من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عواض مبارك الحارثي.
إجمالي القراءات : ﴿3088﴾.
عدد المشــاركات : ﴿35﴾.

بين واقع المعلم الرسمي ونظرته لنفسه : هل معلمونا لا يلقوا احتراماً ؟
■ من أراد أن يعرف الواقع الرسمي والحقيقي فعليه أن يتصفح بنظر ثاقب وفكر صائب المعطيات بل الحقائق التالية :
● عدد المعلمين :
فلا تكاد تخلو أسرة من معلم (معلم اسم جنس يطلق على المذكر والمؤنث) فهم يمثلون أكبر شريحة مدنية في الوظائف الحكومية ويحظون بكادر خاص بهم بل كان من أول الكوادر الصادرة الخاصة بفئة معينة من موظفي الدولة، كما أنهم هم الفئة الوحيدة التي تتعامل مع أفضل مخلوق ومع أفضل ما في المخلوق، فالمخلوق الإنسان وأفضل ما فيه عقله، على عاتق المعلم يتوقف بعد تقدير الله مستقبل الأمة فإما يرفعها وهو المأمول وإما يذلها لا سمح الله وهذا ما لا نتوقعه من معلمينا، المعلم صاحب رسالة ويحمل إرث النبوة ألا وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما أورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر، كما أنه يفترض أنه حظي بقدر وافر من العلوم المسلكية التي تؤهله للتربية.
هذه معطيات أظن الجميع يتفق على أنها قمة في الإيجابية وصاحبها ذا شأن ومكانة فلماذا يتذمر البعض ؟

● نظرته السلبية نحو نفسه :
عندما يعتقد المعلم أن أثره ضعيفا أو معدوما وأن هناك مؤثرات تربوية تفوقه في التأثير مثل الوسائل الإعلامية من قنوات فضائية وشبكة عنكبوتية وأسرة وأقران .. الخ فالنتيجة الحتمية هو عدم التأثير فقناعته الداخلية مبنية على عدم أو ضعف التأثير فواجب المعلم أن يعكس الوضع ويقلب المثلث ويرى أن نجاحه في التربية يؤثر إيجابا على الناشئة فهو متخصص في التربية وتربيته مقصودة، يُنظر إلى دوره أنه صاحب وظيفة.
شتان بين صاحب الرسالة وصاحب الوظيفة فصاحب الرسالة عليه واجبات وأولها أن يكون قدوة لغيره صابرا محتسبا وشتان بين من يمكن أن يقوم أي شخص بدوره وقد تؤدي دوره آلة وربما بعض الحيوانات أكرمكم الله كحمل الأحمال الثقيلة فالعربات والجمال والخيل والحمير أقوى من البشر على ذلك ـ مع احترامي لأصحاب تلك الحرف ـ شتان بين ذلك وبين من لا يقوم بدوره إلا الأفذاذ وشتان، بين من يرث من مشكاة النبوة ومن يأخذ من البشر على ما في بشريتهم من نقص.

● الانهزام الداخلي :
عندما يشعر الإنسان بالنقص ينهزم داخليا فلا يرى في نفسه الكفاءة ولو أدى مهما أدى فلن يقبل منه فعلى المعلم أن يرفع من معنويات نفسه كما أن على المدير والمشرف دور أكبر في رفع معنويات المعلمين من حيث زرع الثقة وتزويد المعلم بما يرفع من مستواه لأداء رسالته ولا ننكر أن هناك خلل في التأهيل قبل دخول الميدان وخلال العمل.

● تأخر الثمرة :
لكل عامل موسم حصاد ينتظره والمعلم صاحب الرسالة له أمل في أن يجد ثمرة جهده لكنها تأتي متأخرة ولعل معلم المرحلة الثانوية أقربهم وربما كان معلم المرحلة الابتدائية أبعدهم عندما يجد ثمرة جهده في الميدان، ولو نظرنا إلى الثمرة الفورية من تعديل السلوك وتعلم العلوم ورجونا ما هو أعظم لتأكدنا أن الثمرة حاصلة عاجلة لكنها في جزئيات كمن يبني عمارة فهو يبني طوبة طوبة لا تلبث أن تتكون منها طوابق ربما كانت ناطحات سحاب.

■ وهناك خطوات إجرائية للنجاح :
1- الإخلاص لله أولا وآخرا.
2- الإيمان بأن المعلم صاحب رسالة لا موظف ولا صاحب وظيفة.
3- التزود وخير زاد التقوى فعلى المعلم أن يكون حاضرا في عصره ويطور نفسه ولا يستجدي أحدا في أن يهبه معلومة في عصر المعرفة وسرعة الحصول عليها.
4- ترتيب الأولويات فالتربية أولا فلا نهتم بالجانب التحصيلي مع أهميته متناسين أو مغفلين الجانب التربوي بل نعلم للعمل لا للمعرفة.
5- ألا نخلط بين الهدف والوسيلة فأم الكوارث أن نجعل الوسائل أهدافا فالتحضير مهم والوسيلة مهمة والمعمل مهم لكنها وسائل لتعليم الطالب وتربيته.
6- النظرة الإيجابية نحو نفسه فأثر المعلم أقوى المؤسسات التربية بل يستطيع أن يؤثر في المؤسسات الأخرى إيجابا.
7- توقع لنفسك ما حصل لغيرك من أصحاب الرسالات فكل صاحب رسالة قابل معوقات لكنها لم تثنه أو تفت في عضده أو توهن عزمه بل زادته صلابة وقوة وإصرارا.
8- لا تقف عند أي عائق بل تخطه وتحده في أن تجعله دافعا وحافزا لك وأنك تثاب على ذلك.
9- اعلم أن أثرك موجود لكنه قد لا يظهر اليوم وقد يظهر جزء منه وقد يتأخر الجزء والكل وقد يغيب عنك فلا تجده إلا في صحائف أعمالك وبقدر لم تكن تتوقعه فكم من شخص هدي على يديك وهدى أمم من بعده لك في ذلك أوفر الحظ والنصيب.