أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

فوائد لغوية ﴿22223﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : يوسف نور الزبير شمس الحق.
إجمالي القراءات : ﴿4958﴾.
عدد المشــاركات : ﴿36﴾.

في سفرة وحيدة قمت بها إلى خارج المملكة العربية السعودية إلى باكستان ـ في زمن لم يكن فيه لتطور تكنولوجيا الاتصالات بواسطة الهواتف المتنقلة أي انتشار أو ذكر ـ كان لزاما علي الاتصال بوالديّ للاطمئنان.
حال وصولي لتلك البلاد بت أقلب ناظري هنا وهناك، إلى واجهات المحلات، علّ كلمات باللغة الإنجليزية تعبر عن خدمات الاتصالات فلم أجد، وبسؤال أحد أهلها وجهني إلى لوحة كتبت عليها (P.C.O).
بداية لم أعر الموضوع اهتماماً، لأنهي مكالمتي فقط وهذا مرادي .. بتكرار الحالة بامتداد الفترة التي أقمت بها هناك قرابة الشهر لأجري مكالمات متعددة من أماكن متفرقة وكلها تحمل لوحات بذات العبارة المختصرة.
سألت أحد الزملاء من طلبة الشريعة والقانون بالجامعة، ليدلني على أن مدلول العبارة كالتالي : (Public Call Office) وعرض علي مذكرة في مادة القانون تحوي فصولاً متعددة من الاختصارات المسجلة رسمياً بالدستور لديهم، يتداولها عامة الناس ناهيك عن أهل الاختصاص.
في واقعنا المحلي أكثر ما يلفت نظرك لهذه الاختصارات هو تجوالك داخل أورقة المستشفيات والمختبرات الطبية، لتجد سيلاً منها من حولك على اللافتات والمطبوعات، وتشخيص الأطباء للحالات.
وباتت المنظمات اليوم تختصر أسماءها بواسطة الأحرف الأولى المكونة لاسمها. فعبارة (K.F.C) مثلاً تشير إلى مطاعم كنتاكي للدجاج المقلي وانتقلت الحمى شيئاً فشيئاً إلى المنظمات العربية فمثلاً (S.T.C) تشير إلى الشركة السعودية للاتصالات.
إن كانت للعالمية والتجوال الدولي لتلك المنظمات ما يعذرها من تبنيها لهذا الأمر، فما بال واجهات محلاتنا أصبحت تعرض عناوين ومسميات أجنبية تكتب بحروف عربية، ولو تركت بحروفها الأجنبية لكان أفضل، أو بكلمتها العربية الأصيلة لكان أحلى وأجمل !

■ فهل لغتنا العربية تقبل مثل هذه الإسقاطات ؟
■ ما هو واقع (ثقافة الاختصارات) في لغتنا العربية ؟

■ إضاءة :
يقول شاعر النيل على لسان اللغة العربية :
رموني بعقم في الشباب وليتني=عقمت فلم أجزع لقول عداتي
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية=وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة=وتنسيق أسماء لمخترعات
|| يوسف نور الزبير شمس الحق : عضو منهل الثقافة التربوية.