د. أحمد محمد أبو عوض.
عدد المشاركات : 701
1444/04/06 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات : ﴿﴿7219﴾﴾
لقاء مع ماري كيليت : مديرة مركز أبحاث الأطفال التابع للجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة.
◄ تم إجراء هذا الحديث مع ماري كيليت، مديرة مركز أبحاث الأطفال التابع للجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة، يعد تمكين الأطفال من مهارات البحث هو اهتمام ماري الرئيسي.
لقد لعبت ماري دوراً كبيراً في تأسيس المركز، بعد قيامها بدراسة تجريبية لاكتشاف أكثر الوسائل والطرق فاعلية في تدريس الأطفال المهارات والمعارف التي يحتاجون إليها للقيام بعملية البحث العلمي بأنفسهم.
كانت ماري في السابق معلمة في المرحلة الابتدائية ثم مشرفة اجتماعية، هذا قبل أن تصبح مدير البرنامج الخاص بدراسات الطفولة والشباب بالجامعة المفتوحة، ماري لها العديد من الأبحاث العلمية في مجال صعوبات التعلم.
■ س1 : يعد "مركز أبحاث الأطفال" بالجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة أحد المراكز الرائدة في تشجع الأطفال على البحث العلمي، هذا بالإضافة إلى تقديم التدريب للمعلمين والطلاب على المهارات البحثية، ومن ناحية أخرى يلقي المركز الضوء على آليات التدريب المختلفة بهدف تقييمها وتقديم المساحة المناسبة التي يمكن من خلالها عرض أبحاث الأطفال، بما أنكم تشغلون حالياً منصب المدير لهذا المركز وفي الوقت نفسه عضو وحدة "تطوير المهارات البحثية" كيف تعتقدون أن مبادرة التعليم لدولة قطر يمكن أن تستفيد من المشاريع التي قام بها المركز ؟
■ الجواب :
تعد مبادرة تطوير المهارات البحثية في المدارس المستقلة جزءاً من مبادرة "تعليم لمرحلة جديدة" في دولة قطر، وهذا الأمر (تطوير مهارات البحث لدى الأطفال) هو ما قام به المركز طيلة الأعوام الخمسة الماضية مما يعكسه الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز، والذي يضم حالياً حوالي 70 بحثاً قام به الأطفال بأنفسهم، عندما تكون هناك مبادرة جديدة يكون دوماً من المفيد الاستفادة من الخبرات السابقة في المجال.
أعد المركز برنامجاً تدريبياً خصيصاً للأطفال ويمكن استخدامه ليكون الأساس لبرامج أخرى تعد للطلبة بدولة قطر بحيث تكون مناسبة لهم من الناحية الثقافية، مشاريع البحوث التي قام بها المركز يمكن أن تمثل عينة جيدة لدراستها من قبل المعلمين والطلبة في دولة قطر، وذلك بهدف اكتشاف الموضوعات التي تمثل أهمية بالنسبة للطلبة، فقد كان من بين تلك الموضوعات موضوعات بيئة، اجتماعية وموضوعات تعكس خبراتهم المدرسية، هذه الأبحاث أبرزت بصورة جلية أن الأطفال بدءاً من سن التاسعة يمكنهم القيام بالأبحاث لو توفر لهم التدريب والدعم اللازمين، وهذا كله يدعم "مبادرة تطوير المهارات البحثية" ويكسبها الثقة بأن هناك الكثير مما يمكن القيام به.
■ س2 : معروف عنك تحمسك الشديد للمشاريع التي من شأنها أن تنمي مهارات البحث العلمي لدى طلبة المدارس، كيف تقيمون أهمية هذه المهارات في عملية بناء جيل من الطلبة لديهم نزعة نحو التعلم المستمر؟
■ الجواب :
مهارات البحث لها أهمية قصوى في خلق نزعة نحو التعلم المستمر، وذلك لأن تلك المهارات تعمل على التفكير النقدي والإبداع وتدعم مهارات حل المشكلات، هذا بالإضافة إلى تنمية التحليل النقدي.
التعامل مع البيانات التي قام الأطفال بجمعها بأنفسهم تساعدهم على تنمية مهارات الترتيب والتنظيم والتواصل الفعال، والأهم هو غرس نزعة "التعلم الذاتي" منذ الصغر من خلال الانخراط في عمليات للبحث العلمي، وكل هذه المهارات ما هي إلا مهارات للحياة تساعد الطلاب في أن يقوموا بأدوارهم بصورة أكثر فاعلية، وأن يكونوا موظفين وعمالاً أصحاب كفاءة عالية، ومواطنين صالحين، وتساعدهم على اكتساب وسائل لحل المشكلات الحياتية التي يمكن أن يتعرضوا لها، هذا بالإضافة إلى القدرة على اتخاذ قرارات أخلاقية، والنظر بصورة نقدية لما يعرض عليهم من دعاية عبر وسائل الإعلام المختلفة.
■ س3 : أنت مؤلفة كتاب "كيف تجعل من ابنك باحثاً ؟" والذي يعد من أهم المراجع للمعلمين الآن، هل هناك أي شروط لا بد أن يراعيها المعلم قبل أن ينخرط في مشروع لتنمية مهارات البحث العلمي لدي الطلاب ؟ أم إن الأمر مفتوح لكافة المعلمين ؟ بمعنى هل هناك مهارات لا بد أن يكتسبها المعلم الراغب في المشاركة في مشروع من هذا النوع ؟
■ الجواب :
"وحدة تطوير المهارات البحثية" يدعمها فريق ممتاز من المعلمين من المدارس المستقلة، هذه الوحدة تقوم على إعداد برنامج تدريبي ملائم من الناحية الثقافية للطلبة في دولة قطر، يهدف البرنامج إلى مساعدة المعلمين في التعامل مع الطلبة في هذا المجال، من المتوقع أن يكون هذا البرنامج مرجعاً ممتازاً للمعلمين وأن يكون خير عون لهم في مسيرتهم، ولكن لا بد من التنويه إلى أن القراءة عن تنمية مهارات الأطفال البحثية شيء وتقديم الدورات التدريبية ومساعدة الطلبة شيء آخر تماماً، سوف يحتاج المعلمون بالضرورة إلى تدريب عملي وورش عمل تفاعلية تمكنهم من اكتشاف أمثل الطرق لتطويع المادة التدريبية بما يتناسب واحتياجات الطلبة لديهم، أتمنى أن يبدأ البرنامج التدريبي ويعرض سريعاً على المعلمين ذوي الاهتمام الحقيقي.
■ س4 : إحدى مسؤولياتك هي تقديم التدريب والمشورة والدعم لعدد من المدارس المستهدفة والتي تم اختيارها للمشاركة في مشروع "تطوير المهارات البحثية" خلال 2007 - 2008، هل يمكن أن تعطونا نبذة عن كيفية تحقيق هذه المهمة ؟
■ الجواب :
بالنسبة لي فإن دوري في هذا الأمر محدود وذلك لتواجدي المحدود لمدة بضعة أيام فقط بداخل دولة قطر، ولكن المسؤول عن هذه المهمة الكبيرة هو الدكتور Eugene Jongsma وأنا سعيدة أن أقدم له الدعم والمشورة التي يطلبها وأن أساعده في تيسير الدورات التدريبية للمعلمين وورش العمل الخاصة بالمهارات البحثية، وذلك حتى تتمكن المدارس المستقلة بدولة قطر من أن تمضي قدماً في هذا الأمر.
كما أخطط أيضاً لتقديم المشورة والعون والمساعدة للمدارس المستهدفة بهدف إعطاء "مبادرة تطوير المهارات البحثية" الدفعة اللازمة لها، كما أهدف إلى مساعدة المدارس على بناء الروابط البحثية مع المدارس الدولية.
■ س5 : كمستشارة للجنة التسيير وهي الجهة المشرفة على وحدة "تطوير المهارات البحثية" ما هي العقبات المتوقعة ولا بد من مواجهتها خلال فترة التنفيذ ؟ وما هي سبل تخطي هذه العقبات ؟
■ الجواب :
هذا المشروع يعد مشروعاً طموحاً وواعداً، وبالتالي من المتوقع أن يكون هناك العديد من التحديات والعقبات التي لا بد من تخطيها، العقبة الأولى مثلاً هي تقديم التدريب المناسب وعالي الكفاءة للمعلمين، وبخاصة أن التدريب لا بد أن يتم خارج مواعيد الدوام الرسمي، لا بد أن يتم تدريب فئة محورية من الخبراء داخل المدارس المستقلة بدولة قطر يقع على عاتقها استمرارية البرامج التدريبية المستقبلية، والعقبة الثانية هي إعداد مادة تدريبية عالية الجودة في فترة زمنية وجيزة ثم ترجمتها حتى تكون في متناول أيدي جميع المعلمين أصحاب الاهتمام.
ثم بعد ذلك هناك العقبة الإيديولوجية الخاصة بإقناع الناس أن هذه مبادرة طويلة الأمد وسوف يكون لها عظيم الأثر على الطلبة في المستقبل، ومن المبادرات التي يؤمل من خلالها نشر ثقافة البحث العلمي في المجتمع وبناء جيل من الطلبة لديه مهارات التفكير العليا قادر على المنافسة، مبادرة "دورات البحث الاختيارية"، "نوادي البحث العلمي خارج أوقات المدرسة".
المادّة : لكل المعلمين والمعلمات عن المجلس الأعلى للتعليم About the SEC.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.
عدد المشاهدات : ﴿﴿7219﴾﴾
لقاء مع ماري كيليت : مديرة مركز أبحاث الأطفال التابع للجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة.
◄ تم إجراء هذا الحديث مع ماري كيليت، مديرة مركز أبحاث الأطفال التابع للجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة، يعد تمكين الأطفال من مهارات البحث هو اهتمام ماري الرئيسي.
لقد لعبت ماري دوراً كبيراً في تأسيس المركز، بعد قيامها بدراسة تجريبية لاكتشاف أكثر الوسائل والطرق فاعلية في تدريس الأطفال المهارات والمعارف التي يحتاجون إليها للقيام بعملية البحث العلمي بأنفسهم.
كانت ماري في السابق معلمة في المرحلة الابتدائية ثم مشرفة اجتماعية، هذا قبل أن تصبح مدير البرنامج الخاص بدراسات الطفولة والشباب بالجامعة المفتوحة، ماري لها العديد من الأبحاث العلمية في مجال صعوبات التعلم.
■ س1 : يعد "مركز أبحاث الأطفال" بالجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة أحد المراكز الرائدة في تشجع الأطفال على البحث العلمي، هذا بالإضافة إلى تقديم التدريب للمعلمين والطلاب على المهارات البحثية، ومن ناحية أخرى يلقي المركز الضوء على آليات التدريب المختلفة بهدف تقييمها وتقديم المساحة المناسبة التي يمكن من خلالها عرض أبحاث الأطفال، بما أنكم تشغلون حالياً منصب المدير لهذا المركز وفي الوقت نفسه عضو وحدة "تطوير المهارات البحثية" كيف تعتقدون أن مبادرة التعليم لدولة قطر يمكن أن تستفيد من المشاريع التي قام بها المركز ؟
■ الجواب :
تعد مبادرة تطوير المهارات البحثية في المدارس المستقلة جزءاً من مبادرة "تعليم لمرحلة جديدة" في دولة قطر، وهذا الأمر (تطوير مهارات البحث لدى الأطفال) هو ما قام به المركز طيلة الأعوام الخمسة الماضية مما يعكسه الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز، والذي يضم حالياً حوالي 70 بحثاً قام به الأطفال بأنفسهم، عندما تكون هناك مبادرة جديدة يكون دوماً من المفيد الاستفادة من الخبرات السابقة في المجال.
أعد المركز برنامجاً تدريبياً خصيصاً للأطفال ويمكن استخدامه ليكون الأساس لبرامج أخرى تعد للطلبة بدولة قطر بحيث تكون مناسبة لهم من الناحية الثقافية، مشاريع البحوث التي قام بها المركز يمكن أن تمثل عينة جيدة لدراستها من قبل المعلمين والطلبة في دولة قطر، وذلك بهدف اكتشاف الموضوعات التي تمثل أهمية بالنسبة للطلبة، فقد كان من بين تلك الموضوعات موضوعات بيئة، اجتماعية وموضوعات تعكس خبراتهم المدرسية، هذه الأبحاث أبرزت بصورة جلية أن الأطفال بدءاً من سن التاسعة يمكنهم القيام بالأبحاث لو توفر لهم التدريب والدعم اللازمين، وهذا كله يدعم "مبادرة تطوير المهارات البحثية" ويكسبها الثقة بأن هناك الكثير مما يمكن القيام به.
■ س2 : معروف عنك تحمسك الشديد للمشاريع التي من شأنها أن تنمي مهارات البحث العلمي لدى طلبة المدارس، كيف تقيمون أهمية هذه المهارات في عملية بناء جيل من الطلبة لديهم نزعة نحو التعلم المستمر؟
■ الجواب :
مهارات البحث لها أهمية قصوى في خلق نزعة نحو التعلم المستمر، وذلك لأن تلك المهارات تعمل على التفكير النقدي والإبداع وتدعم مهارات حل المشكلات، هذا بالإضافة إلى تنمية التحليل النقدي.
التعامل مع البيانات التي قام الأطفال بجمعها بأنفسهم تساعدهم على تنمية مهارات الترتيب والتنظيم والتواصل الفعال، والأهم هو غرس نزعة "التعلم الذاتي" منذ الصغر من خلال الانخراط في عمليات للبحث العلمي، وكل هذه المهارات ما هي إلا مهارات للحياة تساعد الطلاب في أن يقوموا بأدوارهم بصورة أكثر فاعلية، وأن يكونوا موظفين وعمالاً أصحاب كفاءة عالية، ومواطنين صالحين، وتساعدهم على اكتساب وسائل لحل المشكلات الحياتية التي يمكن أن يتعرضوا لها، هذا بالإضافة إلى القدرة على اتخاذ قرارات أخلاقية، والنظر بصورة نقدية لما يعرض عليهم من دعاية عبر وسائل الإعلام المختلفة.
■ س3 : أنت مؤلفة كتاب "كيف تجعل من ابنك باحثاً ؟" والذي يعد من أهم المراجع للمعلمين الآن، هل هناك أي شروط لا بد أن يراعيها المعلم قبل أن ينخرط في مشروع لتنمية مهارات البحث العلمي لدي الطلاب ؟ أم إن الأمر مفتوح لكافة المعلمين ؟ بمعنى هل هناك مهارات لا بد أن يكتسبها المعلم الراغب في المشاركة في مشروع من هذا النوع ؟
■ الجواب :
"وحدة تطوير المهارات البحثية" يدعمها فريق ممتاز من المعلمين من المدارس المستقلة، هذه الوحدة تقوم على إعداد برنامج تدريبي ملائم من الناحية الثقافية للطلبة في دولة قطر، يهدف البرنامج إلى مساعدة المعلمين في التعامل مع الطلبة في هذا المجال، من المتوقع أن يكون هذا البرنامج مرجعاً ممتازاً للمعلمين وأن يكون خير عون لهم في مسيرتهم، ولكن لا بد من التنويه إلى أن القراءة عن تنمية مهارات الأطفال البحثية شيء وتقديم الدورات التدريبية ومساعدة الطلبة شيء آخر تماماً، سوف يحتاج المعلمون بالضرورة إلى تدريب عملي وورش عمل تفاعلية تمكنهم من اكتشاف أمثل الطرق لتطويع المادة التدريبية بما يتناسب واحتياجات الطلبة لديهم، أتمنى أن يبدأ البرنامج التدريبي ويعرض سريعاً على المعلمين ذوي الاهتمام الحقيقي.
■ س4 : إحدى مسؤولياتك هي تقديم التدريب والمشورة والدعم لعدد من المدارس المستهدفة والتي تم اختيارها للمشاركة في مشروع "تطوير المهارات البحثية" خلال 2007 - 2008، هل يمكن أن تعطونا نبذة عن كيفية تحقيق هذه المهمة ؟
■ الجواب :
بالنسبة لي فإن دوري في هذا الأمر محدود وذلك لتواجدي المحدود لمدة بضعة أيام فقط بداخل دولة قطر، ولكن المسؤول عن هذه المهمة الكبيرة هو الدكتور Eugene Jongsma وأنا سعيدة أن أقدم له الدعم والمشورة التي يطلبها وأن أساعده في تيسير الدورات التدريبية للمعلمين وورش العمل الخاصة بالمهارات البحثية، وذلك حتى تتمكن المدارس المستقلة بدولة قطر من أن تمضي قدماً في هذا الأمر.
كما أخطط أيضاً لتقديم المشورة والعون والمساعدة للمدارس المستهدفة بهدف إعطاء "مبادرة تطوير المهارات البحثية" الدفعة اللازمة لها، كما أهدف إلى مساعدة المدارس على بناء الروابط البحثية مع المدارس الدولية.
■ س5 : كمستشارة للجنة التسيير وهي الجهة المشرفة على وحدة "تطوير المهارات البحثية" ما هي العقبات المتوقعة ولا بد من مواجهتها خلال فترة التنفيذ ؟ وما هي سبل تخطي هذه العقبات ؟
■ الجواب :
هذا المشروع يعد مشروعاً طموحاً وواعداً، وبالتالي من المتوقع أن يكون هناك العديد من التحديات والعقبات التي لا بد من تخطيها، العقبة الأولى مثلاً هي تقديم التدريب المناسب وعالي الكفاءة للمعلمين، وبخاصة أن التدريب لا بد أن يتم خارج مواعيد الدوام الرسمي، لا بد أن يتم تدريب فئة محورية من الخبراء داخل المدارس المستقلة بدولة قطر يقع على عاتقها استمرارية البرامج التدريبية المستقبلية، والعقبة الثانية هي إعداد مادة تدريبية عالية الجودة في فترة زمنية وجيزة ثم ترجمتها حتى تكون في متناول أيدي جميع المعلمين أصحاب الاهتمام.
ثم بعد ذلك هناك العقبة الإيديولوجية الخاصة بإقناع الناس أن هذه مبادرة طويلة الأمد وسوف يكون لها عظيم الأثر على الطلبة في المستقبل، ومن المبادرات التي يؤمل من خلالها نشر ثقافة البحث العلمي في المجتمع وبناء جيل من الطلبة لديه مهارات التفكير العليا قادر على المنافسة، مبادرة "دورات البحث الاختيارية"، "نوادي البحث العلمي خارج أوقات المدرسة".
المادّة : لكل المعلمين والمعلمات عن المجلس الأعلى للتعليم About the SEC.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ تم إجراء هذا الحديث مع ماري كيليت، مديرة مركز أبحاث الأطفال التابع للجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة، يعد تمكين الأطفال من مهارات البحث هو اهتمام ماري الرئيسي.
لقد لعبت ماري دوراً كبيراً في تأسيس المركز، بعد قيامها بدراسة تجريبية لاكتشاف أكثر الوسائل والطرق فاعلية في تدريس الأطفال المهارات والمعارف التي يحتاجون إليها للقيام بعملية البحث العلمي بأنفسهم.
كانت ماري في السابق معلمة في المرحلة الابتدائية ثم مشرفة اجتماعية، هذا قبل أن تصبح مدير البرنامج الخاص بدراسات الطفولة والشباب بالجامعة المفتوحة، ماري لها العديد من الأبحاث العلمية في مجال صعوبات التعلم.
■ س1 : يعد "مركز أبحاث الأطفال" بالجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة أحد المراكز الرائدة في تشجع الأطفال على البحث العلمي، هذا بالإضافة إلى تقديم التدريب للمعلمين والطلاب على المهارات البحثية، ومن ناحية أخرى يلقي المركز الضوء على آليات التدريب المختلفة بهدف تقييمها وتقديم المساحة المناسبة التي يمكن من خلالها عرض أبحاث الأطفال، بما أنكم تشغلون حالياً منصب المدير لهذا المركز وفي الوقت نفسه عضو وحدة "تطوير المهارات البحثية" كيف تعتقدون أن مبادرة التعليم لدولة قطر يمكن أن تستفيد من المشاريع التي قام بها المركز ؟
■ الجواب :
تعد مبادرة تطوير المهارات البحثية في المدارس المستقلة جزءاً من مبادرة "تعليم لمرحلة جديدة" في دولة قطر، وهذا الأمر (تطوير مهارات البحث لدى الأطفال) هو ما قام به المركز طيلة الأعوام الخمسة الماضية مما يعكسه الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز، والذي يضم حالياً حوالي 70 بحثاً قام به الأطفال بأنفسهم، عندما تكون هناك مبادرة جديدة يكون دوماً من المفيد الاستفادة من الخبرات السابقة في المجال.
أعد المركز برنامجاً تدريبياً خصيصاً للأطفال ويمكن استخدامه ليكون الأساس لبرامج أخرى تعد للطلبة بدولة قطر بحيث تكون مناسبة لهم من الناحية الثقافية، مشاريع البحوث التي قام بها المركز يمكن أن تمثل عينة جيدة لدراستها من قبل المعلمين والطلبة في دولة قطر، وذلك بهدف اكتشاف الموضوعات التي تمثل أهمية بالنسبة للطلبة، فقد كان من بين تلك الموضوعات موضوعات بيئة، اجتماعية وموضوعات تعكس خبراتهم المدرسية، هذه الأبحاث أبرزت بصورة جلية أن الأطفال بدءاً من سن التاسعة يمكنهم القيام بالأبحاث لو توفر لهم التدريب والدعم اللازمين، وهذا كله يدعم "مبادرة تطوير المهارات البحثية" ويكسبها الثقة بأن هناك الكثير مما يمكن القيام به.
■ س2 : معروف عنك تحمسك الشديد للمشاريع التي من شأنها أن تنمي مهارات البحث العلمي لدى طلبة المدارس، كيف تقيمون أهمية هذه المهارات في عملية بناء جيل من الطلبة لديهم نزعة نحو التعلم المستمر؟
■ الجواب :
مهارات البحث لها أهمية قصوى في خلق نزعة نحو التعلم المستمر، وذلك لأن تلك المهارات تعمل على التفكير النقدي والإبداع وتدعم مهارات حل المشكلات، هذا بالإضافة إلى تنمية التحليل النقدي.
التعامل مع البيانات التي قام الأطفال بجمعها بأنفسهم تساعدهم على تنمية مهارات الترتيب والتنظيم والتواصل الفعال، والأهم هو غرس نزعة "التعلم الذاتي" منذ الصغر من خلال الانخراط في عمليات للبحث العلمي، وكل هذه المهارات ما هي إلا مهارات للحياة تساعد الطلاب في أن يقوموا بأدوارهم بصورة أكثر فاعلية، وأن يكونوا موظفين وعمالاً أصحاب كفاءة عالية، ومواطنين صالحين، وتساعدهم على اكتساب وسائل لحل المشكلات الحياتية التي يمكن أن يتعرضوا لها، هذا بالإضافة إلى القدرة على اتخاذ قرارات أخلاقية، والنظر بصورة نقدية لما يعرض عليهم من دعاية عبر وسائل الإعلام المختلفة.
■ س3 : أنت مؤلفة كتاب "كيف تجعل من ابنك باحثاً ؟" والذي يعد من أهم المراجع للمعلمين الآن، هل هناك أي شروط لا بد أن يراعيها المعلم قبل أن ينخرط في مشروع لتنمية مهارات البحث العلمي لدي الطلاب ؟ أم إن الأمر مفتوح لكافة المعلمين ؟ بمعنى هل هناك مهارات لا بد أن يكتسبها المعلم الراغب في المشاركة في مشروع من هذا النوع ؟
■ الجواب :
"وحدة تطوير المهارات البحثية" يدعمها فريق ممتاز من المعلمين من المدارس المستقلة، هذه الوحدة تقوم على إعداد برنامج تدريبي ملائم من الناحية الثقافية للطلبة في دولة قطر، يهدف البرنامج إلى مساعدة المعلمين في التعامل مع الطلبة في هذا المجال، من المتوقع أن يكون هذا البرنامج مرجعاً ممتازاً للمعلمين وأن يكون خير عون لهم في مسيرتهم، ولكن لا بد من التنويه إلى أن القراءة عن تنمية مهارات الأطفال البحثية شيء وتقديم الدورات التدريبية ومساعدة الطلبة شيء آخر تماماً، سوف يحتاج المعلمون بالضرورة إلى تدريب عملي وورش عمل تفاعلية تمكنهم من اكتشاف أمثل الطرق لتطويع المادة التدريبية بما يتناسب واحتياجات الطلبة لديهم، أتمنى أن يبدأ البرنامج التدريبي ويعرض سريعاً على المعلمين ذوي الاهتمام الحقيقي.
■ س4 : إحدى مسؤولياتك هي تقديم التدريب والمشورة والدعم لعدد من المدارس المستهدفة والتي تم اختيارها للمشاركة في مشروع "تطوير المهارات البحثية" خلال 2007 - 2008، هل يمكن أن تعطونا نبذة عن كيفية تحقيق هذه المهمة ؟
■ الجواب :
بالنسبة لي فإن دوري في هذا الأمر محدود وذلك لتواجدي المحدود لمدة بضعة أيام فقط بداخل دولة قطر، ولكن المسؤول عن هذه المهمة الكبيرة هو الدكتور Eugene Jongsma وأنا سعيدة أن أقدم له الدعم والمشورة التي يطلبها وأن أساعده في تيسير الدورات التدريبية للمعلمين وورش العمل الخاصة بالمهارات البحثية، وذلك حتى تتمكن المدارس المستقلة بدولة قطر من أن تمضي قدماً في هذا الأمر.
كما أخطط أيضاً لتقديم المشورة والعون والمساعدة للمدارس المستهدفة بهدف إعطاء "مبادرة تطوير المهارات البحثية" الدفعة اللازمة لها، كما أهدف إلى مساعدة المدارس على بناء الروابط البحثية مع المدارس الدولية.
■ س5 : كمستشارة للجنة التسيير وهي الجهة المشرفة على وحدة "تطوير المهارات البحثية" ما هي العقبات المتوقعة ولا بد من مواجهتها خلال فترة التنفيذ ؟ وما هي سبل تخطي هذه العقبات ؟
■ الجواب :
هذا المشروع يعد مشروعاً طموحاً وواعداً، وبالتالي من المتوقع أن يكون هناك العديد من التحديات والعقبات التي لا بد من تخطيها، العقبة الأولى مثلاً هي تقديم التدريب المناسب وعالي الكفاءة للمعلمين، وبخاصة أن التدريب لا بد أن يتم خارج مواعيد الدوام الرسمي، لا بد أن يتم تدريب فئة محورية من الخبراء داخل المدارس المستقلة بدولة قطر يقع على عاتقها استمرارية البرامج التدريبية المستقبلية، والعقبة الثانية هي إعداد مادة تدريبية عالية الجودة في فترة زمنية وجيزة ثم ترجمتها حتى تكون في متناول أيدي جميع المعلمين أصحاب الاهتمام.
ثم بعد ذلك هناك العقبة الإيديولوجية الخاصة بإقناع الناس أن هذه مبادرة طويلة الأمد وسوف يكون لها عظيم الأثر على الطلبة في المستقبل، ومن المبادرات التي يؤمل من خلالها نشر ثقافة البحث العلمي في المجتمع وبناء جيل من الطلبة لديه مهارات التفكير العليا قادر على المنافسة، مبادرة "دورات البحث الاختيارية"، "نوادي البحث العلمي خارج أوقات المدرسة".
المادّة : لكل المعلمين والمعلمات عن المجلس الأعلى للتعليم About the SEC.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.