من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عثمان أيت مهدي.
إجمالي القراءات : ﴿6429﴾.
عدد المشــاركات : ﴿33﴾.

من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني.
■ ما كان حلماً بالأمس القريب أصبح حقيقة اليوم، فلِمَ لا يكون حلمنا اليوم حقيقة غداً ؟
إنّ التطور المذهل لوسائل الإعلام والاتصال، والقفزة النوعية التي تشهدها التكنولوجية الرقمية كفيلان بالإجابة عن هذا السؤال.
لقد مرّ التعليم في الجزائر على غرار التعليم في العالم بمراحل مختلفة، مرتكزاً على المحاور الأساسية لعملية التعلم والتعليم التقليدية : (المعلم ـ المتعلم ـ المادة التعليمية) سواءً بملازمة أحد العلماء لفترة معينة، أو بالتردد على حلقات الأئمة والعلماء بالمساجد ودور العلم، أو بمزاولة الدروس بمدارس مهيكلة خصيصاً لهذا الغرض.
ما يميز هذا التعليم التقليدي، علاقة اتصال المعلم بتلاميذه، حيث لا تضاهيها وسيلة اتصال أخرى، بين شخصين أو أكثر. يلتقيان وجهاً لوجه، فتجتمع الصورة والصوت، الحركة والمشاعر والأحاسيس التي تقوم جميعها بنقل المادة التعليمية وإيصالها إلى المتلقي، يحصل التأثير فيتم التعلم وتعديل السلوك. إضافة إلى هذه العلاقة هناك علاقة أخرى لا تقل حميمية من الأولى تربط المتعلم بالكتاب، يحمله كالابن المدلل بين كفيه، أو يجلسه على الطاولة مداعباً صفحاته محدقاً صوره، منصتاً، قارئاً، مردداً نصوصه.
إلا أنّ تعميم التعليم بعد الاستقلال وتزايد العدد الهائل من المتعلمين على المدارس، أصبح الطلب على العلم تحد للجميع، وتوفير المقاعد الدراسية والمؤطرين للعملية التربوية من إداريين ومعلمين وعمال يثقل كاهل الدولة، وتقديم تعليم ذي نوعية لجميع أبناء الوطن المتمدرسين يؤرق التربويين ويدفعهم إلى مزيد من الجهد والتنقيب عن أنجع السبل لتحقيق الجودة في التعليم.