بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : خالد صابر خان.
إجمالي القراءات : ﴿6702﴾.
عدد المشــاركات : ﴿122﴾.

الحياة ليست كما تبدو دائماً.
■ نظرات وقحة :
جلست الفتاة الشابة في المقهى بانتظار خطيبها الذي اتفق معها أن يلاقيها بعد انتهاء العمل، ارتشفت الشاي وجالت بنظرها في المكان فرأت شابا ينظر إليها ويبتسم لم تعره انتباها واستمرت في شرب الشاي بعد دقائق اختلست نظرة بطرف عينيها إلى حيث يجلس الشاب فرأته مازال ينظر إليها وبنفس الابتسامة, تضايقت جدا من هذه الوقاحة وعندما جاء خطيبها أخبرته نهض الخطيب واتجه نحو الشاب ولكمه لكمة قوية في الوجه أطاحته أرضا. نظرت الفتاة الشابة نظرة إعجاب إلى رجولة خطيبها ودفاعه عنها في مقابل نظرات الشاب الوقحة وخرجا من المقهى يدا بيد. بعد لحظات نهض الشاب بمساعدة النادل ووضع نظارته السوداء على عينيه ورفع عصاه وتحسس طريقه إلى خارج المقهى.

■ حيث يذهب الجميع :
قرر أن يجرب اللذة الحرام أول مرة فاستقل الطائرة إلى المدينة الشهيرة بلذاتها واستقل تاكسي من المطار وقال للسائق مع غمزة أن يأخذه إلى حيث يذهب كل الناس وأراح رأسه على الكرسي وأخذ يفكر فيما ينتظره من مغامرات سمع عنها طول عمره ولم يجربها ونساء لا تراهن إلا في الأفلام السينمائية. فكر وفكر حتى احس بالسيارة قد توقفت. نظر حوله فرأى المكان غريبا ولا يشبه توقعاته بشيء وعند سؤاله سائق التاكسي عن المكان، أحابه ببرود انهم في مقبرة المدينة. غضب الرجل وصاح بسائق التاكسي انه يريد الذهاب إلى حيث حياة الليل والنوادي وليس المقبرة أجابه السائق بان ليس جميع الناس يقصدون النوادي الليلية ولكن الجميع بدون استثناء يأتون الى المقبرة. رجع الرجل إلى المطار وركب طائرته عائدا إلى بيته وعائلته.

■ الحسناء :
جلس في الحديقة العامة على كرسي وجال بنظره في الأرحاء البعيدة يراقب الناس وما يفعلونه البعض يلعب، والبعض يقرأ، وآخر أخذته غفوة، بدا يحس بالسأم عندما شاهد من بعيد امرأة ذات قوام جميل ومشية كالطاووس لم يتمكن من رؤية ملامح وجهها ولكنه تحسر على جمالها وقارنها بزوجته المملة التي تشبه العسكر. راقب مشيتها وهي تمشي باتجاهه عندما لاحظ طفلا بجانبها تحسر وقال هنيئا له زوجها على هذه الحسناء. وكم خجل من نفسه عندما اقتربت المرأة منه واكتشف أنها زوجته وبجانبها طفله.

■ الحياة المثالية :
جلست في بيت صديقتها الواسع والفخم ذو الأثاث الغالي وأخذت تحدثها عن كم هي محظوظة بزواجها من رجل أعمال منحها عيشة الملوك بيت كالقصر، وحمام سباحة، وسيارة تخطف الأبصار وخدم وحشم، ونقود وتسوق، وسفر إلى الخارج ابتسمت صاحبة البيت التي كانت تضع نظارة سوداء سميكة لهذا الكلام واستمعت إلى صديقتها وهي تكمل مدحها لحياتها وتعدد أسباب سعادتها وكم تمنت لو أنها تحظى بنفس حياتها انصرفت بحسرتها وخلعت صاحبة البيت النظارة حيث ظهرت آثار الكدمات السوداء تحت عينيها من أثر الضرب.

■ الحياة .. ليست كما تبدو دائماً !

أحدث المقالات المضافة إلى القسم.