من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد عاطف السالمي.
إجمالي القراءات : ﴿6468﴾.
عدد المشــاركات : ﴿193﴾.

كان هناك (أبٌ) في الخامسة والثمانين من عمره وابنه في الخامسة والأربعين، وكانا في غرفة المعيشة وإذا بغراب يطير بالقرب من النافذة ويصيح، فسأل الأب ابنه ما هذا ؟
فقال الابن : غراب.
وبعد دقائق عاد الأب وسأل للمرة الثانية ما هذا ؟
فقال الابن باستغراب : سبق أن قلتُ لك إنّه غراب.
وبعد دقائق عاد الأب وسأل للمرّة الثالثة ما هذا ؟
فقال الابن وقد ارتفع صوته : إنّه غراب / غراب يا أبي.
وبعد دقائق أُخرى عاد الأب وسأل للمرّة الرابعة ما هذا ؟
فلم يحتمل الابن واستشاط غضباً وارتفع صوته أكثر وقال : ما لك تُعيد عليَّ السؤال نفسه، فقد قلت لك : إنّه غراب، غراب هل هذا صعب عليك فهمه ؟
عندئذٍ قام الأب وذهب إلى غرفته ثم عاد بعد دقائق ومعه بعض أوراق شبه ممزقة وقديمة ثم أعطاها ابنه وقال له : اِقرأها، بدأ الابن يقرأ (اليوم أكمل ابني 3 سنوات وها هو يمرح ويركض هنا وهناك وإذا بغراب يصيح في الحديقة فسألني ابني : ما هذا ؟
فقلتُ له : إنّه غراب.
وعاد وسألني السؤال نفسه 23 مرّة وأنا أجبته 23 مرّة ولم أتململ من سؤاله ولو مرّة واحدة، ثم حضنته وقبّلته وضحكنا معاً حتى تعب فحملته وقد نام بين يدي قبل أن أصل به إلى سريره).