بسم الله الرحمن الرحيم

من أحدث المقالات المضافة في القسم.

أبلة كوثر ﴿2837﴾.

اسمُ الكاتب : عمر علي باسيف.
عدد المشاهدات : ﴿5474﴾.
عدد المشـاركات : ﴿56﴾.


عاصم بن ثابت : صحابي.
الصدق مع الله صفة المؤمن الحق في قوله وعمله في جميع شئون حياته، فمن صدق مع الله نأل من الله مراده وأبر بقسمه وبارك في عمرة وحفظه من نوازل الدهر، فهذه قصة للصحابي الجليل عاصم بن ثابت رضي الله عنه يتجلى فيها الصدق مع الله، وكانت النتيجة أن الله أبر بنذره وحفظه بقدرته فإليكم القصة :
كان عاصم بن ثابت رضي الله عنه مؤمناً عميق الإيمان صادقاً وكان يبغض الشرك وأهله أشد ما يكون البغض وأبلغه حتى أنه نذر إلى الله أن لا يمس مشركاً ولا يمسه مشرك وكان من الرماة المشهود لهم بإجادة الرمي وقد كان يوم أحد يرمي المشركين فلا تخيب له رمية رمى يوم أحد بسهم فأصاب من المشركين شاباً يقال له مسافع بن طلحه فهرع مسافع إلى أمه والدم يتدفق منه فوضعته أمه سلافه بنت سعد على فخذها وهو يجود بأنفاسه وسألته : يا بني من أصابك ؟
قال أصابني رجل وقال : خذها وأنا أبن أبي الأقلح.
امتلأ قلب سلافه حقدا وفاض، فقالت : علي أن أمكنني الله من عاصم بن أبي الأقلح أن أشرب في قحف رأسه الخمر.
ولم يمض على يوم أحد سوى عام أو دونه حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رهط من عضل والقارة فقالوا : يا رسول الله إن فينا إسلاماً فأبعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام فبعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر منهم عاصم فلما وصلوا إلى ماء لهذيل يقال له الرجيع غدر بهم القوم وأحاطوا بهم وسيوفهم مشرعة فأسرع المسلمون الستة إلى سيوفهم فاستلوها فقال لهم الغادرون : إنا لا نريد قتلكم ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئاً من أهل مكة فأبى عاصم وثلاثة آخرون الاستسلام فقاتلوا حتى استشهدوا وأراد الغادرون أن يأخذوا رأس عاصم ليبيعوه لسلافة بنت سعد لعلمهم بما نذرت عند مقتل ولدها يوم أحد فلما اقتربوا منه أرسل الله النحل فأخذت تدور حول رأسه فقال القوم : دعوه حتى يمسي وتذهب الدبر (النحل) عنه فلما أمسى القوم أرسل الله مطراً غزيراً أسال الوادي بالماء فاحتمل جثة عاصم فلما أصبحوا لم يجدوا لها أثراً وعندما بلغ المسلمين في المدينة أن النحل منعت عاصماً قال عمر بن الخطاب : كان عاصم نذر أن لا يمسه مشركاً أبداً في حياته فمنعه الله بعد وفاته كما أمتنع منه في حياته، هؤلاء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فنألو من الله الكرامة والعزة والمنعة.
|| عمر علي باسيف : عضو منهل الثقافة التربوية.

التسلسل الزمني: 1435/12/01 (06:01 صباحاً).