من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد إبراهيم الضمدي.
إجمالي القراءات : ﴿10692﴾.
عدد المشــاركات : ﴿21﴾.

ما هي الصفات المشتركة للقيادة من أنبياء الله في القرآن ؟
ما هي الصفة المشتركة التي تشارك بها جميع الأنبياء كصفة قيادية ؟
ما الصفات ما ألتزم فيها شخص قائد إلا أبدع ونجح ؟
هذه أكثر الصفات القيادية المشتركة التي جُمعت من قصص الأنبياء والآيات المذكورة في القرآن الكريم وهي ليست تفضيل بين الأنبياء أو الرسل ولم يتم ذكر جميع صفات الأنبياء وإنما تم جمع أكثر الصفات المشتركة والمتباينة لعلّنا نستفيد منها وهذه أهمها :
1- الإيجابية وحسن التوكل على الله وحسن الظَّن به : جميع قصص الأنبياء تشاركت بصفة قيادية عظيمة بينهم وهي الإيجابية في كل المواقف فهذا يونس يناجيه في بطن الحوت وأيوب يدعو ربه 40 سنة و يعقوب مؤمن بعودة ابنيه الاثنين وموسى ينادي بقومه (كلا إن معي ربي سيهدين).
ومحمد يقول لصاحبه (لا تحزن إن الله معنا). ففي أسوء الظروف يظهر القائد ببريق الأمل والثقة بالله ويكون القائد هو الشعاعَ الذي ينير الطريقَ لمَن معه للوصول إلى الهدفِ المنشود، مهما اختلَّت التوازنات، وتعطَّلت الأسباب.
2- القوة والأمانة: تكررت صفة القوة والأمانة في معظم قصص الأنبياء المذكورة في القرآن وهي من الصفات التي تؤكد دائماً قوة القائد فلا ينفع قوّة دون أمانة، ولا تكتمل الأمانة دون قوّة وما يحتاج القائدُ من القوَّة بشكلٍ رئيس هي قوةُ اتخاذ القرار و الأمانة هي ذروة سنام القائد. فإذا انعدمت الأمانة فكل صفات القائد لا تنفعه لذا نرى دائماً اختيار القادة يكون بناءا على أمانته ثم علمه ومعرفته، وهذا تبيّن في قصة موسى عليه السلام ويوسف وإبراهيم ومحمد.
3- العفو والتسامح: فالقائد يحتاج إلى هذه الصفة كي ينجح في قيادتِهِ بكسب ولاء وطاعة من يقودهم؛ قال تعالى: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ﴾ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قائدًا متسامحًا، يعفو عن المسيئين، ويلتمس لهم الأعذار ويتجاوز عنهم، فشمل عفوه الأعداء فضلًا عن الأصدقاء وكذلك الأنبياء يعقوب يقول لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ويوسف يعفو عن إخوته وإبراهيم الحليم الأواه المنيب.
4- العطاء دون مقابل : أحد الصفات القيادية التي بيّنت في قصص الأنبياء أنهم يعطون بلا مقابل ولا ينتظرون شكر أحد فالعطاء كان مادي ومعنوي وعلمي وفكري وعاطفي وفي بعض المواقف يُقابل هذا العطاء بالإجحاف والنكران ولكن تستمر قيادة الأنبياء بالعطاء ولا تتوقف (لا أسألكم عليها أجرا).
5- الرؤية : نظرة القائد البعيدة قد لا يستوعبها الكثير ولذا يشكك بعض الناس في بلوغها أو حدوثها ولكن مجّرد أن تتضح يزداد الأتباع ويقتنعون أكثر وفي بعض قصص الأنبياء قد تكون كرامة وإلهام وبعضها قد يكون قراءة وتوقّع للمستقبل كما في قصة يوسف عليه السلام وشعيب.
6- النيّة والإصلاح : تشارك جميع الأنبياء بقصصهم في الإصلاح للناس والدعوة، وفي هذا إشارة إلى أن القائد متى ما أخلص نيّته ونوى الإصلاح فيما لديه وما أؤكل إليه كان بإذن الله التوفيق حليفه (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله).
7- صنع الأثر : إن لم تزد على الحياة شيء كنت زائد عليها. الهدف الأسمى من القيادة ليس المنصب وإنما زرع الأثر وتركه والمضي قدماً لأثر أعلى وأكبر فكلما زاد الطموح زاد الإنجاز، لم تخلو قصّة ولا موقف للأنبياء إلا فيها أثر بمكان أو أفراد وهذه صفة قيادية في استغلال كل ما وهبنا الله إياه.
8- القدرة على بناء فريق عمل والعمل معهم : ينبغي أن يتصف القائد بالقدرة على بناء فريق عمل جيد وتحديد المهارات وأنواع الشخصيات المطلوبة لبناء فريق قوي ومشاركتهم في العمل والإنجاز ويظهر هذا في قصة إبراهيم (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت) وأيضاً بقصة محمد ونوح عليهم السلام.
9- التواضع : أحد أهم أسباب قبول القائد لدى أتباعه وهي ميزة تُكسب القائد قوّة ومحبّة وإحسان وهذا ظاهر في معظم قصص الأنبياء المذكورة، فهذا يوسف أصبح عزيز مصر وقيل له (إنا نراك من المحسنين) وهود يقول لقومه (ليس بي سفاهه) ونوح يسخر به قومه فيرد عليهم بكل تواضع ستعلمون من يعذب.
10- اللين والرحمة : من صفات القائد، اللين والرحمة لمن معه من فرق عمله والعاملين وتظهر هذه الصفة في قصة عيسى عليه السلام وقوله في شأن قومه الذين كذّبوه (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فأنت العزيز الحكيم) وأيضاً في قصة محمد، وموسى يذهب إلى فرعون بقولٍ ليّن لعله يتذكر أو يخشى.
11- المحبة : يعتقد كثير من الناس أن القائد الناجح ينبغي أن يكون قاسيًا بالتعامل حتى يتم إنجاز العمل بالطريقة التي يريدها إلا أن قصص القرآن أثبتت أن الأنبياء قادوا ونجحوا في الإنسانية والمحبة فجميع الرسل نشروا السلام والمحبة ورسالة الله وهذا كان واضحاً في قصة موسى ويوسف ومحمد.
12- الرغبة المستمّرة في التعلّم : أحد أهم صفات القائد أن يعلم أنه لا يعلم كل شيء وأن فوق كل ذي علم عليم وهذا أحد أسباب نجاح القادة، إبراهيم حاور ربّه رغبة منه في العلم ونوح سأل الله نجاة ابنه وموسى حاور وتعلّم من الخضر فلا أحد فوق العلم.
13- قوّة الحجّة والإيمان : أحد الصفات المشتركة في الأنبياء وقصصهم المذكورة في القرآن هي قوّة الحجّة وهذا ارث علمي كبير ولما يملكونه من علم ومعرفة بالتفاصيل التي يريد القائد الحديث عنها وهذه ذكرت في قصص إبراهيم ويوسف ونوح وموسى ومحمد عليهم السلام.
14- الصبر : الصبر من أجلّ وأعظم صفات القائد ونجاحه ونجاح منظومته فالصبر على الأذى وعلى الكلام في سبيل تحقيق الهدف ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا. والنجاح الطويل والفعّال يحتاج صبر وجد واجتهاد فالأنبياء صبروا وعانوا ولكن الفرج دائماً يأتي.
15- التواصل الجيّد والفعّال مع الغير : يجب أن يكون القائد لديه قدرة على التواصل مع غيره وشرح ما يريد تنفيذه بشكل جيد لفريقه وأيضاً توضيح الفكرة والهدف من ما يريد منهم ويظهر هذا في قصة موسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم.
16- الصدق : صفة كانت جميلة ومشتركة بين الأنبياء وهي الصدق، لم يكن أحداً منهم قائد لو لم يكن صادق تمتع القائد بالصدق والنزاهة تمثل الأساس الذي يدفعه دائماً نحو تحقيق النجاح بشكل نزيه دون اكتساب الكثير من الأعداء في طريقه، فالتمسك بالأخلاقيات دائماً ما يجعل القائد موضع احترام وثقة.
17- القدوة : جميع الأنبياء والرسل كانوا قدوة في مجتمعاتهم وأهلهم وهو ما يسمى Lead by example فالقائد يحتذى به بسبب العلم والخبرة والمهارات والتواضع والحلم الذي يتمتع به والروح الإيجابية التي ينشرها بينهم والدعم لهم خاصة في الأوقات العصيبة والمحن والشجاعة والعطف وغيرها.
18- الشورى والتفويض : لم ينجح الأنبياء إلا مع أصحابهم بعد أمر الله وهذا دليل بأن الأنبياء كانوا يشاورون ويطلبون الدعم وهذا من قوّة شخصيات الأنبياء وقوّة تمكينهم فهذا موسى يطلب الله أن يكون له وزير من أهله والسبب بأنه أفصح منه لسانا فلم يُنكر ما يتمتع به هارون ولم ينتقصه.
19- الحزم في الأمور : من صفات القادة حزم الأمور اذا اضطر الأمر وهذا أيضاً ظهر في قصة نوح ويوسف ومحمد.
20- ترتيب الأولويات : ويظهر الأنبياء في أولوياتهم كقادة واضحاً عند دعوة قومهم أو الصد عنهم أو الخلوة أو السجن أو صنع السفينة أو كسر الأصنام أو بر الوالدين.

■ هذه مقتطفات قيادية مستلهمة وهناك الكثير يمكن اقتباسها.
أخيراً، من أجمل ما بُين في قصص الأنبياء أن كل شخص مميز بصفة قيادية تزيد عن غيره وهذه إشارة إلى أن كلٌ منا بداخله صفات قيادية نعرفها أم لا ولكن يبقى الله سبحانه عدل في توزيع الصفات بيننا وتوزيع الأدوار القيادية لنعمر الأرض.