أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

مثلث الكوتش ﴿4508﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : خالد محسن الجابري.
إجمالي القراءات : ﴿5672﴾.
عدد المشــاركات : ﴿21﴾.

لماذا التباين والاختلاف في توجيهات مشرفي الإدارة المدرسية لإدارات المدارس ؟
إن التباين والاختلاف في التوصيات المعطاة مرجعه إلى اختلاف وجهات النظر في تقدير الأمور وتنوع سلم الأولويات من مشرف تربوي لآخر مما يؤدي في ظاهر الأمر إلى الاختلاف أو التضارب بين أقوال المشرفين أو التعارض في القرارات الصادرة بناءً على ذلك.
ولذا كان البحث عن أسباب ذلك التباين ملحاً للوصول إلى قاعدة ينطلق منها المشرف عند توجيه إدارة المدرسة، وتتميز هذه القاعدة ببعض الثوابت التي لا مناص منها مع إيضاح جملة المتغيرات والوقوف على آلية لتقديرها مما يعين على التوحد في القرارات ما أمكن.
إن قوانين ونظم العمل المدرسي كفيله بتميزه وانسجامه مع العملية التعليمية ومما يعين على ذلك تنظيم المعطيات والتركيز على الأولويات والتوافق في القرارات بين المشرفين.
إن الهدف الذي نسعى إليه ونريد أن نعمل جميعاً في محيطه وضمن دائرة اهتمامه وتكون صياغتنا له جماعية هو : رسالة واضحة لقسم الإدارة المدرسية بإدارة التربية والتعليم بالعاصمة المقدسة، بعد ذلك نضع الرؤية التي تحتاج منا إلى جهد كبير لأنها تعتمد على تشخيص الواقع الذي عليه الميدان التربوي اليوم، وبالتالي كيف نصل بمدارسنا إلى الطموحات التي نبتغيها من خلال قيادة إشرافية فعالة.

■ لماذا الرؤية ؟
لماذا نصر وبالذات في هذا الوقت على إيجاد رؤية محددة لقسم الإدارة المدرسية، وذلك لعدة اعتبارات منها :
1ـ أن نوقف حجة الاختلاف من مشرف لآخر التي عادة ما يطلقها مديري المدارس ويرددها العاملين في الميدان (كان المشرف الفلاني يطلب كذا وأنت ماذا تطلب ؟ اللي تأمر فيه نحنا نسويه)، وغيرها من العبارات التي تنم فعلاً عن اختلاف في ماهية المتابعة والاهتمام من مشرف تربوي لآخر وحتى نسلم من التصنيف غير المبرر.
2ـ أن نبدأ من حيث انتهى الزميل السابق، حيث أن تبديل الجداول الإشرافية يتم من حين لآخر بدلاً من أن نبدأ من حيث بدأ الزميل السابق.
3ـ أن نحدد أهدافنا ونحدد الزمن الذي نحتاجه وهو الزمن الذي سوف نصل إليه لا محالة إما بنا أو بغيرنا، فأن نصل إليه وقد حققنا أهدافنا خير من أن نصل إليه ونحن نكرر نفس الأداء ونفس الممارسات ونفس المعالجات والتحديات والعقبات تظل تواجهنا.
4ـ إن الذين لا يخططون في الحقيقة على المدى البعيد هم لا يعرفون إلى أين يذهبون، ومن الخطورة بمكان أن يوجد قادة لمؤسسات لا يدركون أهمية التخطيط ووضع الخطط.
5ـ إننا نطالب القادة التربويين في الميدان المدرسي بتحديد الأهداف وإعداد الخطط وتشخيص الواقع، ونحن المسؤولين عن الإشراف عليهم لا نقوم بذلك الشكل الذي يتواكب مع طموحاتنا.
6ـ أن نوقف الهدر الواضح من الجهود التي تبذل في إعداد المشاريع والبرامج والتي قد لا يكون لها حظاً من المتابعة والتنفيذ إلا الزمن اليسير والأثر المحدود من صاحب البرنامج أو الفكرة.
7ـ أن نرأف بالمشاريع والبرامج التي كتب لها اليتم قبل أن ترى طريقاً إلى الحياة.
8ـ أن نبتعد عن نسب الأعمال إلى زميل بعينه حتى لا يضل هذا الزميل هو قلب المشروع وروحه وفكره، فإذا توقف أو انتقل أو رحل أو تعب رحل معه هذا الخير الكبير.
9ـ أن تكون معالجتنا للميدان أفضل وأنجح من الملامسة السطحية التي عادة ما تكون نتائجها ضعيفة ومحدودة.
10ـ أن تكون سبيلاً لتقليل وترشيد المطالب التي نمطر بها الإداريين في المدارس والتي يظهر فيها الارتجال حيناً والازدواجية والتكرار حيناً آخر في اختلاف المسميات واتحاداً في الفكرة والمضمون.
11ـ أن نتعامل مع القضايا والتحديات بأسلوب أكثر منهجية وعمقاً، سعياً نحو التخصص في الطرح وبعيداً عن العشوائية والوصفات المهدئة، أو الشمولية التي تهتم بالكم دون الكيف وباللحظة الآتية دون المستقبل.
12ـ ليس هناك مدرسة إشرافية واحدة تخرج منها جميع المشرفين فهناك اهتمامات تطغى على أخرى من مشرف لآخر، زيادة على اختلاف دور المشرف الفعلي في نظر مشرف لآخر فلا زال الإشراف التربوي موضع محطة وتجارب واجتهادات، خاصة إذا تجاوز طموحنا المتابعة السطحية.

■ وللدلالة على ذلك نرى أن بعض مشرفي الإدارة المدرسية يتأثرون بعدة عوامل تؤثر على أدائهم لأعمالهم مما يؤدي إلى التباين والاختلاف في التوصيات والملاحظات المعطاة لإدارات المدارس، ومن هذه العوامل :
1- كثرة الأعباء والتكاليف والمهام الطارئة التي يعاني منها المشرف التربوي.
2- عدم إعطاء المدرسة الوقت الكافي للزيارة بسبب الارتباطات بالمهام والتكاليف.
3- اتساع رقعة الإشراف التربوي بازدياد عدد المدارس المسندة لكل مشرف.
4- نوعية المدارس المسندة لكل مشرف (مباني حكومية - مستأجرة - خيرية - أهلية - قروية).

بالإضافة إلى ذلك كثرة العقبات والصعوبات التي تواجه مدير المدرسة، مما يجعل المشرف التربوي يركز على جوانب ويترك جوانب أخرى مراعاة لظروف المدرسة وإمكاناتها.
إن الحكم على إدارة المدرسة بالفشل يعود إلى تقدير المشرف التربوي وانطباعاته عن المدرسة من أول زيارة، ولعل من المناسب أن نقول هنا أن البعض من المشرفين قد يحكمون على إدارات المدارس بالفشل مهما تميزت المدرسة بعد ذلك.

ونلاحظ هذا التباين عند بعض مشرفي الإدارة المدرسية حين زياراتهم للمدارس، فهناك مشرف يقوم بزيارة المدير والوكيل والكاتب والمرشد الطلابي ومحضر المختبر ومحضر الحاسب ورائد النشاط وغيرهم، حتى أنه يقوم أحياناً بالاجتماع مع العاملين بالمدرسة، بينما نجد مشرف آخر يكتفي بزيارة المدير والوكيل فقط.
إن الإلمام بكافة مهام أعضاء الهيئة الإدارية المدرسية ومتابعة تنفيذها صعب للغاية نظراً لاحتياج المشرف التربوي لأكثر من يوم أو يومين حتى يلم الإلمام الكافي ويغطي محاور الهيئة الإدارية والفنية بالمدرسة.

■ ما هي الأساسيات التي يفترض على مشرف الإدارة المدرسية أن يطلبها ويلاحظها في المدرسة ؟
1ـ تعبئة بطاقة المشرف التربوي.
2ـ الاطلاع على خطة إدارة المدرسة والبرنامج الزمني لمدير المدرسة.
3ـ الاطلاع على سجل قيد الطلاب (مطبوع).
4ـ الاطلاع على ملف أداء المعلم (الملف التراكمي لأداء المعلم).
5ـ ملاحظة مواقع الخطر بالمدرسة.
6ـ الاطلاع على إحصائية الغياب والتأخر للعاملين بالمدرسة.
7ـ المشاركة في الاصطفاف الصباحي وملاحظة تأخر الطلاب وكيفية التعامل معهم.
8ـ الاطلاع على السجل العام للمشرفين التربويين وملاحظة ما دونه المشرفون من توصيات.
9ـ الوقوف على النظافة العامة بالمدرسة.
10ـ ملاحظة واقع تفعيل المعامل والمكتبات ومراكز مصادر التعلم.
11ـ الاطلاع على نتائج الطلاب وواقع دراستها.
12ـ متابعة تنظيم وتفعيل السجلات والملفات المدرسية.

■ إن مشرف الإدارة المدرسية إذا أراد أن يكشف واقع المدرسة، فإن حضوره مع بداية الاصطفاف الصباحي يعتبر عاملاً مهماً لكشف الواقع التربوي والتعليمي حيث يلاحظ ما يلي :
1ـ واقع الانضباط أو عدمه لدى الهيئة الإدارية والفنية بالمدرسة (انضباط).
2ـ مدى تفاعل ومشاركة المعلمين في الاصطفاف الصباحي (إدارة).
3ـ قدرة المرشد الطلابي على التعامل مع الطلاب المتأخرين (إرشاد).
4ـ مدى ملائمة برنامج الإذاعة المدرسية لطلاب المدرسة (نشاط).
5ـ مدى الموضوعية في تحضير الدروس (متابعة فنية).
6ـ واقع نظافة المدرسة بعد طلوع الطلاب (متابعة إدارية).
7ـ حرص المعلمين على التواجد في الفصول مع بداية الحصة الدراسية (متابعة إدارية).