من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

نمو العقل ﴿4061﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : معاذ عبدالله.
إجمالي القراءات : ﴿5616﴾.
عدد المشــاركات : ﴿92﴾.

كيف تجدد عقلك ؟
كي يحافظ المرء على تجديد عقله وشباب دائم وحيوية مستمرة لفكره، عليه أن يحافظ على شباب العقل، لما نعرفه من تأثير العقل الكبير جداً على كامل الكيان الفسيولوجي.
العقل كما نعرف، ليس بالعضو المادي الذي يرى ويحس ويلمس كاليد أو اللسان أو الساق، فتلك أعضاء مادية.
العقل ليس بالوعاء المادي المتضمن لجزيئات وذرات وخلايا، بل هو متضمن لما لا يرى ويلمس ويتنفس، إنه الأفكار والتي لا تقاس بالأشعة ولا ترسم لها الصور الإلكترونية. وهنا يلتقي العقل بالجسم ! هنا تلتقي الأفكار باليد واللسان والأنف، إذ جوهر كل الأشياء في خاتمة المطاف، طاقةٌ ومعلوماتية لأنهما يلتقيان في الجوهر الذي شكلهما والذي يتخلف بعد أن يغيبان إلا وهو الطاقة والمعلوماتية !
وكما يؤثر العقل في الجسم، يؤثر هذا في العقل وفي نمط الأفكار والتصورات التي ينتجها هذا، وكما يقول المأثور الدارج، العقل السليم في الجسم السليم !

أما رأيت عزيزي القارئ، شباباً بعقول عجائز ؟ وبالعكس شيوخاً بعقول شابة ؟
لأجل هذا أردنا أن نتعرف على الآليات والنهج السلوكي الذي يمكن أن يديم شباب العقل وعافيته ولكي ما نضع نهجاً سلوكياً لإدامة شباب العقل، حريٌ بنا أن نتعرف على سمات العقل الشاب أو الفتي، فما هي تلك السمات الأبرز ؟
إن العقل الشاب هو ذلك الذي لا يكف عن النمو والتطور وتلك أبرز سمات مرحلة الشباب والتي تشمل الجسم والعقل معاً.
في مرحلة لاحقة من العمر يتوقف الجسم عن النمو، بل وتبدأ رحلة العد التنازلي إذ يزداد موت الخلايا ويقل تعويضها بخلايا جديدة، هذا على الصعيد الفسيولوجي أما على الصعيد العقلي فأن العقل يتوقف عن إنتاج الأفكار الجديدة ويكف عن التفاعل السريع مع الحدث ويخلد إلى الراحة وقلة الاهتمام وهنا تبدأ شيخوخة العقل !
ولأن العقل والجسم يؤثران ببعضهما، ولأن سيطرتنا على العقل أكثر منها على الجسم، فإن قدرتنا على تجديد وابتداع نهج سلوكي يمكن من إيقاف تداعي العقل ويعيد له العافية والشباب، يمكن أن ينعكس على الجسم فيتوقف تداعيه ويتجدد شبابه ويطول عمره البيولوجي.
لقد توصلت البحوث العلمية الحديثة التي عنيت بالمخ، توصلت إلى أنه عضوٌ ديناميكيٌ بطبيعته وإنه قادر على أن يخلق ويطور نفسه بنفسه طوال الوقت.

■ فما هي إذن أبرز سمات العقل الفتي التي يمكن أن نقلدها أو نتمثلها في عقولنا كبالغين :
• أولاً : الحماسة.
يتميز العقل الفتي بالحماسة حماسة طفولية بريئة، يمكنك أن تجدد فتوة وطفولة عقلك وبالتالي تكسب عمراً إضافياً وشباباً دائماً.

• ثانياً : التلقائية.
من ميزات العقل الفتي أنه تلقائي لا يعنى بالشروط والالتزامات والمحاذير المبالغ بها ويأبى أن يحبس نفسه في سجن القيمة الذاتية والاعتبار الذاتي والخوف المبالغ به على الكرامة والشرف والقيمة الشخصية والممتلكات المادية الشخصية.

• ثالثاً : المرونة والتأقلم السريع.
يتميز العقل الفتي بالمرونة العالية والقدرة الواسعة على التأقلم، إنه يأبى أن يجيز لنفسه التوقف عند الحدود الضيقة التي تفتت وحدة الأشياء، بل إنه يأخذ الأمور في شموليتها ووحدتها ولا يستغرق في التفاصيل غير النافعة، كما وإنه يؤمن بالتنوع ويتقبل التغيير والتحول بسرعة ويتكيف معه.

● كيف يمكن أن تغذي جسمك وعقلك عبر الحواس الخمس ؟
كن يقظاً لمحيطك وما يجري في هذا المحيط، أعط حواسك غذائها الصحي من خلال الانطباعات الغنية الجميلة التي تجري حولك، أنظر لمحيطك وما حولك عامة بعينٍ جديدة، ولا تأخذ الأمور ببساطة واستهانة شديدة فكل شيء تراه وكل انطباع تخلقه، يمكن أن يكون مغذياً للحواس.

● التعلم والنمو.
من ميزات العقل الفتي أنه في حالة توسع معرفي دائم، إنه يستحصل المعارف وينميها ويختبرها ويتطور من خلالها، إنه ينمو من اكتساب الخبرات الجديدة دوماً وتكوين المعارف باستمرار، فإن شئت أن تنال عقلاً فتياً أو تجدد عقلك عليك أن تتعامل مع المعرفة والثقافة من خلال عقل وعيون الشاب الصغير. تعلم خبرات جديدة باستمرار، مارس هوايات جديدة لم تمارسها من قبل.
مثل هذا وغيره الكثير مما بمقدورك أن تفعله للمحافظة على عقل متجدد و شباب دائم للفكر، لا تخف على قيمتك الذاتية من أن تهتز من خلال القيام بمثل هذه الأنشطة أو غيرها، فأولئك الذين يلومونك أو ينظرون لك ببعض الشك أو السلبية، هم أولئك الذين لا يجرؤون على أن يعيشوا بحرية وانسجام مع أنفسهم، إنهم الخائفون من التغيير، إنهم يحسدونك على فتوة عقلك ولكنهم لا يجرؤون على أن يفعلوا مثلك.
ضع نفسك دائماً في صميم تطورات الحياة، تابع الجديد في العلم والطب والتكنولوجيا وشتى العلوم النافعة، تصرف كالفتيان الذين ينبهرون بكل جديد، تنل مثلهم عقلاً متجدداً فتياً وجسداً لا يشيخ.