من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿3370﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

معنى أشراط (أمارات) / (علامات) الساعة : لغة واصطلاحا.
■ معنى الأشراط (الأمارات) / (العلامات) لغة :
أشراط جمع شرَط بالتحريك، والشَّرَط العلامة، وأشراط الساعة، أي : علاماتها وأماراتها، وأشراطُ الشيء: أوائلُه، وأسباب التي تقدمه.
قال الجوهريُّ رحمه الله تعالى : "أشراط الساعة علاماتها"[1].
وقال ابن الأثير[2] رحمه الله تعالى : "الْأَشْرَاطُ العَلاماتُ، واحدُها شَرَطٌ بِالتَّحْرِيكِ، وَبِهِ سُمِّيَتْ شُرَط السُّلْطَانِ؛ لِأَنَّهُمْ جَعَلوا لأنُفسهم عَلامات يُعرَفون بِهَا"[3].

● وفسَّر القرطبي رحمه الله تعالى قوله تعالى : ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ﴾ [4]:
قال : "﴿ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ﴾، أي: أماراتها وعلاماتها"[5].
وأيضًا قال في معنى : (أشراط الساعة)، "أي : أسبابها التي هي دون معظمها، ومنه يقال للدون من الناس: الشرط"[6].
وأيضًا قال : "وواحد الأشراط شرَط، وأصله الأعلام، ومنه قيل: الشُّرَط؛ لأنهم جعلوا لأنفسهم علامةً يُعرفون بها، ومنه الشرط في البيع وغيره"[7].
فتبين مِن هذا أن الأشراط في اللغة: هي علامات الشَّيء المتقدمة عليه وأماراته الدالَّة عليه والأسباب التي تقدمه.

■ الساعة :
جُزْء مِن أَجزَاء الْوَقْت والحين وَإِنْ قَلَّ، ويقال للْقِيَامَة أَو الْوَقْت الَّذِي تقوم فِيهِ، وجمعها: ساع وسواع[8].

■ معنى الأشراط (الأمارات) / (العلامات) اصطلاحًا :
هي: العلامات والأمارات التي تسبق يومَ القيامة وتدلُّ على قدومه.
قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى : "المراد (بالأشراط) العلامات التي يعقبها قيام الساعة"[9].
وقال البيهقي [10] رحمه الله تعالى في معني المراد من أشراط الساعة : "أَمَّا انْتِهَاءُ الْحَيَاةِ الْأُولَى فَإِنَّ لَهَا مُقَدِّمَاتٌ تُسَمَّى أَشْرَاطَ السَّاعةِ"[11].
فعُلم مما تقدَّم أن للساعة أمارات (علامات)، ومنها ما ظهَر ومنها ما سيظهر كما يثبت من الكتاب والسنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الصحاح للجوهري، مادة: (ش رط)، (3/ 1136).
[2] ابن الأثير (544 606 هـ = 1150 1210 م)، هو: المبارك بن محمد بن محمد بن عبدالكريم، أبو السعادات مجد الدين الشيباني الجزري، المشهور بابن الأثير، ولد ونشأ في جزيرة ابن عمر، من مشاهير العلماء وأكابر النبلاء، كان فاضلًا، بارعًا في الترسل، رئيسًا مشارًا إليه، تنقَّل في الولايات واتَّصل بصاحب الموصل وولي ديوان الإنشاء، عرض له مرض كف يديه ورجليه ومنعه الكتابة فانقطع في بيته، قيل: إن تصانيفه كلها ألَّفها في زمن مرضه إملاءً على طلبته، من تصانيفه: (النهاية في غريب الحديث) و(جامع الأصول في أحاديث الرسول) و(الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف) في التفسير.
راجع : "سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (21/ 488 491)، والأعلام للزركلي (5/ 272 273).
[3] النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد بن عبدالكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)، مادة: (ش رط)، (2/ 460)، المكتبة العلمية بيروت، 1399هـ 1979م، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، محمود محمد الطناحي، عدد الأجزاء: (5).
[4] سورة محمد: (18).
[5] "الجامع لأحكام القرآن" ؛ للقرطبي، (16/ 240).
[6] المصدر نفسه.
[7] المصدر نفسه.
[8] راجع: المعجم الوسيط، مادة: (ساع)، (1/ 463)، مجمع اللغة العربية بالقاهرة، (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبدالقادر / محمد النجار)، دار الدعوة.
[9] "فتح الباري شرح صحيح البخاري" ؛ لابن حجر، (13/ 79).
[10] البيهقي (384 458 هـ = 994 1066 م)، هو: أحمد بن الحسين بن علي بن عبدالله، أبو بكر البيهقي، نسبة إلى بيهق وهي قرى مجتمعة بنواحي نيسابور، فقيه شافعي، حافظ كبير، أصولي نحرير ومكثر من التصنيف، غلب عليه الحديث واشتهر به ورحل في طلبه، وهو أول من جمع نصوص الإمام الشافعي، جمعها في عشر مجلدات، وكان من أكثر الناس نصرًا لمذهب الشافعي، قال إمام الحرمين في حقه: ما من شافعي المذهب إلا وللشافعي عليه منة إلا أحمد البيهقي، فإن له على الشافعي منة، من تصانيفه: (السنن الكبير)، و(السنن الصغير)، و(كتاب الخلاف)، و(مناقب الشافعي) وقيل: تبلغ تصانيفه ألف جزء.
راجع : "طبقات الشافعية الكبرى"؛ لتاج الدين عبدالوهاب بن تقي الدين السبكي (المتوفى: 771هـ)، (3/ 270 271)، المحقق: د. محمود محمد الطناحي د. عبدالفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية، 1413هـ، عدد الأجزاء: (10)، و"الأعلام"؛ للزركلي (1/ 116)، و"وفيات الأعيان"؛ لابن خلكان، (1/ 75 76).
[11] شعب الإيمان، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)، (1/ 528)، حققه وراجع نصوصَه وخرَّج أحاديثه: الدكتور عبدالعلي عبدالحميد حامد، أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، صاحب الدار السلفية ببومباي الهند، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، الطبعة: الأولى، 1423 هـ 2003 م، عدد الأجزاء: (14) (13، ومجلد للفهارس).
■ محمد طاهر عبدالظاهر الأفغاني : الألوكة.