من أحدث المقالات المضافة في القسم.

يوسف نور الزبير شمس الحق.
عدد المشاركات : 42
1444/11/08 (05:30 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿473﴾﴾

حرص الرسول محمد ــ صلى الله عليه وسلم على هداية أُمته.
قال الله سبحانه وتعالى : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة : 128).
من أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ) يشق عليه ما يشقّ عليكم، وما يُسبب لكم العَـنت، وهو الحرج والمشقـّـة (حَرِيصٌ عَلَيْكُم) وسبب ذلك الحرص رحمته بالمؤمنين ورأفته بهم.

■ ولعلي أستعرض شيئاً من حرصه عليه الصلاة والسلام على أمته كالتالي :
● حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته يوم القيامة.
قال عليه الصلاة والسلام : إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض ـ ثم ذكر مجيئهم إلى الأنبياء ـ فقال : فيأتونني فأقول أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجداً، فيقال : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول : يا رب أمتي أمتي (رواه البخاري ومسلم).
ودعوى الأنبياء يومئذٍ : (اللهم سلم ــ سلم).

● حرصه صلى الله عليه وسلم على هداية أمته.
قال عليه الصلاة والسلام ـ لما تلا قول الله عز وجل في إبراهيم ـ : (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) (إبراهيم : 35)، وقول عيسى عليه السلام : (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة : 118) فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد ـ وربك أعلم ـ فسله ما يبكيك، فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم، فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم، فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك (رواه مسلم).

● حرص النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم على هداية الناس أجمع.
كان غلام يهودي يخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمرض فأتاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعوده فقعد عند رأسه، فقال له : أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له : أطع أبا القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار (رواه البخاري).

● حرص النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم على عدم المشقـّة على أصحابه في التكاليف.
♦ في الصلاة.
لما فـُرضت الصلاة على أمته خمسين صلاة، استشار موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ، فقال موسى : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك، فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم. فلم يزل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُراجع ربّه حتى خفف الله عن هذه الأمة فصارت خمس صلوات.
ولما أعتم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى نام أهل المسجد ثم خرج فصلى فقال : إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي، رواه مسلم.
ولما صلى في رمضان، وصلى رجال بصلاته، ترك القيام في الليلة الثالثة أو الرابعة، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال : أما بعد فإنه لم يخف علي مكانكم لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها، متفق عليه.

♦ في الحج.
لما قال عليه الصلاة والسلام : أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا، فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم ثم قال : ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه، رواه مسلم.

♦ في السنن.
لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة، رواه البخاري ومسلم.

● شفقة النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم على نساء أمته.
قال عليه الصلاة والسلام : إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي، فأتجوّز في صلاتي كراهية أن أشق على أمـِّه (رواه البخاري).

● حرص النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم على شباب أمته.
حدّث مالك بن الحويرث ـ رضي الله عنه ـ فقال : أتينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، ـ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رقيقاً ـ فظن أنا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عن من تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال : ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم، وعلموهم، ومروهم (متفق عليه).
|| يوسف نور الزبير شمس الحق : عضو منهل الثقافة التربوية.