د. خالد علي دعدع.
عدد المشاركات : 126
1437/05/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات : ﴿﴿3676﴾﴾
أضرار الإفراط في الأكل في المناسبات الاجتماعية والأعياد وشهر رمضان المبارك.
◄ في الأعياد والمناسبات، وفي النزهات وفي الرحلات، وفي الحفلات، يسرف الناس في تناول الطعام، لا بل إن كثيرين إن لم يكن الجميع، يحولونه إلى ظاهرة فيلتهمون كمية ضخمة منه ويبالغون في دك المعدة بأنواع معينة كاللحوم والدسم والحلويات، وذلك في شكل يغلب عليه الجشع ولكن هذا السلوك كثيراً ما لا يمر على خير من الناحية الصحية.
صحيح أن الطعام يفرش على الطاولة بكميات ضخمة، ولكن هذا لا يعني انه يجب التهام كمية كبيرة منه، بل على كل شخص، أن يعرف حده ويتوقف عنده، أي يجب أن يتناول ما يحتاجه من ألوان الطعام من دون إفراط ولا تفريط.
إن تناول وجبة طعام كبيرة قد يساهم في زيادة خطر وقوع نوبة قلبية بعد التهام الوجبة، هذا ما أكدته دراسة علمية، بريطانية سابقة أشرف عليها الدكتور فرنسيسكو لوبيز خومينيز زميل كلية الطب في برمنغهام ومستشفى النساء في بوسطن، وشملت حوالى 2000 شخص أصيبوا بالنوبة القلبية، وبعد استطلاع آراء هؤلاء تبين أن النوبة حصلت لهم بعد ساعتين من تناول وجبة طعام كبيرة.
وفي معرض تعليقه على نتيجة الدراسات العلمية، قال المشرف على الدراسة خومينيز : «نحن لا نلوم الوجبة الكبيرة ولكننا نلوم الشخص الذي يجلس حتى ينتهي منها، يجب على كل شخص أن يقدر حجم الوجبة الطبيعي المناسب له، فالضخامة لا تعني بالضرورة تناول وجبة ضخمة، بل تناول حاجتك الغذائية منها».
أما لماذا لا يجب أن نأكل كمية ضخمة من الطعام فيفسره ديفيد بيرو أستاذ الأمراض الهضمية في كلية طب فيرجينيا بقوله انه عقب تناول الطعام يعمل القلب في شكل أسرع وأقوى لهضم الغذاء، وكلما تمت المبالغة في تناول الأكل زاد العبء على القلب، وهذا من شأنه أن يوجد مشكلة لدى من لديه استعداد للإصابة بالنوبة القلبية، مثل : وجود عوامل خطرة كالتدخين، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم وغيرها من العوامل التي تسهل الإصابة بالأزمة القلبية.
إن التخمة لا توجد عبئاً على المعدة وبقية أعضاء الجهاز الهضمي، كما يتوهم البعض بل تخلق عبئاً ثقيلاً على أهم عضو حيوي في الجسم ألا وهو القلب.
هذا ما يمكن قوله عن مساوئ استهلاك كمية ضخمة من الطعام، أما عن النوعية فحدث ولا حرج وفي هذا السياق يمكن إيراد الملاحظات الآتية :
في حفلات الأعياد يميل الناس إلى الإفراط في استهلاك اللحوم، وهذا الأمر لا يناسب الأصحاء فما بالكم بالمرضى ؟ على المصابين بعسر الهضم، والقرحة المعدية والإثني عشرية، وفتق الحجاب الحاجز، والقولون العصبي، والتهابات المريء، وعلل في الكبد والمرارة، ومرض النقرس، وقصور الكلى، ألا يبالغوا في التهام اللحوم لتفادي وقوع المحظور، خصوصاً المصابين بقصور في وظائف الكبد، فتناول كمية كبيرة من اللحم دفعة واحدة يمكن أن يقود صاحبها إلى الغيبوبة الكبدية، الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة على حياته.
والإكثار من أكل البروتينات من قبل الذين يعانون من القصور الكلوي، يسبب ارتفاع البولة الدموية والكرياتينين، وهذا ما قد يجعل الحالة الصحية تتدهور نحو الأسوأ. كما أن المبالغة في التهام البروتينات لا يناسب مرضى النقرس لأنها ترفع مستوى حامض البول وتسرّع من حدوث نوبة النقرس المؤلمة التي يمكن أن توقظ صاحبها من عز النوم.
وفي ولائم المناسبات يسرف بعضهم في استهلاك المواد الدسمة والمرق المشبع بها، فهذا السلوك يؤدي إلى تحريك الحصوات في المرارة، وقد تذهب أحداها أو أكثر إلى القناة المرارية فتسدها وتوقع صاحبها تحت رحمة عوارض كثيرة مثل : المغص القاتل، والإعياء الشديد، والغثيان والتقيؤات، وانتفاخ البطن، وعسر الهضم. والمبالغة في استهلاك الأطعمة الدسمة يسبب فرطاً في إفراز حوامض المعدة وبالتالي المعاناة من الحرقة المعدية وفي إيقاظ القرحة من غفوتها.
وعلى صعيد الوجبة العارمة بالدسم أشارت دراسة علمية، إلى أن وظائف الأوعية الدموية تتعرض للخلل مدة ساعات بعد استهلاك وجبة تعج بالدهون، وهذا الخلل يصل إلى القمة في غضون اربع ساعات من تناول الوجبة، وفي حال توالي استهلاك الوجبات العالية الدسم فانه يترك آثاراً سلبية تراكمية تمهد الطريق نحو استيطان تصلب الشرايين الذي يمهد للتعرض للأزمات القلبية الوعائية.
وتفيد الدراسة العلمية، التي نشرت في المجلة الأوروبية للفيزيولوجيا التطبيقية أن الوجبات التي تحوي كمية كبيرة من الدهون تقلل من قدرة الأوعية الدموية على التوسع والانقباض استجابة لتدفق الدم، وخلصت الدراسة إلى انه يمكن إبطال هذا المفعول السلبي بالتدريبات الرياضية القوية خلال ساعتين من تناول الوجبة.
وفي إطار الوجبات الدسمة أفاد علماء يابانيون أن تناول مثل هذه الوجبات يسبب ارتفاع الشحوم في الدم، وهذه تقوم بدورها في تحفيز إنتاج الشوارد الكيماوية الحرة التي تسبب تصلب الأوعية الدموية وانقباضها في صورة موقتة، خصوصاً عند من يعانون من أمراض قلبية وعائية.
ولفت باحثون من الجمعية الأميركية للتغذية السريرية إلى أن الوجبات الدسمة قد تكون الضربة القاضية للمصابين بأمراض في القلب، وأنها تسبب تصلب الشرايين عند الأصحاء.
وكالعادة فمسك ختام الوجبات الدسمة الغنية بالبروتينات هو تناول الحلويات في شكل مبالغ فيه فتحدث بلبلة على صعيد مستوى السكر في الدم وعلى صعيد إفراز هرمون الأنسولين.
وإذا شكلت السكريات أكثر من 25 في المئة من الوجبة فان النعاس والكسل والتعب وضعف القدرة على التركيز وتبدل المزاج ستكون غالباً في الانتظار.
هذا على المدى القصير، أما على المدى البعيد فان استهلاك السكريات بكثرة يمكن أن يقلل من حساسية خلايا الجسم تجاه الأنسولين، فتحدث حالة تعرف بمقاومة الأنسولين. وهذه المقاومة لها مضاعفات كثيرة تتمثل في نشوء جملة من المشاكل المرضية منها :
■ فرط شحوم الدم الثلاثية.
■ ازدياد الكولسترول السيئ في الدم.
■ نقص الكولسترول الجـيد في الدم.
■ ارتفاع حامض البول.
■ ارتفاع أرقام التوتر الشرياني.
■ الداء السكري النوع الثاني.
■ زيادة الاستعداد لتخثر الدم.
■ ظهور الأبومـين في البول.
■ تشحم الكبد.
■ تصلب الشرايين.
■ أخيراً :
لا بأس من تناول أنواع متعددة من الطعام، ولكن بكمية قليلة ومن دون مبالغات في بعض الأنواع على حساب أخرى، فالاعتدال ثم الاعتدال هو سيد الأحوال، والسبيل الأسلم لدفع الندم لاحقاً.
■ وفي هذا الإطار فإن النصائح الآتية مجدية :
1- مضغ الطعام جيداً، لأنه يساعد على الهضم.
2- تناول الطعام في ببطء وهدوء، فالتسرع في الأكل يدفع إلى استهلاك المزيد من الطعام.
3- الاقتصار على تناول كميات قليلة.
4- اختيار أنواع الأكل الصحية وهجر الأنواع السيئة.
5- التوقف عن الأكل عند ظهور أول بادرة للشبع، وعدم الإصرار على إنهاء كل ما في الصحن من مآكل.
6- عدم اللجوء إلى اعتماد أسلوب التجويع قبل الذهاب إلى الحفلة أو العشاء، وتناول وجبة خفيفة إذا دعت الضرورة.
|| د. خالد علي دعدع : عضو منهل الثقافة التربوية.
عدد المشاهدات : ﴿﴿3676﴾﴾
أضرار الإفراط في الأكل في المناسبات الاجتماعية والأعياد وشهر رمضان المبارك.
◄ في الأعياد والمناسبات، وفي النزهات وفي الرحلات، وفي الحفلات، يسرف الناس في تناول الطعام، لا بل إن كثيرين إن لم يكن الجميع، يحولونه إلى ظاهرة فيلتهمون كمية ضخمة منه ويبالغون في دك المعدة بأنواع معينة كاللحوم والدسم والحلويات، وذلك في شكل يغلب عليه الجشع ولكن هذا السلوك كثيراً ما لا يمر على خير من الناحية الصحية.
صحيح أن الطعام يفرش على الطاولة بكميات ضخمة، ولكن هذا لا يعني انه يجب التهام كمية كبيرة منه، بل على كل شخص، أن يعرف حده ويتوقف عنده، أي يجب أن يتناول ما يحتاجه من ألوان الطعام من دون إفراط ولا تفريط.
إن تناول وجبة طعام كبيرة قد يساهم في زيادة خطر وقوع نوبة قلبية بعد التهام الوجبة، هذا ما أكدته دراسة علمية، بريطانية سابقة أشرف عليها الدكتور فرنسيسكو لوبيز خومينيز زميل كلية الطب في برمنغهام ومستشفى النساء في بوسطن، وشملت حوالى 2000 شخص أصيبوا بالنوبة القلبية، وبعد استطلاع آراء هؤلاء تبين أن النوبة حصلت لهم بعد ساعتين من تناول وجبة طعام كبيرة.
وفي معرض تعليقه على نتيجة الدراسات العلمية، قال المشرف على الدراسة خومينيز : «نحن لا نلوم الوجبة الكبيرة ولكننا نلوم الشخص الذي يجلس حتى ينتهي منها، يجب على كل شخص أن يقدر حجم الوجبة الطبيعي المناسب له، فالضخامة لا تعني بالضرورة تناول وجبة ضخمة، بل تناول حاجتك الغذائية منها».
أما لماذا لا يجب أن نأكل كمية ضخمة من الطعام فيفسره ديفيد بيرو أستاذ الأمراض الهضمية في كلية طب فيرجينيا بقوله انه عقب تناول الطعام يعمل القلب في شكل أسرع وأقوى لهضم الغذاء، وكلما تمت المبالغة في تناول الأكل زاد العبء على القلب، وهذا من شأنه أن يوجد مشكلة لدى من لديه استعداد للإصابة بالنوبة القلبية، مثل : وجود عوامل خطرة كالتدخين، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم وغيرها من العوامل التي تسهل الإصابة بالأزمة القلبية.
إن التخمة لا توجد عبئاً على المعدة وبقية أعضاء الجهاز الهضمي، كما يتوهم البعض بل تخلق عبئاً ثقيلاً على أهم عضو حيوي في الجسم ألا وهو القلب.
هذا ما يمكن قوله عن مساوئ استهلاك كمية ضخمة من الطعام، أما عن النوعية فحدث ولا حرج وفي هذا السياق يمكن إيراد الملاحظات الآتية :
في حفلات الأعياد يميل الناس إلى الإفراط في استهلاك اللحوم، وهذا الأمر لا يناسب الأصحاء فما بالكم بالمرضى ؟ على المصابين بعسر الهضم، والقرحة المعدية والإثني عشرية، وفتق الحجاب الحاجز، والقولون العصبي، والتهابات المريء، وعلل في الكبد والمرارة، ومرض النقرس، وقصور الكلى، ألا يبالغوا في التهام اللحوم لتفادي وقوع المحظور، خصوصاً المصابين بقصور في وظائف الكبد، فتناول كمية كبيرة من اللحم دفعة واحدة يمكن أن يقود صاحبها إلى الغيبوبة الكبدية، الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة على حياته.
والإكثار من أكل البروتينات من قبل الذين يعانون من القصور الكلوي، يسبب ارتفاع البولة الدموية والكرياتينين، وهذا ما قد يجعل الحالة الصحية تتدهور نحو الأسوأ. كما أن المبالغة في التهام البروتينات لا يناسب مرضى النقرس لأنها ترفع مستوى حامض البول وتسرّع من حدوث نوبة النقرس المؤلمة التي يمكن أن توقظ صاحبها من عز النوم.
وفي ولائم المناسبات يسرف بعضهم في استهلاك المواد الدسمة والمرق المشبع بها، فهذا السلوك يؤدي إلى تحريك الحصوات في المرارة، وقد تذهب أحداها أو أكثر إلى القناة المرارية فتسدها وتوقع صاحبها تحت رحمة عوارض كثيرة مثل : المغص القاتل، والإعياء الشديد، والغثيان والتقيؤات، وانتفاخ البطن، وعسر الهضم. والمبالغة في استهلاك الأطعمة الدسمة يسبب فرطاً في إفراز حوامض المعدة وبالتالي المعاناة من الحرقة المعدية وفي إيقاظ القرحة من غفوتها.
وعلى صعيد الوجبة العارمة بالدسم أشارت دراسة علمية، إلى أن وظائف الأوعية الدموية تتعرض للخلل مدة ساعات بعد استهلاك وجبة تعج بالدهون، وهذا الخلل يصل إلى القمة في غضون اربع ساعات من تناول الوجبة، وفي حال توالي استهلاك الوجبات العالية الدسم فانه يترك آثاراً سلبية تراكمية تمهد الطريق نحو استيطان تصلب الشرايين الذي يمهد للتعرض للأزمات القلبية الوعائية.
وتفيد الدراسة العلمية، التي نشرت في المجلة الأوروبية للفيزيولوجيا التطبيقية أن الوجبات التي تحوي كمية كبيرة من الدهون تقلل من قدرة الأوعية الدموية على التوسع والانقباض استجابة لتدفق الدم، وخلصت الدراسة إلى انه يمكن إبطال هذا المفعول السلبي بالتدريبات الرياضية القوية خلال ساعتين من تناول الوجبة.
وفي إطار الوجبات الدسمة أفاد علماء يابانيون أن تناول مثل هذه الوجبات يسبب ارتفاع الشحوم في الدم، وهذه تقوم بدورها في تحفيز إنتاج الشوارد الكيماوية الحرة التي تسبب تصلب الأوعية الدموية وانقباضها في صورة موقتة، خصوصاً عند من يعانون من أمراض قلبية وعائية.
ولفت باحثون من الجمعية الأميركية للتغذية السريرية إلى أن الوجبات الدسمة قد تكون الضربة القاضية للمصابين بأمراض في القلب، وأنها تسبب تصلب الشرايين عند الأصحاء.
وكالعادة فمسك ختام الوجبات الدسمة الغنية بالبروتينات هو تناول الحلويات في شكل مبالغ فيه فتحدث بلبلة على صعيد مستوى السكر في الدم وعلى صعيد إفراز هرمون الأنسولين.
وإذا شكلت السكريات أكثر من 25 في المئة من الوجبة فان النعاس والكسل والتعب وضعف القدرة على التركيز وتبدل المزاج ستكون غالباً في الانتظار.
هذا على المدى القصير، أما على المدى البعيد فان استهلاك السكريات بكثرة يمكن أن يقلل من حساسية خلايا الجسم تجاه الأنسولين، فتحدث حالة تعرف بمقاومة الأنسولين. وهذه المقاومة لها مضاعفات كثيرة تتمثل في نشوء جملة من المشاكل المرضية منها :
■ فرط شحوم الدم الثلاثية.
■ ازدياد الكولسترول السيئ في الدم.
■ نقص الكولسترول الجـيد في الدم.
■ ارتفاع حامض البول.
■ ارتفاع أرقام التوتر الشرياني.
■ الداء السكري النوع الثاني.
■ زيادة الاستعداد لتخثر الدم.
■ ظهور الأبومـين في البول.
■ تشحم الكبد.
■ تصلب الشرايين.
■ أخيراً :
لا بأس من تناول أنواع متعددة من الطعام، ولكن بكمية قليلة ومن دون مبالغات في بعض الأنواع على حساب أخرى، فالاعتدال ثم الاعتدال هو سيد الأحوال، والسبيل الأسلم لدفع الندم لاحقاً.
■ وفي هذا الإطار فإن النصائح الآتية مجدية :
1- مضغ الطعام جيداً، لأنه يساعد على الهضم.
2- تناول الطعام في ببطء وهدوء، فالتسرع في الأكل يدفع إلى استهلاك المزيد من الطعام.
3- الاقتصار على تناول كميات قليلة.
4- اختيار أنواع الأكل الصحية وهجر الأنواع السيئة.
5- التوقف عن الأكل عند ظهور أول بادرة للشبع، وعدم الإصرار على إنهاء كل ما في الصحن من مآكل.
6- عدم اللجوء إلى اعتماد أسلوب التجويع قبل الذهاب إلى الحفلة أو العشاء، وتناول وجبة خفيفة إذا دعت الضرورة.
|| د. خالد علي دعدع : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ في الأعياد والمناسبات، وفي النزهات وفي الرحلات، وفي الحفلات، يسرف الناس في تناول الطعام، لا بل إن كثيرين إن لم يكن الجميع، يحولونه إلى ظاهرة فيلتهمون كمية ضخمة منه ويبالغون في دك المعدة بأنواع معينة كاللحوم والدسم والحلويات، وذلك في شكل يغلب عليه الجشع ولكن هذا السلوك كثيراً ما لا يمر على خير من الناحية الصحية.
صحيح أن الطعام يفرش على الطاولة بكميات ضخمة، ولكن هذا لا يعني انه يجب التهام كمية كبيرة منه، بل على كل شخص، أن يعرف حده ويتوقف عنده، أي يجب أن يتناول ما يحتاجه من ألوان الطعام من دون إفراط ولا تفريط.
إن تناول وجبة طعام كبيرة قد يساهم في زيادة خطر وقوع نوبة قلبية بعد التهام الوجبة، هذا ما أكدته دراسة علمية، بريطانية سابقة أشرف عليها الدكتور فرنسيسكو لوبيز خومينيز زميل كلية الطب في برمنغهام ومستشفى النساء في بوسطن، وشملت حوالى 2000 شخص أصيبوا بالنوبة القلبية، وبعد استطلاع آراء هؤلاء تبين أن النوبة حصلت لهم بعد ساعتين من تناول وجبة طعام كبيرة.
وفي معرض تعليقه على نتيجة الدراسات العلمية، قال المشرف على الدراسة خومينيز : «نحن لا نلوم الوجبة الكبيرة ولكننا نلوم الشخص الذي يجلس حتى ينتهي منها، يجب على كل شخص أن يقدر حجم الوجبة الطبيعي المناسب له، فالضخامة لا تعني بالضرورة تناول وجبة ضخمة، بل تناول حاجتك الغذائية منها».
أما لماذا لا يجب أن نأكل كمية ضخمة من الطعام فيفسره ديفيد بيرو أستاذ الأمراض الهضمية في كلية طب فيرجينيا بقوله انه عقب تناول الطعام يعمل القلب في شكل أسرع وأقوى لهضم الغذاء، وكلما تمت المبالغة في تناول الأكل زاد العبء على القلب، وهذا من شأنه أن يوجد مشكلة لدى من لديه استعداد للإصابة بالنوبة القلبية، مثل : وجود عوامل خطرة كالتدخين، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم وغيرها من العوامل التي تسهل الإصابة بالأزمة القلبية.
إن التخمة لا توجد عبئاً على المعدة وبقية أعضاء الجهاز الهضمي، كما يتوهم البعض بل تخلق عبئاً ثقيلاً على أهم عضو حيوي في الجسم ألا وهو القلب.
هذا ما يمكن قوله عن مساوئ استهلاك كمية ضخمة من الطعام، أما عن النوعية فحدث ولا حرج وفي هذا السياق يمكن إيراد الملاحظات الآتية :
في حفلات الأعياد يميل الناس إلى الإفراط في استهلاك اللحوم، وهذا الأمر لا يناسب الأصحاء فما بالكم بالمرضى ؟ على المصابين بعسر الهضم، والقرحة المعدية والإثني عشرية، وفتق الحجاب الحاجز، والقولون العصبي، والتهابات المريء، وعلل في الكبد والمرارة، ومرض النقرس، وقصور الكلى، ألا يبالغوا في التهام اللحوم لتفادي وقوع المحظور، خصوصاً المصابين بقصور في وظائف الكبد، فتناول كمية كبيرة من اللحم دفعة واحدة يمكن أن يقود صاحبها إلى الغيبوبة الكبدية، الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة على حياته.
والإكثار من أكل البروتينات من قبل الذين يعانون من القصور الكلوي، يسبب ارتفاع البولة الدموية والكرياتينين، وهذا ما قد يجعل الحالة الصحية تتدهور نحو الأسوأ. كما أن المبالغة في التهام البروتينات لا يناسب مرضى النقرس لأنها ترفع مستوى حامض البول وتسرّع من حدوث نوبة النقرس المؤلمة التي يمكن أن توقظ صاحبها من عز النوم.
وفي ولائم المناسبات يسرف بعضهم في استهلاك المواد الدسمة والمرق المشبع بها، فهذا السلوك يؤدي إلى تحريك الحصوات في المرارة، وقد تذهب أحداها أو أكثر إلى القناة المرارية فتسدها وتوقع صاحبها تحت رحمة عوارض كثيرة مثل : المغص القاتل، والإعياء الشديد، والغثيان والتقيؤات، وانتفاخ البطن، وعسر الهضم. والمبالغة في استهلاك الأطعمة الدسمة يسبب فرطاً في إفراز حوامض المعدة وبالتالي المعاناة من الحرقة المعدية وفي إيقاظ القرحة من غفوتها.
وعلى صعيد الوجبة العارمة بالدسم أشارت دراسة علمية، إلى أن وظائف الأوعية الدموية تتعرض للخلل مدة ساعات بعد استهلاك وجبة تعج بالدهون، وهذا الخلل يصل إلى القمة في غضون اربع ساعات من تناول الوجبة، وفي حال توالي استهلاك الوجبات العالية الدسم فانه يترك آثاراً سلبية تراكمية تمهد الطريق نحو استيطان تصلب الشرايين الذي يمهد للتعرض للأزمات القلبية الوعائية.
وتفيد الدراسة العلمية، التي نشرت في المجلة الأوروبية للفيزيولوجيا التطبيقية أن الوجبات التي تحوي كمية كبيرة من الدهون تقلل من قدرة الأوعية الدموية على التوسع والانقباض استجابة لتدفق الدم، وخلصت الدراسة إلى انه يمكن إبطال هذا المفعول السلبي بالتدريبات الرياضية القوية خلال ساعتين من تناول الوجبة.
وفي إطار الوجبات الدسمة أفاد علماء يابانيون أن تناول مثل هذه الوجبات يسبب ارتفاع الشحوم في الدم، وهذه تقوم بدورها في تحفيز إنتاج الشوارد الكيماوية الحرة التي تسبب تصلب الأوعية الدموية وانقباضها في صورة موقتة، خصوصاً عند من يعانون من أمراض قلبية وعائية.
ولفت باحثون من الجمعية الأميركية للتغذية السريرية إلى أن الوجبات الدسمة قد تكون الضربة القاضية للمصابين بأمراض في القلب، وأنها تسبب تصلب الشرايين عند الأصحاء.
وكالعادة فمسك ختام الوجبات الدسمة الغنية بالبروتينات هو تناول الحلويات في شكل مبالغ فيه فتحدث بلبلة على صعيد مستوى السكر في الدم وعلى صعيد إفراز هرمون الأنسولين.
وإذا شكلت السكريات أكثر من 25 في المئة من الوجبة فان النعاس والكسل والتعب وضعف القدرة على التركيز وتبدل المزاج ستكون غالباً في الانتظار.
هذا على المدى القصير، أما على المدى البعيد فان استهلاك السكريات بكثرة يمكن أن يقلل من حساسية خلايا الجسم تجاه الأنسولين، فتحدث حالة تعرف بمقاومة الأنسولين. وهذه المقاومة لها مضاعفات كثيرة تتمثل في نشوء جملة من المشاكل المرضية منها :
■ فرط شحوم الدم الثلاثية.
■ ازدياد الكولسترول السيئ في الدم.
■ نقص الكولسترول الجـيد في الدم.
■ ارتفاع حامض البول.
■ ارتفاع أرقام التوتر الشرياني.
■ الداء السكري النوع الثاني.
■ زيادة الاستعداد لتخثر الدم.
■ ظهور الأبومـين في البول.
■ تشحم الكبد.
■ تصلب الشرايين.
■ أخيراً :
لا بأس من تناول أنواع متعددة من الطعام، ولكن بكمية قليلة ومن دون مبالغات في بعض الأنواع على حساب أخرى، فالاعتدال ثم الاعتدال هو سيد الأحوال، والسبيل الأسلم لدفع الندم لاحقاً.
■ وفي هذا الإطار فإن النصائح الآتية مجدية :
1- مضغ الطعام جيداً، لأنه يساعد على الهضم.
2- تناول الطعام في ببطء وهدوء، فالتسرع في الأكل يدفع إلى استهلاك المزيد من الطعام.
3- الاقتصار على تناول كميات قليلة.
4- اختيار أنواع الأكل الصحية وهجر الأنواع السيئة.
5- التوقف عن الأكل عند ظهور أول بادرة للشبع، وعدم الإصرار على إنهاء كل ما في الصحن من مآكل.
6- عدم اللجوء إلى اعتماد أسلوب التجويع قبل الذهاب إلى الحفلة أو العشاء، وتناول وجبة خفيفة إذا دعت الضرورة.
|| د. خالد علي دعدع : عضو منهل الثقافة التربوية.