من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : فايز سعد النفاعي.
إجمالي القراءات : ﴿6380﴾.
عدد المشــاركات : ﴿6﴾.

التعليم الإلكتروني : مفهومه الحقيقي وبرامجه.
نسمع كثيراً بتطبيق بيئة التعلم الإلكتروني هنا وهناك، فهل ما يتم تطبيقه يُـعد تطبيقاً علمياً لبيئة التعلم الإلكتروني أو لجزء من هذه البيئة المنتجة للتعلم الإلكتروني أو لأداة من أدواته.
من خلال هذا المقال نأمل في الوصول لماهية التعلم الإلكتروني والبيئة المنتجة له، وبرامجه المنتجة حالياً.
■ قبل البدء :
للوصول لمفهوم التعلم الإلكتروني أريد طرح بعض الاستفسارات التي تعطينا تصوراً ذهنياً عن ماهية التعلم الإلكتروني والبيئة المنتجة لهذا النوع من التعلم.

● السؤال الأول :
هل استخدام أحد برامج العرض كالبوربوينت لشركة ما يكروسوفت، أو الفلاش وغيره من برامج شركة ماكروميديا لعرض درس يُعد تعلماً إلكترونياً ؟

● السؤال الثاني :
هل إعداد المقرر الدراسي بمعزل عن عناصر العملية التعليمية من معلم ومشرف تربوي يُعد تعلماً إلكترونياً ؟

● السؤال الثالث :
هل وضع ملف تعليمي على شبكة الإنترنت ليستطيع الطلاب تحميله والاستفادة منه يُعد تعلماً إلكترونياً ؟

■ قبل البدء لمناقشة هذه الأسئلة :
يعلم الجميع ويعيش الآن واقعاً يصدق المقولة : (تطور المجالي التقني ساهم بقوة في تطور جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والصحية وغيرها). ونلمس جميعاً هذا التطور في حياتنا، ومنها هذا المنهل التربوي الذي نعيشه ويستفيد فيه بعضنا من بعض.
ومن التطور الذي عاشته الوسيلة التعليمية منذ بداياتها الأولى حتى الآن يعتبر من استخدم برامج العروض في السؤال الأول استخدم وسيلة تعليمية جديدة وهذا من تطوير التقنية لهذا المجال كما حدث في جميع المجالات، فالاقتصار على هذه اللغة من الاستخدام يعتبر استخدام لوسيلة تقنية جديدة لعرض الدرس وليس تعلماً إلكترونياً.
ولا يمنع أننا نتفق أن هذا العرض يعتبر جزء من البيئة التربوية المنتجة للتعلم الإلكتروني.
بينما نرى السؤالين الآخرين لا يخرج عن نطاق الاستفادة من خدمات التقنية فيما يخدم العمل التربوي التعليمي وليس هو بعينه البيئة التربوية التعليمية المنتجة للتعلم الإلكتروني.

● البيئة التربوية التعليمية المنتجة للتعلم الإلكتروني ينبغي أن تحتوي على :
1) المحتوى الإلكتروني وتصميمه بأحد برامج تحليل المحتوى الإلكتروني التي تتسارع في إنتاجها كبرى الشركات العالمية الآن، وهذا المحتوى الإلكتروني مبني تماماً على الإطار العلمي للمحتوى الذي يتم إعداده في الكثير من المواد الآن.
2) التصميم التعليمي للمحتوى الإلكتروني بأحد برامج التصميم التعليمي. وتعتبر العروض التقديمية من وسائل تم اعتبارها وغيرها من إيضاحات وأنشطة وأمثلة جزء من هذا التصميم.
بهاتين الخطوتين : يتم تصميم برنامج إلكتروني مرن للطالب، يستطيع من خلاله طرح الأسئلة والاستفسارات لمعلميه، ويستطيع أيضاً من حل الواجبات المنزلية والاطلاع على التغذية الراجعة أولاً بأول.
3) تصميم البيئة الصفية بما يناسب البيئة التربوية التعليمية المنتجة للتعلم الإلكتروني، وهذا ما نشاهده الآن ونلمسه من مشروع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لتطوير التعليم.
4) إعداد برنامج للمعلم يستطيع من خلاله التعامل مع برنامج الطالب المتضمن للمحتوى الإلكتروني وللتصميم التعليمي للدروس، قادراً على التعديل المناسب.
5) إعداد برنامج لمشرف التربوي يستطيع من خلاله التواصل مع المعلم والاطلاع على تقدم الطلاب في المادة ومناقشة المعلم بما يفيد تطوير العملية التربوي التعليمية، ويستطيع من خلال البرنامج عقد الندوات والورش مع معمليه.

● وبهذا يساهم البرنامج في :
1- التقليل من سلبيات الأعباء الإدارية التي أُثقل بها المشرف التربوي وقللت من تطوير العملية الفنية.
2- يستطيع أن يطبق مفهوم الإشراف الإلكتروني في عمله.
3- وفي الرتبة نفسها يتم إعداد برنامج خاص لمدير المدرسة يستطيع الاطلاع على مستوى أبنائه الطلاب وتقدم معلمي المدرسة في تنفيذ الخطة الدراسية والتداخل مع المشرف التربوي في بعض المساحات لإبداء الرأي والمشورة فيما يخدم العمل التربوي التعليمي.

وفي هذه البيئة التربوية التعليمية المنتجة للتعلم الإلكتروني برامج إدارية تخص رئيس القسم ومدير مكتب التربية والتعليم ليتواصل مع زملائه المشرفين ومديري المدارس. فهي بيئة تربوية تعليمية شبكية منتجة للتعلم الإلكتروني، متكاملة في عملها لك جهة في عناصرها مساحة معينة، وبصورة رياضية المساحة المخصصة للطالب جزئية من مساحة المعلم ومساحة المعلم جزئية من مساحة المدير والمشرف التربوي، وهكذا وجميع المساحات تعمل إلكترونياً في بيئة تربوية تعليمية يسعى الجميع لتطويرها لما يعود بالنفع على بلدنا الغالي في نفوسنا.
وهذه البيئة تعمل ككل واحد إلكتروني يساهم فيه جميع عناصر العمل التربوي التعليمي.

■ خاتمة :
عوداً على بدء التقنية وتطورها أحدث تطوراً وتقدماً في جميع مجالات الحياة المتسارعة، ومنها الجانب المرسل في التعليم (المعلم - المدير المدرسة - المشرف التربوي - الإدارة) والمتلقي (الطالب)، ويجب على الجانب المرسل أن يتقدم ويتطور مع ما تحدثه التقنية من تطورات حتى لا يسبق المتلقي بما تحدثه التقنية من تطور مرسله ليكون المرسل مقنعاً ومواكباً لطالب اليوم.
طالب اليوم غير طالب الأمس، أبنائنا الآن يستخدمون التقنية في دراستهم في بعض الجوانب وخاصة جانب البحوث والبحث عن المعلومة، وينبغي علينا معشر التربويين توجيه هذا التعلم توجيهاً سليماً صحيحاً يعود بالنفع لأبنائنا الطلاب ليكونوا خير عدة للوطن الغالي علينا جميعاً، ويقوموا بما يجب عليهم اتجاه وطنهم الغالي في جميع ميادين الحياة.
ولا نعلم ماذا تخفي التقنية من تطور قادم، فالتسارع العجيب في تقدم التقنية يجعل الجميع منبهراً به، وقريباً سمعنا بتقنية النانو.