من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : خالد محسن الجابري.
إجمالي القراءات : ﴿6752﴾.
عدد المشــاركات : ﴿21﴾.

العلاقات الإنسانية بين المشرف التربوي المباشر ومدير المدرسة.
توطئة :
لا شك أن الإشراف التربوي المباشر وسيلة لتقديم الخبرات الإدارية والفنية والخدمات الاجتماعية لكافة محاور العمل التربوي والتعليمي، وعلى المشرف التربوي المنسق أن يهتم بتوثيق علاقاته مع المعلمين المنوط به عملية الإشراف عليهم، والتعاون معهم الأمر الذي يؤهله للقيام بدوره في أية مشكلة يمكن أن تطرأ بين معلم وآخر أو بين المعلم وإدارته من جهة ثانية، فإن المشرف التربوي المباشر يعمل على توثيق العلاقات وتعزيز الصلات بين المعلمين وطلابهم من ناحية، وبين المعلمين وإدارة المدرسة من ناحية أخرى.
إن بناء جسر من المودة والثقة المتبادلة من شأنه أن يمهد الطريق أمام المشرف المباشر لكي يتعرف على مدى الطاقات الكامنة داخل المعلم، وعلى القدرات التي لديه، ومن هنا ينطلق لينميها إن كانت محدودة، وليقويها إن كانت ضعيفة، وليستغلها أحسن استغلال إن كانت مثمرة.
إن مد جسور التعاون بين المشرف التربوي المباشر والإدارة المدرسية من شأنه أن يعود بالخير على العملية التربوية، ذلك لأن مدير المدرسة مشرف تربوي مقيم، وهو بلا شك على معرفة بالمعلم أكثر من المشرف التربوي المباشر، لذلك يجب على هذا الأخير أن يتبادل مع مدير المدرسة المعلومات والآراء التي من شأنها أن تضع المعلم في دائرة الضوء فيبدو أكثر وضوحاً.
إن الإشراف التربوي المباشر ليس عودة للخلف لأسلوب التفتيش والتوجيه والمراقبة وتصيد الأخطاء الذي كان يتبعه بعض المشرفين التربويين في السابق، بل هو سلطة تشابكية بين المشرف التربوي المباشر وإدارة المدرسة تسعى إلى الاهتمام بتشجيع العاملين بالمدارس وفق تعاون يعتمد على التخطيط المشترك واختيار أفضل السبل لمعالجة المشاكل القائمة.
إن عدم إلمام بعض الأخوة المشرفين التربويين بلوائح وأنظمة العمل التربوي والتعليمي قد يضعهم في حرج أمام مديري المدارس خاصة أمام مديري المدارس ذوي الخبرة الطويلة في المجال الإداري، مما يعني وقوع المشرف التربوي المباشر في بعض المواقف التربوية والتعليمية التي لا يستطيع التعامل معها وفق التشريعات واللوائح والأنظمة الوزارية والإدارية.
لذلك فإن فهم واطلاع المشرف التربوي المباشر لأساليب الإشراف التربوي والأنظمة واللوائح والصلاحيات والعلاقات الإنسانية الراقية قد يساعده على المشاركة في حل المشكلات وتذليل الصعوبات التي تواجه إدارات المدارس.

■ إن العلاقات الإنسانية الجيدة بين المشرف المباشر ومدير المدرسة تؤدي إلى :
1ـ الإنتاجية المرتفعة وجودة الإنتاج من قبل العاملين بالمدرسة وهو ناتج من إحساسهم بالانتماء للعمل والإيمان به والتركيز والإتقان في الأداء.
2ـ قلة معدلات التنقلات من المدرسة والاستمرار بها، فاستمرار المعلم أو الموظف بالمدرسة يعطي تصوراً لوجود علاقات إنسانية وفعالة وليس هذا تصور كامل، أما التي تتسم بكثرة التنقلات وتركهم العمل فتعد مظهراً سلبياً ودليل على انخفاض الروح المعنوية بينهم.
3ـ قلة الشكوى من جانب العاملين بالمدرسة وهذا يعد مظهراً إيجابياً، حيث أن الشكاوى والتظلمات تعبر عن حالة التذمر وعدم الرضا عن العمل وقد يكون التذمر فردياً أو جماعياً.
4ـ انخفاض النزاعات والشقاق والتحزبات بين الأفراد أنفسهم.
5ـ انخفاض معدل الغياب والانقطاع والتأخر نظراً لوجود الرضا والاستقرار والانسجام داخل المدرسة ويعتبر كثرتها ظاهرها مرضية تدل على وجود فجوة خطيرة في الروح المعنوية لدى العاملين.
6ـ اختفاء الشائعات، لأن العلاقات الإنسانية الجيدة تقوم على الإيمان بقيمة كل فرد وكذلك كل عمل ينفذ داخل المدرسة وعادة ما يكون الاتصالات مباشرة من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى والتشاور موجود والعمل تعاوني مما يقطع دابر الشائعات.
7ـ العمل الجماعي والتعاوني بين الأفراد في ظل العلاقات الإنسانية الجيدة يسود روح التعاون والعمل الجماعي وبالتالي يؤدي إلى عمل منظم يخدم المدرسة ويقل العبء على مدير المدرسة ويصبح الجميع لديهم الولاء لهذا العمل والإيمان بأهميته وقيمته.
8ـ اختفاء صور السلوك غير المرغوب به سواء لدى الطلاب أو المعلمين من الانعزال والانطوائية والعدوانية وكثرة التغيب وعدم المحافظة على الممتلكات والمعدات.
9ـ تمتع الأفراد بالصحة النفسية من استقرار ورضا وسعادة وتكيف واتزان انفعالي.

■ وقبل الختام ـ وللتذكير ـ يجب أن يبتعد المشرف التربوي المباشر عن :
1ـ عدم التدخل في خطة مدير المدرسة الفنية والزمنية، بل دوره هنا هو المساعدة وإبداء الرأي دون تسلط.
2ـ عدم الانفعال في توجيه النقد لإدارات المدارس خاصة إذا كان هذا النقد أمام الآخرين فهو بذلك سوف يعمد إلى تدمير وتدهور العلاقات الإنسانية بالمدارس التي يشرف عليها.
3ـ إن من مهام المشرف التربوي المباشر الإدارية والفنية هو المتابعة والمساعدة في تقديم العون للجوانب المادية والبشرية بالمدرسة، وليس تصيد الأخطاء على زملائه المشرفين التربويين ومديري المدارس.
4ـ عدم التدخل مباشرة في ما يراه من مواقف سلبية للعاملين بالمدرسة بل يجب عليه الإيعاز لإدارة المدرسة فيما رآه من مواقف تحتاج إلى تدخل عاجل من مدير المدرسة.
5ـ تجنب الأحوال التي من شأنها خلق الشعور بالعداء والشك والارتياب.
6ـ عدم الاستعجال في التغيير، وليكن ذلك ببطء حتى تتاح الفرصة الكاملة للإلمام بالعمل.

■ أخيراً :
فإننا نتساءل هل المشرف التربوي المباشر أحرص وأقدر من مدير المدرسة في تلبية حاجاتها ومستلزماتها المدرسية في ظل مهامه وتكليفاته والمسؤوليات الملقاة على عاتقه من الإشراف التربوي وكما ورد في مهامه الإدارية في آلية الإشراف المباشر، وهل يصل صوت ومطالبات المشرف التربوي المباشر للإدارة التعليمية وتنفذ توصياته ؟