من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

مثلث الكوتش ﴿4489﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالمحسن سفير السلمي.
إجمالي القراءات : ﴿7695﴾.
عدد المشــاركات : ﴿2﴾.

يموج الإنسان بالكثير من المشاعر التي تسكنه وتتحرك في دواخله, فالإنسان منجم من المشاعر, لا يفكر في شعور إلاّ يأتيه طوعاً ويبدأ في الظهور على السطح. كثيرة هي المشاعر المخبوءة بداخلنا ولكن ما نعرفه عنها هو القليل فهناك شعور بإمكانك أن تطلق عليه اسماً وهناك مشاعر أخرى لا تعرف عنها شيئاً سوى أن تقول إنني اشعر بشعور غريب في مكان كذا من جسدي.

■ ومن خلال القراءة توصلت إلى بعض الجوانب المهمة في التعامل مع مشاعرنا :
• أولاً : أننا نستدعي المشاعر من خلال التفكير فيها. فكر معي الآن في موقف كنت فيه سعيداً جداً. ولاحظ أن مشاعر السعادة بدأت تنساب بين ثنايا جسدك وتتخلله. ولو فكرت في موقف ثانٍ وثالثٍ لأمضيت وقتك وأنت تعيش في جو يملأه الفرح والسرور. ولو رن الهاتف الآن فسوف ينتقل تفكيرك إلى شيء آخر وسوف تصاحبك مشاعر أخرى قمت بالتفكير فيها للتو مع رنة الهاتف إذاً نحن الذين ندير مشاعرنا بحسب نقل تفكيرنا وتوجهاتنا.
ما دمنا قد علمنا ذلك فنحن بحاجة إلى أن ندرب أنفسنا على التفكير الإيجابي والنظر للأمور بطريقة تساعدنا على إدارة مشاعرنا إدارة فعالة (تفاءلوا بالخير تجدوه) ونهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن التطير والتشاؤم لأنها تقود إلى تفكير سلبي تجاه الحياة مما سيؤثر علينا سلباً عندها نعيش عالماً مضطرباً بسبب المشاعر السلبية.

• ثانياً : أن مشاعرنا تختزن في عقولنا مع تجاربنا السابقة وأن ما حدث لك في الماضي لا يزال مخزناً موجوداً في أعماقك وإلا ما الذي يجعل بعض الناس يشعر بالمرارة عندما يتذكر موقفاً قاسياً وبعضهم يضحك مع نفسه عندما يتذكر موقفاً مضحكاً. فلو كان لديك مائة ألف موقف 70% منها مواقف سلبية كيف سيكون أثرها على حياتك ليس هناك قاعدة مطردة ولكن هؤلاء ستميل حياتهم نحو العنف أو الانطوائية أو إساءة الظن بالآخرين بناء على هذا المخزون الهائل من المواقف السلبية وعكس ذلك من كانت غالبية مواقفه إيجابية ستلحظ عليه حب الناس والسعادة المصاحبة له في غالب أوقاته وهناك الكثير من التعساء سبب تعاستهم, تربية تعيسة عاشوها.

■ والسؤال الملح : هل أستطيع أن أتخلص من هذه المشاعر أو أن أقوم بتعديلها بعد هذا الزمن ؟
■ والجواب الرائع هو : نعم .. نعم.
حتى أن أحد العلماء قال (ليس متأخراً أن تعيش طفولة سعيدة ثانية) ويعني أننا نستطيع أن نستعيد تجاربنا السابقة ونتعامل معها الآن من واقع خبرتنا بطريقة مختلفة.
لقد قمت بالعديد من تلك التجارب الرائعة مع نفسي ومع أصدقائي ومن يطلب مني الاستشارة فكانت ممتعة جداً وكم كنت أتمنى أن أكون بجوارك وأنت تقرأ هذه الأسطر فربما أنك تحتاج إلى شيء من المساعدة لأنني لا استطيع أن اسهب في شرح ذلك ففيه تفصيل وتطبيق.

• ثالثاً : مشاعرنا موجودة في أجسادنا فعندما يتحرك أي شعور تلاحظ أن مكاناً ما من جسدك يتحرك مع ذلك الشعور والناس يختلفون في هذا المواقع الجسدية مع أن الغالب أن المشاعر تتدفق من منطقةٍ تحت الحجاب الحاجز في أسفل منطقة الصدر فهناك من إذا خاف أحمر وجهه واضطرب فمشاعره في وجهه وهناك من يختنق تنفسه ويتقطع صوته فهذا شعوره بالخوف في صدره وهناك من يستفرغ عندما يشعر بالخوف فهذا شعوره مركز في منطقة البطن وهناك من يسقط أرضاً فقدماه لا تحملانه لأن شعور الخوف لديه في ساقيه. ربما أنك تسمع هذا الكلام للمرة الأولى ولكن عندما تسأل نفسك أين هي مشاعرك عندما تشعر بالخوف ؟ ستأتيك الإجابة سريعاً.

• رابعاً : الجسد يميز بين كيمياء المشاعر الإيجابية والمشاعر السلبية فيحتفظ بالمشاعر الإيجابية ويحاول أن يتخلص من المشاعر السلبية كالقلق والخوف والاكتئاب وغيرها من جميع المشاعر التي تضايق الإنسان.

■ والآن سوف أساعدك على التخلص من المشاعر السلبية بكل سهولة وبطريقة آمنة وسهله وذلك باستخدام أسلوب التنفس التدريب كالتالي :
1- اجلس في مكان مريح لا يقاطعك فيه أحد.
2- حدد موضع الشعور وليكن شعور الملل (الطفش) وليكن على سبيل المثال في الصدر.
3- قم بأخذ أنفاس عميقة من الأنف وأنت تركز على موقع الشعور ثم تخرج هذا الهواء من الفم وتستشعر خروج تلك المشاعر مع الزفير.
4- كرر ذلك عشر مرات أو أكثر حسب الحاجة إلى ذلك.
5- بعد انتهاء التدريب سوف تشعر بشعور مختلف رائع.

■ تدرب على ذلك حتى يصبح عادة من عاداتك. عندها تشعر أنك أنت الذي يتحكم في مشاعره وليست المشاعر هي التي تتحكم فيك.

|| في التنمية المهنية : إدارة المشاعر.
|| التسامح واحتساب الأجر عند الله.