من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عواض مبارك الحارثي.
إجمالي القراءات : ﴿4316﴾.
عدد المشــاركات : ﴿35﴾.

يحتل الشباب منزلة عظيمة في حياة الأمم فهم محور كل خير يرتقب ويعول عليهم بعد الله في كل تقدم فهم ذخر أي أمة وثروتها التي لا تقدر بثمن. وعندنا منزلتهم أعظم.
في الدول النامية تصل نسبة الشباب وهم تتراوح أعمارهم بين 15 ـ 40 سنة 82% وفي المملكة العربية السعودية تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن نسبة الشباب على ما أذكر حوالي 60% وهذه النسبة مؤهلة للزيادة خلال الأعوام القليلة القادمة حيث توقعت بعض المصادر أن تصل الفئة العمرية حتى 15 سنة 42% من هنا برزت أهمية الشباب في عالمنا النامي وفي بلدنا الحبيب.
وإذا كان الأمر كذلك فما هو واجبنا نحو الشباب ؟ وماذا نريد منهم ؟ وما هو واقعهم ؟

■ أما واجبنا :
أولاً : لنتعرف على سيكولوجية المرحلة العمرية الأولى من سن الشباب.
يقول المولى جل في علاه : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) (الكهف : 13).
يقول الإمام المفسر بن كثير فيما يعنينا هنا : فذكر تعالى أنهم فتية وهم الشباب، وهم أقبل للحق وأهدى للسبيل من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل، ولهذا كان أكثر المستجيبين للّه تعالى ولرسوله صلى اللّه عليه وسلم شباباً.
فالشباب أقرب لقبول الحق وهذه أول ما ينبغي علينا إدراكه، لكن كيف يقبل الشباب الحق ؟

♦ في هذا الجانب يذكر علماء النفس مجموعة من الخصائص منها :
أنهم عقلانيين. أي : أنهم في مرحلة لا يجدي معها الأمر والقوة بل الإثبات وبالبراهين والأدلة والحجج العقلية.
هذه الفئة لها احتياجاتها الخاصة في كل جانب من جوانب الشخصية سواء كانت جسمية حيث القوة والعنفوان تحتاج إلى ما يوازيه لصرف هذه الطاقة، والنفسية فالشاب يحتاج إلى تأكيد الذات وقبوله وعدم تسفيه أفكاره، والعقلية كثيرا ما نرى الشباب يغامر في إصلاح بعض الأدوات أو الأجهزة إن هذه نوع من حاجته لاكتساب العلوم والمعارف والمهارات والخبرات، والاجتماعية يحتاج إلى تكوين علاقات اجتماعية وغالبا ما تكون خارج إطار الأسرة ويريد الاستقلالية في كل شيء يريد له ممتلكات خاصة يتباهى بها أمام أقرانه، والترفيهية ومن ذلك ما نسمع من الشباب نريد أن نقضي وقت فراغنا إن هذا لا ينبع من فراغ إنها من خصائص هذه المرحلة.
ولعل (البنت) تمر بمرحلة أصعب في تكوينها الجسمي وطبيعتها الأنثوية وهذا يزيد العبء على الأسرة في التعامل مع البنت.

■ وماذا نريد منهم ؟ :
ما عسانا نريد من فئة تمثل روح المجتمع وعموده الفقري تصل نسبتهم إلى حوالي 60% من نسبة الشعب السعودي.
هم عدتنا نعدهم بعد الله لجيل قادم يحمل الراية نحو موقع يتفق ومكانة دينهم ومكانة دولتهم ووطنهم المملكة العربية السعودية القلب النابض للعالم كله إسلاميا من حيث مكانها ومكانتها وعالميا من حيث ثرواتها وتربعها على موقع استراتيجي يتحكم في مجريات الحراك العالمي وخاصة النشاط التجاري والاتصال والمواصلات فنحن في قلب العالم وقد ثبت هذا علميا.
نريد من شبابنا أن يكونوا قدوة للعالم فهم في نظر العالم قدوة الصديق ينظر إليهم كملهم لتراث أمة توارثوه أبا عن جد فهم أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد بن الوليد ويرون في الفتاة عفة خديجة وفاطمة وحفصة .. الخ هكذا أنتم يا شباب في نظر أمة الإسلام، أما عدوكم فينظر إليكم بعين الحقد والحنق فأنتم أحفاد من ذكرنا سابقا في نظر العدو أيضا فلا غرابة أن تكونوا مستهدفين في عقر داركم بالمخدرات والإباحيات من الصور والأفلام ولا تستغرب أن يجتهد عدوك في غرس بذرات من بني جلدتك ليسهل السيطرة عليك.

■ وما هو واقعهم ؟
الشباب هنا اسم جنس للمذكر والمؤنث :
في رأيي أن الشباب يعاني من أمور عدة من أهمها :
1- غياب القدوة الصالحة :
بالله عليكم ما تقييمنا اليوم لمجالسنا العامة والخاصة إلى أي درجة يستقي الشباب منها خبرات ويجد فيها ذاته ؟
مجالسنا لم تعد عامة بل ثنائية أو ثلاثية أو رباعية تتحلق حول بعضها الكبار مع الكبار والشباب مع الشباب في معزل عنهم، وإذا ما توغلنا في قضايا جلساتنا نجدها تهتم، بسوق الأسهم، والعقارات، والمشاريع المرتقبة، والكرة، والشغالات، والعمالة والخدم والسائقين أو تربيعات في صمت لا يفجره إلا الأيمان حين الاختلاف بين الحكم والصن في لعبة البلوت وأحيانا ما ترتج القاعة أو المجلس بقفلة بالدشيش ولعل الشباب اليوم انصرف للبلياردو وغيره.
2- أما التربية فحدث ولا حرج نجتهد في تربية الشباب وكأن الرسائل السلبية هي السلاح الفعال والعلاج الناجع لتقويم الشباب ويستوي في هذا التربية المقصودة وغير المقصودة وفي المؤسسات عموما إلا النذر اليسير في بعض المدارس وعلى يد بعض الفاهمين لنفسيات الشباب وليسوا بقليل.
3- هناك جانب على قدر كبير من الخطورة وهو شغل وقت الشباب.
نلوم الشباب عندما يرتاد الأسواق ولا نريده أن يدخل أماكن عامة من غير عائلة وهذا حق ولكن ماهو البديل ما ذا أعد البيت للشباب أعد لهم مقصلة الوقت والدين والأخلاق فضائيات تبث سمومها وشبكة عنكبوتية وبلاي استيشن وهو من أخطر ما يمكنك تصوره. فهل هذه يا رعاكم الله تنقذ شباب الأمة وتعده في شخصية سوية تؤهله للدور المرتقب منه ؟

■ ما هو الحل إذا ؟
1 ـ لا بد أن ننشر ثقافة التربية الواعية التي تعتمد على معرفة خصائص كل مرحلة ومن أهمها مرحلة الشباب.
2 ـ لا بد من توفير جو صحي نفسيا يعيش الشباب فيه حياتهم بكل حرية وفق قيم ثابتة منبعها الإسلام.
3 ـ لا بد من توفير مراكز يمارس فيها الشاب هواياته الرياضية وينمي فيها إبداعه.
والجدير بالذكر على القطاع الخاص دور مأمول فهو أول المستفيدين فلا بد أن يوطن احتياجاته من القوى العاملة لابد أن تبقى السعودية للسعوديين.
4 ـ لا بد للقدوة الصالحة الحية في المجتمع لا بد من طرح نماذج عبر التاريخ تصلح لتكون قدوة لهم.
5 ـ يجب على كل عاقل أن يعطي الشباب ما يصلح حياته وشخصيته عندها يأخذ منه العطاء بلا غضاضة.