من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : معاذ عبدالله.
إجمالي القراءات : ﴿4448﴾.
عدد المشــاركات : ﴿144﴾.

الاختبارات الدراسية.
■ الاختبار يعني في مجالات التعليم وعلم النفس : قياس أداء الفرد. ويميز مختصو الاختبارات بين نوعين من اختبارات الأداء: الأول يشمل الاختبارات التي تُعنى بقياس الأداء الذي يمثل أفضل ما يمكن أن يقوم به الفرد، مثل التحصيل الدراسي، والاستعداد والقدرات الذهنية، والذكاء. أما الثاني فيشمل الاختبارات التي تُعنى بقياس الأداء الذي يمثل الحالة المعتادة للفرد، مثل الميول، والاتجاهات، والشخصية. ويوجد عدد كبير من الاختبارات التي تختلف باختلاف أغراضها. ويمكن التمييز بين الاختبارات وفقًا للغرض منها أو المجال الذي تقيسه، أو الطريقة التي يتم بها بناؤها وتفسير نتائجها، أو الشكل الذي تصاغ به أسئلتها (مثلاً أسئلة اختيار من متعدد، أسئلة صحيح وخطأ، أسئلة مزاوجة، أسئلة مقالية، وغيرها). ويلزم للحكم على مدى مناسبة الاختبار معرفة صدقه؛ أي درجة الاعتماد على نتائجه في الغرض الذي استخدم من أجله، كما تلزم معرفة درجة ثباته؛ أي مستوى دقته وخلوّه من الخطأ حيث يُفترض ألا تتغير الدرجة التي يحصل عليها من يُطبَّق عليه الاختبار بناء على عدد مرات الاختبار. كما يلزم التعرف على الناحية العملية في الاختبار من أجل الحكم على مدى مناسبته. ويتضمن ذلك صلاحية الاختبار عمليًا من حيث التكلفة والوقت الذي يستغرقه تطبيقه أو إعداده أو تفسير نتائجه.

وتفسر نتائج الاختبار عادة بالمقارنة بمعايير مرجعية أو نسبية. ويُشار في هذه الناحية إلى تقنين الاختبارات؛ أي جعل الظروف التي يتم فيها إعطاء الاختبار مقنَّنة أو متساوية لمن يطبق عليهم. والغرض من التقنين في الغالب هو التحكم في ظروف إعطاء الاختبار وتقليل تأثر درجاته بعوامل من شأنها أن تعقِّد تفسيرها. ويُسمِّي بعض الناس الاختبارات المرجعية اختبارات مقننة، كما يُسمّون الاختبارات الأخرى غير مقننة. ويُقصد بالاختبارات المرجعية ذلك النوع من الاختبارات التي تُعطى لمجموعة أو عيِّنة من الناس تُسمَّى المجموعة المعيارية. وعندما يطبق الاختبار على أية مجموعة يُفسَّر الأداء عليه مقارنة بأداء المجموعة المعيارية. ويتطلب تقنين الاختبار المرجعي جهودًا مضنية من المراجعة والبحث والاستخدام عدة مرات حتى تتمخض عنه نتائج يمكن الاعتماد عليها. ويوجد في الولايات المتحدة مؤسسات متخصصة في تطوير الاختبارات وتقدم شتى خدماتها بما في ذلك التصحيح وتوفير معلومات عن كيفية أداء المجموعات المطبقة عليها. أما الاختبارات غير المرجعية فتشمل الاختبارات التي لا تفسَّر نتائجها مقارنة بأداء أفراد معينين طُبِّق عليهم الاختبار.

ويكثر استخدام الاختبارات في التعليم لقياس التحصيل الدراسي وفق أغراض تعليمية معينة. ويمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من اختبارات التحصيل بحسب الغرض منها، فهناك الاختبارات المعيارية (المسماة أحيانًا المقنَّنة)، وهناك الاختبارات المحكِّية، وهناك الاختبارات التشخيصية. ففي الاختبارات المعيارية يكون الغرض عادة هو مقارنة أداء الأفراد الذين طبق عليهم الاختبار بأداء مجموعة مرجعية أو معيارية سبق أن طُبِّق عليها الاختبار. وفي الاختبارات المحكية يُنسب أداء الفرد أو الطالب وفق مِحكّ معين مثل : الإجابة عن 80% من الأسئلة، أو الحصول على درجة معينة بغض النظر عن توزيع الدرجات للأفراد الآخرين. وفي الاختبارات التشخيصية يكون الغرض عادة التعرف على مشكلة تعليمية عند الطالب بهدف البحث عن طريقة التدريس المناسبة للتعامل معها.

وفي مجال التعليم يكثر استخدام اختبارات الاستعداد واختبارات الذكاء واختبارات الميول لأغراض متعددة. ويحاول من خلال تطبيق اختبار الاستعداد قياس قدرة الفرد على التعلم وتوقع أدائه مستقبلاً في المواقف التي تتطلب قدرات ذهنية معينة. ومن مثل هذه الاختبارات ما يطبَّق قبل الدخول إلى الجامعة للتنبؤ بمدى استعداد الطالب للنجاح في دراسته الجامعية. وتقترب هذه الاختبارات من اختبارات الذكاء في أنها تقيس قدرات يُفْترض، بعكس اختبارات التحصيل، أن يكون تأثرها بالعوامل البيئية أقل ما يكون. أما اختبارات الذكاء فهي تهدف إلى قياس ذكاء الفرد في مرحلة معينة من نموه.
أما اختبارات الميول، ويُطْلق عليها أيضًا اسم قوائم الميول، فتُطبَّق للتعرف على مدى تفضيل الفرد لمجموعة من الأنشطة المختلفة والأفكار والظروف والأشياء لغرض التوجيه الدراسي أو المهني في الغالب. وبناء على نتائج هذه الاختبارات ونتائج اختبارات الاستعداد والتحصيل تقدَّم النصيحة عادة إلى الطالب عن أكثر البرامج الدراسية أو المهنية مناسبة لميوله واستعداداته.
ويكثر تطبيق اختبارات الشخصية في المجالات غير التعليمية مثل المستشفيات والعيادات النفسية حيث يمكن من خلالها قياس سمات شخصية الفرد للتعرف عليها لغرض العلاج أو تقديم المشورة أو الاختبار لوظائف معينة. وتتكون بعض اختبارات الشخصية المقننة من قوائم من الأسئلة الشخصية يتم تحليل إجاباتها وفقًا لقواعد معروفة عند الاختصاصيين النفسيين. ومن أمثلة اختبارات الشخصية الاختبار الإسقاطي وفيه يُطلب من الأفراد أن يذكروا ما تعني صور ورسوم معينة بالنسبة لهم. وفي اختبار رورشاخ على سبيل المثال يصف الفرد ما يراه في عدد من تجمعات بُقَع الحِبْر. ويحاول النفساني الماهر التعرف على بعض سمات شخصية الفرد من خلال وصفه لتجمعات بقع الحبر. ويستخدم علماء النفس اختبارات الشخصية ضمن قيود نظرية وافتراضات تستدعي دراسات أوسع وأعمق، ولا يعتبرونها دليلاً قاطعًا على شخصية الفرد.

وينتشر استخدام الاختبارات في المدارس الحديثة وخاصة في الولايات المتحدة للعديد من الأغراض. حيث يعتمد عليها كثير من المعلمين والتربويين في تقويم أداء الطلاب والتعرف على أداء المؤسسة التعليمية، ورصد مدى التقدم في التعليم. كما تُستخدم الاختبارات في أغراض الترخيص للمهنيين من القانونيين والأطباء والمحاسبين بمزاولة المهنة.
ورغم ما يمكن أن توفره الاختبارات الحديثة من معلومات، إلا أنه يلاحظ محدودية انتشارها في العالم العربي. فالاختبارات الأكثر شيوعًا هي تلك التي تطبق في آخر العام الدراسي لتقرير نجاح الطلاب أو إعادتهم لسنتهم الدراسية. ويطبق المعلمون اختباراتهم في الفصول لغرض منح الدرجات والتعرف على أداء الطلاب. ويتسم أكثر هذه الاختبارات بمحدودية الاعتماد عليها بسبب ما يصحب إعدادها من تجاوزات للقواعد العلمية المعروفة لها.

■ كيف يؤدَّى الاختبار.
تساعد المهارة في أداء الاختبار على تفادي الأخطاء التي يمكن أن تقلل الدرجة. ويقدم الخبراء في الاختبارات، النصائح التالية :
1- حاول أن تكسب خبرة ومهارة في أداء الاختبار؛ فالقدرة على أداء الاختبارات تتطور مع التمرين.
2- قد تفيد الدراسة المتصلة قبل الاختبار في حشد كثير من المعلومات، لكن المراجعة بتأن لعدة أيام قبل الاختبار تعطي فرصة أفضل للحصول على درجة مرتفعة.
3- تأكد من فهم التعليمات جيدًا قبل البدء في الإجابة عن أسئلة الاختبار، حيث سيقلل ذلك من أخطاء سوء الفهم التي تنجم عن عدم معرفة المطلوب.
4- أجب عن الأسئلة التي تراها سهلة أولاً، ثم ارجع مرة ثانية إلى الأسئلة الصعبة.
5- إذا كانت تعليمات الاختبار لا تعاقب على الإجابات الخاطئة فأجب عن جميع الأسئلة. أما إذا كان الأمر عكس ذلك فعليك أن تدقق جيدًا في كل إجابة.
6- إن التخمين الذكي في اختيار الإجابة على أسئلة من نوع الاختيار من متعدد يفيد كثيرًا في تحسين أدائك للاختبارات.

■ تفسير درجات الاختبار.
هناك أمور يجب أخذها في الاعتبار بالنسبة لدرجة الاختبار وهي :
1- يعكس السؤال في الغالب عيِّنة من سلوك الشخص أو مهاراته أو معلوماته في موقف واحد، ولذا فإنه لا يصح تعميم نتيجته في كل المواقف والحالات.
2- عندما تتم مقارنة أداء شخص بأداء الآخرين من خلال درجات اختبار معياري ربما تعطي مثل هذه المقارنة معلومات مفيدة إذا كان الناس الذين أدوا الاختبار متماثلين في بعض الصفات المهمة. ولذا ينبغي الأخذ في الاعتبار عند تفسير نتائج الاختبار سمات المجموعة التي يتم في ضوئها المقارنة.
3- تعد درجات كل اختبار تقديرية، وليست قياسًا دقيقًا. وتفترض نظريات القياس وجود خطأ قياس في كل درجة. ولذا ينبغي استخدام اختبارات ذات أخطاء قياس أقل، كما ينبغي استخدام أكثر من معيار أو اختبار لإعطاء تقدير أفضل عن الفرد.
ويعتقد كثير من المربين أن الاختبارات ذات الإجابات المتعددة تعاقب الطالب الذي لديه معلومات متخصصة في المعرفة. ومثل هذا الطالب ربما يرى أخطاء في بعض الإجابات تعد في العادة صحيحة. ويقول بعض النقاد إن كثيرًا من الاختبارات وخاصة اختبارات الذكاء والاستعداد بها تفرقة ضد المعوقين والأقليات، فهذه المجموعات ربما لم تألف بعض الكلمات أو المصطلحات والمفاهيم المستخدمة في الاختبارات. ولكي تُعطى هذه المجموعات فرصًا متساوية، حاول المربون إعداد اختبارات خالية من التأثيرات الثقافية، تتكون غالبًا من صور ونماذج وأشكال ورموز متفادية قدر الإمكان استخدام الكلمات أو المصطلحات والمفاهيم التي يُعتقد أنها تتأثر بالثقافة.
◄ الموسوعة العربية العالمية.