثقافي والأخلاقي والإنساني جيداً، وأننا لا نكترثُ لثوابتنا الدينية التربوية المعتدلة، ولا نفرّق بين المحرمات الاجتماعية والمحرمات الدينية، ولا نميزُ بينَ الحد والقيد، فإطلاقُ الخيول لتثير النقع في حدود الميدان لا يشبهُ - مطلقاً - تصفيد أرجلها بالأغلال وتقييدها، مشكلتنا أننا مغيبونَ عن ذواتنا ولا ندركُ أهونَ ما نحتاج أو ما نريد.
هذه الظواهر القلمية والسينمائية والإعلامية المتهالكة لا تقدمُ لنا حداثة ولا تجديداً بل هيَ تلهثُ وراء "المعلوم من الشيء بالضرورة" وتطرقُ أبواباً قديمة وتُحَصّلُ حاصلاً لا يرتقي بها ولا يضيفُ لها إلا خسارة وتبعية عجفاء.
عتبي ليسَ على مبدعينَ ومتسلقينَ ارتضوا أن يزجوا بأنفسهِم إلى هذا الحظيظ، فالهامش يتسع للكثيرين، لكني أعتبُ على علماءَ ومثقفينَ ونقاد - إن لم يكونوا أدعياءَ علمٍ وثقافةٍ ونقد - يضربونَ عرضَ الحائطِ بنزاهتهم ومكانتهم ويتنكرونَ لشرفِ الكلمة وقيمة الرأي الثمينين جرياً وراءَ أهوائهم ورغائبهم المتدنية والزهيدة.
■ أخيراً :
يهمني التأكيدُ على أنني لا ألمز أسماءً معينة في أي ميدان ولا أتعمدُ أحداً بكلامي هذا، إلا أنني استهدفُ منهجاً ثقافياً وتربوياً ونقدياً فاشلاً يعدُ بفسادٍ كبير ولا يستندُ إلى أي مادةٍ علمية ولا يقود إلا لمزيد من التخلف والهبوط بالإنجاز الأدبي والثقافي والفني والإنساني - إسلامياً وعربياً - عمومًا.
|| أحمد عبدالرحمن الحرنده : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ تُطل علينا بين الفينة والأخرى عبرَ الصحف والتليفزيونات والإنترنت كتاباتٌ ورؤى ومشاهد موغلة في الضحالة والإسفاف السطحي الذي يتناول الجوانب الجنسية، ليسَ على سبيل العلمية أو الإلماح الأدبي والفني المتزن والراقي، وإنما بمخاطبةٍ مباشرةٍ ورخيصة للغرائز تعتمد على تشجيعٍ فجٍ فارغٍ وقدرٍ لا بأسَ بهِ من الخواء الروحي وندرة ماء الوجه.
وتُعزى كثرة التجمهر على مثل هذهِ الكتابات والأحاديث والمشاهد إلى إبداع الكاتب أو المتحدث أو مخرج العمل الفني وكسره للحواجز واقتحامه للمناطق المحرمة والمظلمة وما إلى ذلكَ من تعليلات ليسَ لها رصيدٌ في الواقع، إذ الحقيقة - ببساطة - لا تستلزمُ كلَ هذه التأويلات والتهويلات، فمن يطرقُ الطريقَ عارياً يسرقُ الأنظارَ عمّن سواه من السالكين .. جَرح الحياء والنيل من مشاعر الناس وإيذاء القراء والمشاهدين واستغلال مواطن الضعف الطبيعية في دواخلهم بأسلوبٍ رخيص لا يمكنُ وصفه بالإبداع أو الأدب أو الفن.
فإغلاق الزوجين بابَ غرفتهما على سبيل المثال - حينَ يضعان ثيابهما - لا يعني أنهما يرتكبان حراماً أو جرماً، لكنها خصوصية محضة وعيبٌ نسبي يميز البشرَ الأسوياء عن غيرهم. ليسَ في ذلكَ غيبٌ أو سرٌ يستشرفُ فضولَ العقل كما أنها ليست مقدرة ولا مكرمة أن يتمكن أحدٌ من الإثارة بكتابة أو رواية أو تصوير حكاية جنسية، فكلٌ يملكُ ذلكَ إذا ملكَ استعداد التنازل عن احترامه لنفسه ولإنسانيته، وللشهرة ألوان. حفظ التأريخُ لنا قصة أعرابي بالَ في زمزم، في الغرب - المتقدم تكنولوجياً والمتخلف أخلاقيا - يلمعُ كتابُ الإيروسية وممثلو الجنس وذوو التوجهات والميول الإيروتيكية والشواذ من الساقطين والساقطات إلى جانب العلماء والأدباء والمبتكرين والأطباء - الشرفاء وغيرهم - والرياضيين والمغنين، ولا يسوءُ الكاتب أو الممثل الساقط المنحل هناكَ أن يوصفَ بالسقوط أوالانحلال، وهو لا يتنكرُ لدورهِ الدنيء ولا ينكرُ حقيقة ميوله وسلوكه وشذوذه، على عكس ما تستثيرُ مثلُ هذه الأوصاف الصحيحة ثلة "الإيروتيكيين" من الكُتاب أو المخرجين أو المغنين العرب.
■ مشكلتنا أيها ألأحبه :
أننا لا نعرفُ قيمة موروثنا الثقافي والأخلاقي والإنساني جيداً، وأننا لا نكترثُ لثوابتنا الدينية التربوية المعتدلة، ولا نفرّق بين المحرمات الاجتماعية والمحرمات الدينية، ولا نميزُ بينَ الحد والقيد، فإطلاقُ الخيول لتثير النقع في حدود الميدان لا يشبهُ - مطلقاً - تصفيد أرجلها بالأغلال وتقييدها، مشكلتنا أننا مغيبونَ عن ذواتنا ولا ندركُ أهونَ ما نحتاج أو ما نريد.
هذه الظواهر القلمية والسينمائية والإعلامية المتهالكة لا تقدمُ لنا حداثة ولا تجديداً بل هيَ تلهثُ وراء "المعلوم من الشيء بالضرورة" وتطرقُ أبواباً قديمة وتُحَصّلُ حاصلاً لا يرتقي بها ولا يضيفُ لها إلا خسارة وتبعية عجفاء.
عتبي ليسَ على مبدعينَ ومتسلقينَ ارتضوا أن يزجوا بأنفسهِم إلى هذا الحظيظ، فالهامش يتسع للكثيرين، لكني أعتبُ على علماءَ ومثقفينَ ونقاد - إن لم يكونوا أدعياءَ علمٍ وثقافةٍ ونقد - يضربونَ عرضَ الحائطِ بنزاهتهم ومكانتهم ويتنكرونَ لشرفِ الكلمة وقيمة الرأي الثمينين جرياً وراءَ أهوائهم ورغائبهم المتدنية والزهيدة.
■ أخيراً :
يهمني التأكيدُ على أنني لا ألمز أسماءً معينة في أي ميدان ولا أتعمدُ أحداً بكلامي هذا، إلا أنني استهدفُ منهجاً ثقافياً وتربوياً ونقدياً فاشلاً يعدُ بفسادٍ كبير ولا يستندُ إلى أي مادةٍ علمية ولا يقود إلا لمزيد من التخلف والهبوط بالإنجاز الأدبي والثقافي والفني والإنساني - إسلامياً وعربياً - عمومًا.
|| أحمد عبدالرحمن الحرنده : عضو منهل الثقافة التربوية.