
كمال عبدالحفيظ بخاري
عدد المشاركات : ﴿3﴾
التسلسل الزمني : 1441/07/01 (06:01 صباحاً)
عدد القراءات : ﴿6749﴾
سيد المفاتيح Master Key
◄ دخل بيته متثاقلاً بعد يوم عمل طويلٍ وشاق، ألقى بعلاّقة مفاتيحه على أقرب منضدة وحيا زوجه على عجل، دلف إلى دورة المياه ليغتسل، وحين خرج إذ بابنه الصغير ياسر يلتقط العلاّقة المزدحمة بعدد لا يقل عن عشرة مفاتيح محاولاً عبثاً أن يفتح بها كل قفلٍ يقابله ! في كل محاولة لم يغيّر ياسر المفتاح، ولكنه حاول بالكاد فتح أقفال جميع الأبواب بمفتاح واحد فقط من كل تلك المفاتيح العشرة دون أن يقفل أو يفتح أيا منها ! هذا الموقف رغم بساطته استوقف أبا ياسر ونقله على الفور إلى فكرة لم تخطر بباله قط حين كان يتعامل مع زملائه في العمل بذات المعاملة دون إدراك منه لتباين شخصياتهم، وحاجة كل منهم إلى مفتاح خاص يمكنه به فتح قلوبهم.
وحتى في نطاق الأسرة فإن بين الأولاد في البيت الواحد كثيراً من الفروق في تركيبتهم النفسية والطرق التي يمكن بها استمالتهم نحو والديهم، ومن المجانب للحكمة أن يعامل جميع الأولاد المعاملة نفسها ولا يمكن اعتبار التعامل وفق الفروق الفردية داعياً لعدم العدالة بين الأولاد بل ربما كان عين القسط بينهم، وهذا الأمر قابلٌ للإسقاط على كل بيئة تفاعلية بين البشر، في المدرسة والمصنع وفي السوق وكذا الأمر في مجتمعات الأعمال.
ويزداد الأمر صعوبة في ظل هذا الزخم الإلكتروني الهائل الذي يحيط بنا في هذا العصر من كل جانب، بشكل غابت فيه لغة الجسد بشكل شبه كامل، وأصبح من غير الممكن، بل من المستحيل أن نتمكن في غياب الصورة والتواصل البصري المصاحب لها، قادرين على إضافة العنصر الوجداني على التعامل البيني، إذ أصبح الذكاء الوجداني مطلباً مهماً لإدراك هذه الفروق بين البشر وتحقيق الرغبات العاطفية المختلفة لهم والتفاعل معها وفق ردود الأفعال، وليس أن يتم التعامل وفق قالب جامد في كل مرة، بشكلٍ لا يحسب حساب مناسبة التوقيت والمفردات ونبرة الصوت والتعابير الجسدية بما فيها لغة الوجه ومنه العينان.
فحين تتلقى بريداً إلكترونياً في المرة القادمة، تخيل الحالة الشعورية الوجدانية لمرسل البريد، وتعامل وفق توقعاتك، ولعلك سوف تكون متأكداً أن هذا الأمر في غاية الصعوبة بل شبه مستحيل، فالأمر الوحيد الذي تستطيع الاطلاع عليه والتحكم فيه عند إرسال البريد هو حالتك الشعورية (أنت) وقت إعداد الرد وليست حالة الطرف الآخر ! إذ يصعب على كثيرين إدراك الحالة الوجدانية لمرسل البريد وماهية الطريقة المناسبة للتعامل معه ! وهنا تبرز أهمية الذكاء العاطفي لدى العناصر العاملة ودورها في خلق بيئة جاذبة لخدمة العميل بشكل متميز.
ولك أن تتخيل أننا في غياب العاطفة نتحول إلى كائنات شديدة الشبه بالآلات، ويزداد الأمر سوءاً حين يكون هذا النوع من التعامل الآلي الأوتوماتيكي في بيئات عمل تتطلب قدراً كبيراً من التعامل الإنساني، مثل المستشفيات، وذلك حين ينقل الطبيب بملامح جامدة خالية من أي تعبير وجداني، خبراً صاعقاً لمريض مسكينٍ مصابٍ بالسرطان على سبيل المثال ! دون أدنى اعتبارٍ لمشاعره.
■ وباختصار شديد :
فمهما طغت الحياة المادية على التعامل بيننا، فإننا لن نستغني بأي حال من الأحوال عن إضافة العنصر الوجداني القادر على إضفاء كثير من الحيوية على حياتنا، وبالتالي جعلها أكثر متعة وسهولة.
◄ م. عبدالله بن أحمد الربيعة.
كمال عبدالحفيظ بخاري.
■ توقع ما شئت .. تجده أمامك ! خيراً أو شراً.
■ سيد المفاتيح Master Key.
■ برامج دينية جميلة في شهر رمضان .. ولكن أين تطبيقاتها الواقعية ؟
◄ دخل بيته متثاقلاً بعد يوم عمل طويلٍ وشاق، ألقى بعلاّقة مفاتيحه على أقرب منضدة وحيا زوجه على عجل، دلف إلى دورة المياه ليغتسل، وحين خرج إذ بابنه الصغير ياسر يلتقط العلاّقة المزدحمة بعدد لا يقل عن عشرة مفاتيح محاولاً عبثاً أن يفتح بها كل قفلٍ يقابله ! في كل محاولة لم يغيّر ياسر المفتاح، ولكنه حاول بالكاد فتح أقفال جميع الأبواب بمفتاح واحد فقط من كل تلك المفاتيح العشرة دون أن يقفل أو يفتح أيا منها ! هذا الموقف رغم بساطته استوقف أبا ياسر ونقله على الفور إلى فكرة لم تخطر بباله قط حين كان يتعامل مع زملائه في العمل بذات المعاملة دون إدراك منه لتباين شخصياتهم، وحاجة كل منهم إلى مفتاح خاص يمكنه به فتح قلوبهم.
وحتى في نطاق الأسرة فإن بين الأولاد في البيت الواحد كثيراً من الفروق في تركيبتهم النفسية والطرق التي يمكن بها استمالتهم نحو والديهم، ومن المجانب للحكمة أن يعامل جميع الأولاد المعاملة نفسها ولا يمكن اعتبار التعامل وفق الفروق الفردية داعياً لعدم العدالة بين الأولاد بل ربما كان عين القسط بينهم، وهذا الأمر قابلٌ للإسقاط على كل بيئة تفاعلية بين البشر، في المدرسة والمصنع وفي السوق وكذا الأمر في مجتمعات الأعمال.
ويزداد الأمر صعوبة في ظل هذا الزخم الإلكتروني الهائل الذي يحيط بنا في هذا العصر من كل جانب، بشكل غابت فيه لغة الجسد بشكل شبه كامل، وأصبح من غير الممكن، بل من المستحيل أن نتمكن في غياب الصورة والتواصل البصري المصاحب لها، قادرين على إضافة العنصر الوجداني على التعامل البيني، إذ أصبح الذكاء الوجداني مطلباً مهماً لإدراك هذه الفروق بين البشر وتحقيق الرغبات العاطفية المختلفة لهم والتفاعل معها وفق ردود الأفعال، وليس أن يتم التعامل وفق قالب جامد في كل مرة، بشكلٍ لا يحسب حساب مناسبة التوقيت والمفردات ونبرة الصوت والتعابير الجسدية بما فيها لغة الوجه ومنه العينان.
فحين تتلقى بريداً إلكترونياً في المرة القادمة، تخيل الحالة الشعورية الوجدانية لمرسل البريد، وتعامل وفق توقعاتك، ولعلك سوف تكون متأكداً أن هذا الأمر في غاية الصعوبة بل شبه مستحيل، فالأمر الوحيد الذي تستطيع الاطلاع عليه والتحكم فيه عند إرسال البريد هو حالتك الشعورية (أنت) وقت إعداد الرد وليست حالة الطرف الآخر ! إذ يصعب على كثيرين إدراك الحالة الوجدانية لمرسل البريد وماهية الطريقة المناسبة للتعامل معه ! وهنا تبرز أهمية الذكاء العاطفي لدى العناصر العاملة ودورها في خلق بيئة جاذبة لخدمة العميل بشكل متميز.
ولك أن تتخيل أننا في غياب العاطفة نتحول إلى كائنات شديدة الشبه بالآلات، ويزداد الأمر سوءاً حين يكون هذا النوع من التعامل الآلي الأوتوماتيكي في بيئات عمل تتطلب قدراً كبيراً من التعامل الإنساني، مثل المستشفيات، وذلك حين ينقل الطبيب بملامح جامدة خالية من أي تعبير وجداني، خبراً صاعقاً لمريض مسكينٍ مصابٍ بالسرطان على سبيل المثال ! دون أدنى اعتبارٍ لمشاعره.
■ وباختصار شديد :
فمهما طغت الحياة المادية على التعامل بيننا، فإننا لن نستغني بأي حال من الأحوال عن إضافة العنصر الوجداني القادر على إضفاء كثير من الحيوية على حياتنا، وبالتالي جعلها أكثر متعة وسهولة.
◄ م. عبدالله بن أحمد الربيعة.

■ توقع ما شئت .. تجده أمامك ! خيراً أو شراً.
■ سيد المفاتيح Master Key.
■ برامج دينية جميلة في شهر رمضان .. ولكن أين تطبيقاتها الواقعية ؟