من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

النادرون ﴿3288﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عثمان أيت مهدي.
إجمالي القراءات : ﴿5800﴾.
عدد المشــاركات : ﴿34﴾.

دع القلق أيها المعلم ــ ملخص الكتاب.
■ يقع الكتاب في مئة وسبع عشرة صفحة، يقسم إلى فصلين هما : متعة التعليم في الهدوء والسكينة ـ الاسترخاء في المدرسة وفي البيت ـ ثم الخاتمة.
يستهل الكاتب الجزأين بمقدمة تلخص أسباب البحث عن دليل لمحاربة القلق عند المعلم فكثير منا يلتحق بالتعليم رغبة في تربية الناشئة وحبا في إيصال المعرفة إلى الآخرين لكن هذه الرغبة كثيرا ما ينتابها الضعف عندما تصطدم بأقسام مكتظة تتجاوز الأربعين تلميذاً كثير منهم لا رغبة له في التعلم بسبب النظام التعليمي الصارم أو لعدم تمكن هؤلاء من المتابعة والتعلم من هنا تبدأ حيوية المعلم في الاضمحلال وأمله في التلاشي شيئا فشيئا وذلك للأسباب التالية :
1- ضعف الدعم والاعتراف الذي يحظى به المعلم من طرف الإدارة.
2- نقص الوسائل المادية.
3- ضعف تفهم التلاميذ لمعاناة المعلم.
مع مرور السنوات تبدأ الأعراض الأولى للقلق والانهيارات العصبية تطارد المعلم.
كيف نتعلم الهدوء، الجدية، تجنب أسباب القلق، الثقة والاعتداد بالنفس، تطوير العلاقات المهنية مع التلاميذ والزملاء. هذا ما يحاول الكتاب الإجابة عنه.

■ تناول الفصل الأول :
متعة التعليم في الهدوء والسكينة، ويتأتى ذلك بالخطوات التالية :
1. الشجاعة على التغيير : إننا لا نحضن الأفكار الجديدة بسهولة إذا تعلق الأمر بترك السلوكات القديمة لأن الجديد يعني غير المعروف أو المبهم ويعني المغامرة لذا نتشبث بالقديم حتى وإن كان قبيحا ومضرا ولمعرفة كيفية تسيير القلق الذي ينتابنا كمعلمين وأساتذة لا بد من البحث على :
♦ أسباب وعوامل القلق.
يطرح المعلم على نفسه السؤال التالي : لماذا وكيف ينتابني القلق والحالات العصبية، ثم يحاول أن يكون أمينا مع نفسه. هل هو بسبب كلام جارح من طرف التلميذ، انتقادات لاذعة من طرف زميل ما الذي يغضبني كثيراً هل هو المحيط الدراسي، (الشكل الجمالي، أصوات مزعجة) التلاميذ (عملهم، مستواهم، سلوكهم) الزملاء (مشاكل الحوار والتنسيق) السلم الإداري (الدعم، الاعتراف) الفقر (الوسائل المادية الضعيفة).
ما الذي يشجع القلق عندي ؟ مشاكلي الشخصية، نقص في السلامة الصحية (الأكل، الخمر، التدخين، الأرق).
يبدأ المعلم في معالجة مشاكله الشخصية المرتبطة بصحته الجسدية والنفسية ـ أولاً ـ ليتمكن بعد ذلك من معالجة القضايا الخارجية المحيطة به لن يستطيع الإنسان مواجهة التغيير وهو يعاني من الأرق، أو مصاب بفقدان الشهية، أو مدمن على شرب القهوة والتدخين بإفراط. إننا نجري وراء ملذات الحياة على حساب صحتنا النفسية التي تحتاج إلى أوقات للمراجعة والمحاسبة.
إن الخطوة الأولى للتغيير الإيجابي تتمثل في تخصيص وقت لمراجعة الذات ومحاسبتها. وكل سلوك تقوم به من أجل التغيير سيسجل داخل العقل الباطني، الذي بدوره يوجهك بطريقة تلقائية إلى طريق السعادة والهدوء.

♦ إشارات الإنذار.
إن عملنا بالتعليم يعتبر مصدرا للقلق اليومي، ولكل معلم طريقته واستراتيجيته في التعامل مع هذه الظاهرة .. كيف يتولد عندي القلق، كيف هو رد فعلي الجسدي، السلوكي، الشعوري. نحاول أن نجيب بأمان عن الأسئلة التالية :
• على مستوى الجسدي : صعوبات في النوم، الأرق ـ الإفراط في التدخين أو في تناول المهدئات ـ الإحساس بالتعب ـ أوجاع الرأس، البطن، المعدة ـ خفقان القلب، الدوار ـ الحساسية، ارتفاع ضغط الدم، أوجاع أخرى حددها.
• على مستوى الشعوري : الأفكار السلبية، نقص الثقة والاعتداد بالنفس ـ الانهيارات العصبية، اليأس ـ أفكار أخرى سلبية حددها.
• على مستوى السلوكي : الميل إلى العزلة ـ ردود الفعل العنيفة وعدم ضبط النفس ـ الإفراط في العمل ـ الميل إلى الانتقاد أو اللامبالاة ـ عدم تخصيص أوقات للتسلية والاستجمام ـ سلوكات أخرى حددها.
لإيجاد السكينة والهدوء مع الذات لا بدّ أن تكون لدينا الشجاعة على التغيير. بعد معرفة الأسباب والعوامل المسببة للقلق، والتعرف على إشارات الخطر والإنذار لدينا، نبدأ في تغيير نظرتنا إلى أنفسنا، من النظرة السلبية إلى النظرة الإيجابية، إلى الاعتداد والثقة بالنفس وبعدها تأتي مرحلة التناغم والتوافق مع العالم من حولنا، من خلال تغيير نظرتنا إلى الآخرين، التلاميذ والزملاء.

إننا نتعامل مع تلاميذ مراهقين يختبرون في كثير من الأحيان ـ دون شفقة أو رحمة ـ شخصية الأستاذ، أخلاقه، قدراته العلمية، كل شيء عنه، لذا على الأستاذ أن يكون هادئا واثقا من نفسه، متقمصا شخصية المربي، النفساني، المساعد الاجتماعي، وحتى يتمكن من ذلك عليه :
1- عدم التسرع في الرد : التلميذ العنيف أو المشاغب هو تلميذ يعاني داخليا، ولا يملك وسيلة لطلب المساعدة والعون إلا أن يسلك طريق العنف. خذ نفسا عميقا وتريث، ثم تصرف بما يمليه العقل والخلق النبيل. قد يبدو الأمر صعبا في البداية ولكنه يصبح اعتياديا بعد ذلك.
2- تقاسم متاعبك مع زملائك في المهنة، أو مع أقاربك أو أصدقائك، تحدث إليهم، ليس عيبا أن تكلم الآخرين في مشاكلك، إنها وسيلة لتفريغ همومك ومتاعبك.
3- كن نفسك، انزع القناع عنها، عبّر عن أحاسيسك ومشاعرك، اعترف بأخطائك، أبرز مواقفك الرافضة أو المؤيدة، استمع إلى الآخرين من التلاميذ و الزملاء. بذلك تؤكد شخصيتك للجميع.
4ـ بعدها تعرض الكاتب إلى طريقة كوي Emile Coué التي تتلخص في : الملاحظة والمراقبة الذاتية بطريقة إيجابية، وممارسة التفكير الإيجابي.

■ أما الفصل الثاني فقد تناول : الاسترخاء في البيت وفي المدرسة.
إن ممارسة الاسترخاء تساعد الإنسان على احتواء القلق والتعب كما تساعده على العودة إلى توازنه النفسي والعقلي .. ويكون الاسترخاء عن طريق ممارسة التنفس العميق واقفا أو مستلقيا عدة مرات في اليوم، استحضار المشاعر الهادئة والجميلة وطرد المشاعر السلبية، كأن يتصور الإنسان نفسه في حديقة غناء، أو على شاطئ البحر، أو مكان جميل يعرفه. تدليك العضلات لإراحة الجسم من التعب والإرهاق. ممارسة بعض الحركات الرياضية داخل البيت.
كتاب جدير بالقراءة، يقدم حلولا ملموسة لتجاوز بعض الأزمات النفسية التي قد يعانيها الأستاذ أثناء مشواره المهني. وما أصعب مهنة التعليم !
Guide anti-stress de lenseignant - Maryse Isimat-Mirin - Chronique Sociale 2006