من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. محمد الصفى بن عبدالقادر.
إجمالي القراءات : ﴿3270﴾.
عدد المشــاركات : ﴿65﴾.

قراءة في ديوان الزجل "عناد الكمرة وبياض الليل" للشاعرة فاطمة بلعروبي.
■ يأتي ديوان الشاعرة فاطمة بلعروبي ذا الطبعة الأنيقة التي تجمع بين دفتيه ثلاثة عشر قصيدة، و الذي تجعلنا من خلاله نبحر في حضن قصة عشق خالد، لم تسعفه الظروف يتوج بنهاية سعيدة، شأنه شأن قيس وليلى، وعنتر وعبلة، وروميو وجولييت، قصة حب وألم وشوق ووجع، يأتي هذا الديوان ليؤكد لنا الحضور القوي والمتمكن لفاطمة بلعروبي كشاعرة بصمت اسمها بقوة بين ألمع شعراء الزجل على المستوى الوطني، محطمة كل مألوف رافضة التواطؤ والسكوت، فهي تلك الشاعرة الحالمة بالغد الأفضل، متحدية كل الصواعق والكوابيس المزعجة التي تحوم حولنا، فهي إذن صرخة امرأة عنيدة، متمكنة، مثقفة ومثقلة بهموم وأوجاع الزمن المتحطم. وإذا كان الزجل يوصف بالتوظيف والتطريب فإنه مع فاطمة بلعروبي يمكن أن نضيف أنه تطريز للكلم وغزل للقوافي والحروف، حيث تتحول معه القصيدة لبساط مزركش بألمع نسمات الورود والرياحين التي تضفي عليه جمالية وروعة لا يمكن للقارئ إلا الاسترسال في قراءتها كل حين وآخر.
وبما أن العنوان هو مدخل إلى عمارة أي نص وإشراقة لما يحمله من درر متشابكة، يأتي عنوان ديوان فاطمة بلعروبي موسوما بلغة العناد والتحدي، مفحما بالتناقض بين مفرداته (عناد الكمرة وبياض الليل) فهو المستوى النحوي، فعناد خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه، والكمرة مضاف إليه فيما الواو واو العطف التي لا تفيد الترتيب أو التعقيب، بحيث يمكن أن يكون بياض الليل ثم عناد الكمرة، أو يكونا هما معا في نفس الوقت. وبالتالي فهي تعكس دلالة الارتباط في الزمان والمكان، أما على المستوى المعجمي والدلالي، فالعناد هو حالة من التعبير عن الرفض للقيام بعمل حتى ولو كان مفيدا رغم محاولات الإقناع، كما قد يكون تعبيرا عن التمسك بالحق وقيم العدل، وهنا نجده بالأثر السلبي، خصوصا أنه عناد آت من الكمرة التي تعني القمر في أسمى تجلياته وبهاءه، وهو دلالة على السعادة التي تلامس الأحاسيس، وتحاكي المشاعر، وتحرك منابع الحب، مما جعلهم قديما يشبهون الحبيب به، وفي غياب القمر وأفوله، معاناة وألم، ورحلة ذكريات أمل، وقد يكون (السعد والحظ) ليكون المعنى محصورا في تعنت الحظ وعدم رغبته في الابتسام، فيما الثنائية الثانية تجمع بين البياض كدلالة على الطهر والنقاء والعفة، وكذا الاستشراق نحو زمن أفضل، وبين الليل الموحي بالوحشة والوحدة والشوق والحنين والألم الموجع، من هنا يمكن الجمع بين العناد والليل كثنائية يؤجج في الذات الحالمة الحسرة وألم البعد والحنين، وثنائية الكمرة والبياض، التي توقظ الأحاسيس والحب الذي يجعل من عذاباتها لذة تنتشي بها روحها، تعبير جاء أيضا من خلال اللوحة التي زينت بها وسط الغلاف والتي تبقى ايضا من إنجاز الشاعرة فاطمة بلعروبي، مجسدة الحالة من خلال تشكيلة الألوان العاكسة للوجع "الأسود" وللنحس "الأخضر الغامق" وللمناجاة في ظل الخطاب الروحي "الرمادي" فيما يبقى الفراغ الأبيض بمثابة المتنفس الذي تجد فيه الروح ذاتها، حيث توزع على مساحة اللوحة بشكل موسع وعلى ارتفاعات أسمى.
وبقراءة في قصائد الديوان نجد الصورة الشعرية عند فاطمة بلعروبي تقوم على توسيع مدلول الكلمات والألفاظ والمعاني العميقة من خلال تحريك الخيال والتخييل الواسع، والثقافة الواسعة المتشبعة بالتجارب الحياتية التي انعكست بشكل ملحوظ في قصائد ديوانها، مع توظيف الانزياح والرموز، في لغة إيحائية عميقة المعاني والدلالات وهكذا فالصورة في ديوان "عناد الكمرة وبياض الليل" قد وسعت الإطار المخيالي لدى المتلقي وجعلته يتقاسم معها المعاني التي تسعى لإيصالها له عن قيمة الحياة في ظل عشقها رغم الحواجز و الموانع التي قد تعترضه، وبالتالي فهي صور تلاءم تطور التجربة الشعرية الزجلية، وتعطيها بريقها المعهود من تطريب ورنات موسيقية، بعيدا عن النزعة التقريرية التي تجعل النص جافا، رغم الحشو اللفظي التي يكتنزه، لقد أبحرت بنا فاطمة بلعروبي عبر أزمنة متخطية كل المسافات الزمكانية، محولة لحظة الذاكرة التراثية الشعبية لواقع، يحمل عدة مستويات دلالية وفق تشكيل لغوي يتطابق مع المفاهيم المعرفية والجمالية للإنسان المغربي، يكشف الجانب البلاغي والذوقي المرهف لدى الشاعرة، التي تقابلها موهبة شاعرة بالفطرة والمعتمدة على مرجعياتها الثقافية والمعرفية والجمالية والاجتماعية، وهي التي قالت ذات زمن عن الكتابة "الكتابة تعبير عن الذات من خلال تفاعلها مع الواقع، فحتى الكتابات الخيالية هي حلم بعالم أفضل وكل كتابة لا ترسم معالم الحياة ولا تسعى للتغيير تفقد جوهرها".
لقد طغى على قصائد الديوان ترجمة الذات الشاعرة وحضورها بقوة في نصوصها,من خلال استعمال ضمير المتكلم، متبنية بذلك الفكرة مع تقريب الصورة أكثر للقارئ مادامت جل نصوصها لها أثر تاريخي يسمو ما بين الواقعي والأسطوري، فهي بذلك تتجه نحو الآخر بخطاب بمرجعية الذات الشاعرة، "أنا في الكون/ قطرة صافية" "دزيت المعنى/ وغزلتها صوف" "انا المحضار / لوحتي فكعانة" فيما تتوزع بين الفينة والأخرى مفردات مخاطبة الآخر, "لا يغرك مني تبسام القهرة" "خليني في بالك شرقة" "فينك الكمرة / المركبة على الوفا" "وانت طاير / قد ما تعالى/ يجليك الريح"، خطاب بمثابة تفريغ لذات الشاعرة ومحاولة مقاسمة مسحات الحزن الخفي وبعض من الانكسار الذاتي.
وبمقدمة فريدة، لم تعهدها دواوين الزجل، استهلت فاطمة بلعروبي ديوانها بنظم حكواتي بليغ المعاني، أعطته وسم "شي حاجة قبل العتاد" أرادت من خلاله تبسيط مدخل الديوان مع فتح شهية القارئ ووضعه في المقام الذي سيجعله منغمسا بشكل عفوي، متسائلا عن اللاحق من الأحداث، أحداث تتلخص في قصة حب وغرام لم تكتب لها النهاية السعيدة، حكاية وزعت فصولها بين فصلين فصل عنونته بـ (هتوف بحرية) وفصل بـ (هتوف المحضار) تتقاسم مع القارئ من خلالها الأحداث التي طبعت هذه القصة التي سارت بها الركبان وأضحت حديث كل العشاق، إلى أن صنفها بعض المؤرخون في صنف الأساطير، أحداث عائشة بنت كربلاء بالعراق الملقبة بـ "عائشة البحرية" دفينة ضواحي مدينة آزمور عند مشارف ملتقى مصب نهر أم الربيع والبحر، التي وقعت في حب فقيه مغربي يدعى "بوشعيب الرداد" الذي استقر به المقام ببغداد من أجل طلب العلم خلال القرن السادس عشر ميلادي، كما تعلق هو أيضا بها لجمالها وعلمها، لكن طلبه للزواج منها رفض بسبب أنه سني وهي شيعية، ليشد الرحال لآزمور حزينا مكسور الجناح، لتبدأ فصول أخرى حين ثارت عائشة على أوامر أهلها وشدت الرحال بحرا صوب آزمور ملبية نداء قلبها، رحلة لم تكتمل وغرقت على مشارف مصب نهر أم الربيع حيث كان قبرها، الذي تحول فيما بعد لمزار تقصده العوانس والعازبات الراغبات في الزواج، من أجل التبرك وفك عقد النحس و "التابعة" فيما بوشعيب الرداد ألم به حزب شديد قرر معه عدم الزواج وفاء لحب عائشة.
حاولت فاطمة بلعروبي من خلال الفصل الأول "هتوف بحرية" تسليط الضوء على ماهية عائشة وحكاية عشقها لبوشعيب "المحضار" بكل معاناتها وأحلامها، ففي قصيدة "عائشة" تلقب نفسها بالبحرية كون رحلتها ابتدأت من وإلى البحر ليستكين جثمانها على ضفافه، نلاحظ خلالها انزياحا لطيفا، ينحو بين أمواج البحر المتلاطمة، وبين أمواج العشق والغرام التي تتقاذفها، تقول :
السمية عايشة
والنعث بحرية
عافني البحر
ورماني الغرام
على شط الوفا
ومازال مواج العطفة
تلعب بيا
توجس وتخوف هو عنوان مسيرة عائشة البحرية بين الأمواج المتلاطمة لملاقاة الحبيب، ومع ذلك تبقى متشبثة بأحلام على شاكلة إشراقات بين الغيوم، "خوفي عليك / يا طير احلامي / بحوري غارقة بلا شط / وانت طاير / قد ما تعلى / يجليك الريح / ... لا يغرك مني تبسام القهرة / ولا احلام مدفونة / ف قبور ليام / خليني في بالك شرقة" ص : 16-17. لحظات تعبر عن الشجون والحزن وعن لوعة الفراق وحرقة اللقاء المجهول، تلك التي خاطتها الشاعرة بحروف لها قوة معبرة وصادقة نابعة من أحاسيس الذات، كأولى نبرات الحب "رفرف القلب / وتزعزعت الذات / من تارديف دقاتو" ص : 19، وبتشبيه بليغ لملح البحر بملح الفراق في مرارته تعكس الشاعرة لحظة فراق عائشة لمسقط رأسها صوب الحبيب، فراق يدمي القلب ويلهب دموعه، مع انزياح لحرقة القلب على الحبيب التي وصفتها بأنها أقوى من مراراة ملح البحر وفراق الأهل والديار" ايه يا البحر / آش جهد حرف ف سطر / ما يدير قدام/ عرارم صبر / ومواس القدر" وفي قصيدة (طعمة الغدر) يتوالى التلاعب اللغوي والدلالي بشدة وبروعة في تصريف كلمة "حب" التي تحولت إلى كلمة "بح" والتي تدل فصحاها على" لا شيء" كتعبير على هوى الهوى الذي اصبح معلقا بين البحر والبر، كحب بالغ نشب بينهما وبين ليلة و ضحاها يهاجر، لتسارع موج البحر لملاقاته :
تخابلو ليا جوج حروف
وأنا حادكة
ف سوق المعاني
غزيلي معروف
وبين " الحا " و " البا "
تلفوا ليا شلى صروف
سليت الأول
من عنق المغزل
تسربت كبة الحروف
• • •
وأنا سلطان الحب
ليا الليام هداتو
وبين غمضة الوفا
و فياق الكبدة
لقيت "بح"
لقد استطاعت فاطمة بلعروبي من وصف صراعها مع الذات (الآخر) من خلال صراعها مع الكتابة المتأنية الزاخرة بالوجع والألم والحنين في صورة إبداعية رائعة في قصيدة (السعد المعيوف) جسدتها من خلال محرك الخيل بين اصوات البارود ونقع الخيول المتطاير وصوت الأهازيج والبنادر، "عييت نزاوك / ف خيول الحضرة / ما ردوا عليا هضرة / والسربة غبارها / يعنق الخوف" جاعلة ضميرها المتكلم هو الواصف لحالة المعاناة، معاناة عاشق ومعشوق تحولت لـ (غناية) تردد مواجعها كل عاشقة في واد الحب والغرام، يجري في شرايينها ليكون بلسما لجنونها وزلالا يروي عطشها، ونجوما تلألؤ سماها، "ها الشمس / عينيها ذبالوا / وهذ الكمرة / غيبت من سماها / لو كان ندير لها / قبة / نسكنها حدايا / ونحرز على الليل / يغطيها / بجلالو" .
أما في فصلها الثاني من الديوان والذي وسمته بـ "هتوف المحضار" فيبدو لنا من الوهلة الأولى أن الشاعرة قد وظفت فيه الإيقاع ذا البعد الروحي الصوفي الذي يحيلنا على طقوس احتفالية تحضر فيها الجذبة والرقص الصوفي، إنها كلمة "المحضار" والمقصود هنا هو أبي شعيب السارية أو مولاي بوشعيب الرداد، حيث تجسد قصة عشق عذري وصوفي يمتزج فيه ما هو روحي بما هو ديني حيث نجد مجموعة من العبارات داخل هذا الفصل تعبر عن الحالة الوجدانية لهذا "البوشعيب" من قبيل (قلب مجروح - ليا خالق يغيتني - تنسى الذات ما فات - حرقة الجوف - دربالة فوق كسدة - كواتني - زرعات رصاصها فيا - جلاتني ..) فقصائد هذا الجزء تعبير عما تعانيه الذات والروح معا، من لوعة وحرقة للحبيب الذي طال انتظاره وغاب مرسوله، في صورة تبرز الحزن بين الكينونة في الوجود واللاوجود، وبين الذي يتحقق أو لا يتحقق، تقول الشاعرة في قصيدة (الليل المجروح) :
فينك يا الكمرة
المركبة على الوفا
الراكبة على الحفا
والمشعلة الدواخل
فينك تشوفي
شحال من وصاف
غزلات ليك
حروفي
لقد شبهت الشاعرة في وصف بالغ الاستعارة الحبيبة عند "المحضار" بالهلال تارة وأخرى بالكمرة وكذلك بالجنة التي يصبو أن تكون سكنه الأبدي، وبالذات التي تسكن ذاته، هي إذن مناجاة من الروح التي مازالت تنتشي بلذة هذه العذابات، "كوني بلادي / نملكها عام / كوني جنة / نسكنها ندوام / كوني أنا / كوني مني / .." ص : 72. أما في قصيدة (هي) فقد أثبتت فاطمة بلعروبي أن الكتابة النسائية في الزجل لها هويتها ومرجعيتها من خلال الوصف الدقيق والكاشف لدواخل الذات الإنسانية سيما وهي مجروحة بلوعة الحب والاشتياق، وذلك بأسلوب وألفاظ تسودها الرقة والعاطفة، وجمال البوح على لسان الرجل، متلمسة أنوثتها من خلاله، مبرزة قمة العشق الذي يسكن "المحضار" والذي يفيض نبضها في كل جسده، ومنه "حركاتني هي / دكاتني هي / كواتني هي / جلاتني هي / محناتني هي / بلاتني هي". إنها مأساة العارفين المحبين، وخاصية الصوفي التي تتحقق من خلال إرادة الألم ومكابدته، للوصول لكينونته ووجوده كروح ثم كذات، إنه الحنين للمحبوبة ورغبة في التوحد معها في الذات الواحدة، ورغم وصول خبر وفاتها فمازال القلب يهفو للقاها ولا يريد تقبل الخبر :
آش بان ليك يا قلبي ؟
فرز كلامك نفهمو
فك خبال تخمامي
كول بهوت
حرز على الخاطر
شوفة السهو
ف خاطر خاطري
المنجوج بدسارة
السعد المفكوع
الهارب من ضيافة العمر (ص : 89)
وعلى الطريقة التي تم بها استهلال الديوان، جاءت خاتمته، والتي عنونتها بـ "شي حاجة شايطة على التعاويد" تضع من خلالها الأصبع على بعض المتناقضات التي بنيت على هذه القصة وكيف تم استغلالها بطرق أو أخرى من قبل أشخاص نصبوا أنفسهم حفدة أو أسباط لهذين العاشقين "عائشة البحرية وبوشعيب الرداد" ففيما يسمى بضريح للاعائشة البحرية تمارس تخاريف بعيدة عن جادة الصواب والعقل، إذ كيف لعاشقة متمية بحب لم يكتب له التحقق وتموت غرقا وهي مازالت عذراء ببركات من شأنها فك طلاسم العذارى اللائي يرغبن في الزواج، (لقيت كسدة حايلة ف قبر مغبون تفرق السعد / عواد زاهرة / وهي عمر فدانها ما زهى فيه النوار / لقيتها تفرق زلايف حنة على هذي وذيك / ... وهي على عقولي لا قلب لها تهنى / ولا كف عندها تحنى ولا قدم شاط ليه من العمر فين يتسنى طلة محضار" (ص : 96) وأيضا بالنسبة لـ "المحضار" بوشعيب الرداد الذي ظل طوال حياته متحصرا على فقدان حبيبته ووفيا لهذا الحب إلى أن وافته المنية أن تكون له بركات منح الخلفة من الذكور وهو الذي لم يفرح بها يوما، "العجب اللي شفتو وشافوه وشفتوه وشفناه ومازال كنشوفوه / كيف تدير كسدة حتى تعطي العزارى / والعاطي الله .. كيف تسكم السعود؟ / وتفيض الرزق وما تخلف وعود؟ / وهي عمر الفرح ماكان ليها رفيق ولا مسكمة ليه خيمة بعود ؟؟؟" (ص : 100).
وفي نهاية المطاف لا يمكننا إلا أن نقول أن الشاعرة فاطمة بلعروبي استطاعت من خلال ديوانها هذا أن تنقل لنا تجربة زجلية ذاتية، فريدة من نوعها، ذات مستويات متقدمة جدا في عالمِ قَصيدة الزجل حركت من خلالها عجلة الخيال فينا وأحيت القصة الأسطورة بأسلوب راق شكلا ومضمونا، مزاوجة بين الحداثي والتقليدي، وبدلالات تعبيرية وإيقاعات ذات بعد روحاني صوفي، تحمل بين القصيدة والأخرى صور إبداعية شيقة، تسافر بنا من خلالها لرحلة للتأمل في ذواتنا وما تخفيه من حقائق في كينونتنا، والتي لا تنبعث إلا بالحنين والشوق والهيام.