من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد عايض القحطاني.
إجمالي القراءات : ﴿5340﴾.
عدد المشــاركات : ﴿3﴾.

الكاريزما : وقفات إدارية.
■ هل التقيت في حياتك شخصاً يخطف أنظار الجميع لحظة دخوله إلى مكان معين ؟ هل وجدت نفسك تراقبه بتمعن ؟ هل شعرت وكأنك تعرفه من قبل وأنك متفق معه في كل ما يقول ؟ ترى ما هو سر "الكاريزما" التي يتمتع بها هذا الشخص ؟ أو ما هي الكاريزما أولاً ؟!

الكاريزما هي : الروح التي تبعث الطاقة العاطفية المؤثرة في الناس على المستوى الفكري أو الحسي أو الانفعالي بواسطة (التواصل البصري, نبرة الصوت ودرجته, المهارة الخطابية الملامسة لحاجة الناس, الهيئة ولغة الجسد والحالة التي تسود الجو العام).
والكاريزما كلمة (Charisma) في أصلها اليوناني تعني الهدية أو التفضيل الإلهي، فهي تشير إلى الجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص.
الكاريزما هي : القدرة على التأثير على الآخرين إيجابيا بالارتباط بهم جسدياً وعاطفياً وثقافياً، سلطة فوق العادة، سحر شخصي شخصية تثير الولاء والحماس. وقد حاول البعض ترجمها إلى "سحر الشخصية"، أو "قوة الشخصية" أو غيرها.

● من هو الكاريزمي ؟
شخص وجد ليبقى في الذاكرة لا ينسى أبداً، سواء أحببته أم كرهته. قدراته إن أحسن استغلالها هائلة لا حدود لها أبرزها السيطرة على المجتمعات بل وعلى شعوب بأكملها، عندما تقابله يجذبك منذ أول وهله يسيطر على عقلك، مشاعرك، أحاسيسك وبعد ذلك على حواسك. يقيدك وتكون سعيد ومقتنعا جداً بهذه القيود. هل هو ساحر ! بالطبع ساحر لكن من نوع خاص. يسحر الشعوب فتحبه وتعشقه فتغمض عيونها وتتبعه حتى وان ألقاها في هاوية ودمرها (كما فعل هتلر) أو قد يوصلها لبر الأمان ويسعدها (كما فعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم).
وأيضاً الكاريزمي اجتماعي جداً (لا كاريزما بدون جمهور) نشيط، حماسي، سريع البديهة، محبوب، مثقف، طموح، يعشق التحدي، والتغيير، لا يقف أمامه شيء، ويعرف أين يقف، أفكاره عميقة، صاحب موقف وفكر معين، واثق من نفسه بالطبع، قادر على الإقناع، فيصبح من حوله أكثر حماس بالفكرة حماس قد يصل للجنون. هل عرفتموه ؟
إنه الإنسان الطيب المفيد للمجتمع، لا بل قد يكون إنسان شرير مدمر للمجتمع من الصعب وضع صفات خارجية يشترك بها كل الكاريزميين فقد نجد أن منهم صاحب الصوت الهادئ، ونجد منهم الصاخب جداً صاحب الصوت الجهوري، منهم قوي البنية، ومنهم ضعيف البنية قد يكون جميل جداً أو أقل جمالاً، طويل أو قصير.
فالكاريزما : صفة تنبع من الداخل وليست صفة خارجية، فمميزاته داخلية مما يضفي عليه جاذبيه خاصه وروعه منفرده. والشيء الرائع في الكاريزما أنها تجعل الكاريزمي قوي بدون أن تضعف الآخرين لأنه يستمد قوته من ذاته من داخله لا بسلب قوة الآخرين.

● هل أنا كاريزمي ؟
إذا أردت أن تعرف ما إذا كانت شخصيتك كاريزماتية, أسال نفسك الأسئلة الآتية :
• هل لديك القدرة على التعبير عما تريد بلغة العيون, دون أن تتكلم ؟
• هل تمتلك مهارات الاستماع الجيد ؟
• هل لديك القدرة على صياغة كلامك بأسلوب جيد مؤثر فيمن أمامك على اختلاف فئات الناس ؟
• هل لديك القدرة على الإقناع والتأثير فيمن حولك ؟
• هل لديك القدرة على التكيف مع الآخرين وإيجاد الحلول العملية الذكية ؟
• هل لديك القدرة على استغلال الوقت بفعالية نحو الإنجار ؟
• هل تستطيع قراءة مشاعرك بذكاء ومعرفة ما الذي تريده بالضبط, وماهية أهدافك ؟
• هل تستطيع استشعار مشاعر الآخرين, ومعرفة ما يحتاجونه ؟
• هل لديك قدرة على التحكم بانفعالاتك وإظهارها بأسلوب إيجابي مؤثر في الناس نحو التغيير ؟
• هل تتمتع بالحاسة السادسة أو ما يعرف بالحدس أو البديهة ؟

● أريد أن أكون كاريزمي !
الكاريزما هبة إلهيه لا يمكن تعلمها أو اكتسابها. وأن كان هناك من العلماء من قال أنه يمكن تعلمها واكتسابها كما يحدث هذا مع القادة والزعماء، وأن مهارات الأشخاص والمهارات الفنية التي ينميها القائد تكسبه كاريزما لكن واضع النقاط السبع السابقة يقول أنه بإمكانك تنمية الكاريزما بتنمية هذه النقاط ومحاولة إتقانها. على كل حال الكاريزما صفة تفرض نفسها لا يمكن تجاهلها أبداً.

● أين يوجد الكاريزميين ؟
أكثر مجال يتجه لها الكاريزميين كما نتوقع جميعاً هو مجال السياسة : (الملك فيصل، الملك فهد، هتلر، جمال عبدالناصر، نيرون، غيفارا، مانديلا) لكن ليس كل القادة والزعماء كاريزميين، فقد يصل للسلطة أشخاص لا يمتلكون الكاريزما مثل (بوش الأبن) وبشكل عام تظهر الكاريزما في جميع مجالات الحياة المجتمع، الفن، الرياضة .. الخ، من هذه الشخصيات : (بن باز، ابن عثيمين، محمد العريفي، عبدالله الفوزان)، حتى في مجتمعاتنا الصغيرة يوجد أشخاص كاريزميين. أنظر حولك في الصفوف الدراسية، في العمل، في البيت، مع أصدقاء، حتى في تجمعات الأطفال.
• هل نظرت ؟
• هل وجدت الكثير من الكارزميين ؟
• هل أنت منهم !
• كيف استفيد من الكاريزما ؟!
الأغلبية يفتقد لهذه السمة.

● لكن كيف نستفيد منه ؟
بإمكاننا الاستفادة منها إذا كنا في موضع السلطة عليهم.
سأعطيكم مثال بسيط : لو كنت مدير في مكان ما، ولديك العديد من الموظفين وتريد إقناعهم بتغيير أو فكرة ما. عليك بالبحث عن اكثرهم كاريزما لإقناعه وسيقوم هو بسهولة بإقناع البقية وسيكفيك هذا من عناء إقناع أعداد كبيرة. هل وصلت الفكرة ؟
ويمكن أن يستفيد من هذا المعلم بالمدرسة، المربي بالمنزل، الدعاة بالتجمعات بكل أشكالها، فبإمكانك السيطرة على مجموعة من الأطفال وبث الهدوء فيها عندما تسيطر على اكثرهم كاريزماً لكن لاحظوا السيطرة على الشخص الكاريزمي أمر ليس بالسهل أبداً.

● يقدم خبراء علم النفس والاجتماع بعضاً من الخطوات التي تجعل من كل إنسان صاحب شخصية محبوبة، أبرزها :
1- الصورة الحزينة مرفوضة : فالحزن والألم والضيق، عناصر موجودة أصلاً في الإنسان ولا يمكن التخلص منها، ولكن لابد من إخفائها أو تقليلها قدر الإمكان حتى لا يسأم الآخرون لأنهم غير مجبرين على المشاركة في أحزاننا.
2- فن الاستماع للآخرين يكسب كل إنسان جاذبية : لإن الشخص الذي يتقن فن الاستماع لأحاديث الآخرين يكون محبوباً منهم، كما يجب أن تترك للآخرين حرية الحديث ثم تشارك فيه بعد ذلك.
3- عدم التعالي علي الآخرين : ويتمثل ذلك في طريقة الحديث والتصرف غير اللائق، بينما التواضع يكسب صاحبه دائماً محبة الآخرين.
4- إظهار الإعجاب في الوقت المناسب : فكل إنسان يجب أن يتلقى المديح ولكن ليس إلى درجة النفاق، فالإنسان يحتاج إلى المجاملة وإظهار الإعجاب الذي يجدد الثقة بنفسه، ولكن يفضل أن تظهر هذا الإعجاب في محله بكلمة مخلصة وفي الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.
5- التفاؤل المعقول : فالمتفائل محبوب دائماً، فهو يجعل الآخرين يرون العالم بمنظار الواقع، ولكن هذا التفاؤل يجب أن يكون في حدود المعقول وألا يتطرق إلى الخيال، والمتفائل لا يعترف باليأس، ولكنه يجدد دائماً الأمل في حل مشاكله وفي حدود الإمكانيات الموجودة.
6- تقبل النقد : الهادف برحابة صدر خاصة إذا صدرت عن أناس مخلصين لا يبغون سوى المساعدة الحقيقية.
7- الصراحة : الصراحة صفة أساسية من صفات الجاذبية، فهي واجبة في التفكير مع النفس، وفي التفاؤل مع الغير.