من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

أبلة كوثر ﴿2912﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : إبراهيم علي سراج الدين.
إجمالي القراءات : ﴿19389﴾.
عدد المشــاركات : ﴿39﴾.

الفرق بين : (صَلِّ) و (صَلَّى) عند الصلاة على رسول الله.
■ كثير من رواد الشبكة العنكبوتية، على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، يرتكبون خطأ يتعلق بكيفية كتابة لفظتي (صَلِّ) و (صَلَّى)، عند الصلاة على رسول الله، عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
● أولاً : إن الكثيرين يكتبون، عن حُسن نيّة : (اللهُمَّ صَلِّي على محمد)، بالياء في كلمة (صَلِّي).
والقاعدة الصرفية تقول :
• عند مخاطبة المفرد المذكّر، يُبنَى فعل الأمر على السكون، نحو : (اِصْعَدْ) (اِهْبِطْ) (اُدْخُلْ). فإن كان مُعْتَلَّ الآخر، بُنِيَ على حذف حرف العلّة، فلا يُقال مثلاً : (اِسْعَى) (اُدْعُو) (اِمْشِي)، بل يُقال : (اِسْعَ) (اُدْعُ) (اِمْشِ).
• وعند مخاطبة المفرد المؤنث، يُبنَى فعل الأمر على حذف النون، وتثبُت ياء المخاطبة في جميع الأحوال، نحو : (اِصْعَدِي) (اِهْبِطِي) (اُدْخُلِي)، ونحو : (اِسْعَيْ) (اُدْعِي) (اِمْشِي).
وعلى هذا، يقال : (صَلِّ يا زيدُ) (صَلِّي يا فاطمةُ).

لنتأمّل الفرق بين هاتين الآيتين :
• (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ) [الأعراف : 117] ؛ موسى مذكّر.
• (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ، فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ) [القَصص : 7] ؛ أمّ موسى مؤنّث.

و(صَلِّ) في عبارتنا السابقة : فِعْلُ دعاء ورجاء وطلب، لأنه موجّه من الأدنَى إلى الأعلى، من العبد الفقير إلى العليّ القدير ؛ إلا أنه يجري عليه من الأحكام ما يجري على فعل الأمر.

والقاعدة الأُولى تقتضي أن يُبنَى فعلُ الدُّعاء هذا على حذف الياء. فلو كتبنا : (صَلِّي) بالياء، فكأننا - والعِيَاذُ بالله - جعلْنا اللهَ (سبحانه وتعالى) مؤنّثاً، وفقاً للقاعدة الثانية. وهذا ما لا يعتقده أيّ مسلم.
فالصواب : (اللهم صَلِّ على محمد)، بحذف الياء كتابةً ولفظا.

وفي القرآن الكريم :
• (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) [التوبة : 103].
• (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [الكوثر : 2].

● ثانياً : ولكن ما ذكر سابقا ينطبق على صيغة الدعاء وحدها.
فلا ينبغي أن نُسيء فهم القاعدة، فنكتب مثلا : (صَلَّ الله عليه وسلَّم )، بحذف ما يسمّى (الألف المقصورة) من كلمة (صَلَّى). هذا خطأ ؛ لأن الفعل هنا فِعْلٌ ماضٍ، فلا مُسَوِّغَ لحذف الألف من آخره.
فالصواب : (صَلَّى اللهُ على محمد) ؛ لأن الفعل الماضي لا يُجزم أبدا. ومن الإجحاف أن نكتب : (صَلَّ)، بحذف الحرف الأخير.
وبالطبع، لا يقع هنا أيُّ التباس بين المذكر والمؤنث ؛ لأننا نقول : (صَلَّى زَيْدٌ) (صَلَّتْ فاطمةُ).

وفي القرآن الكريم :
• (فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى) [القيامة : 31].
• (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) [الأعلى : 15].
• (عَبْداً إِذَا صَلَّى) [العلق : 10].

● ثالثاً : الخلاصة.
1- عندما نوجّه الخطاب إلى الله عزّ وجلّ، ونطلب منه الصلاة والسلام على نبيّه الكريم، نقول : (اللهم صَلِّ وسَلِّمْ على محمد). (صَلِّ) : بكسر اللام مُشدَّدةً، وحذف الياء بعدها كتابةً ونُطقاً. (وَسَلِّمْ) : بكسر اللام مُشَدَّدةً، وإسكان الميم. فكِلا الفعلَيْن هنا فعلُ أمر يُرادُ به الطلب والدعاء.
2- أما عندما نُخْبِرُ عن الله عزّ وجلّ، بصيغة الماضي التي تُفيد في حقيقتها الدعاء، فنقول : (صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ). (صَلَّى) : بفتح اللام مُشَدَّدةً، وإثبات ما يسمّى (الألف المقصورة) بعدها كتابةً. (وسَلَّمَ) : بفتح اللام مُشَدَّدةً، وفتح الميم. فكِلا الفعلَيْن هنا فعلٌ ماضٍ يدلُّ في الحقيقة على الدعاء والطلب.
وبالطبع، لا تُلفَظُ ألِفُ (صَلَّى) عند وصْلِها باسم الجلالة (الله)؛ لئلاّ يلتقي ساكنان (الألف المذكورة، واللام الأولى من اسم الجلالة). ولكنّ عدم لفظها لا يُسَوِّغُ لنا عدم كتابتها؛ إذ الكتابة مبنية على الوقف، لا على الوصل.

ما معنى : الصلاة على محمد رسول الله ــ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ؟
الفرق بين : (صَلِّ) و (صَلَّى) عند الصلاة على رسول الله.
صلى الله عليه وسلم : (ص) (صلعسلم).