من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿2250﴾.
عدد المشــاركات : ﴿723﴾.

تعريف الملائكة :
"الملائكة "في أصل اللغة جمع ملَك، وهو مشتق من الألوكة، أي: الرسالة، أو مشتق من الملك بفتح الميم وتسكين اللام، وهو الأخذ بقوة، أما تعريفهم في الشرع : "فهي أجسام لطيفة، أعطيت قدرة على التشكل، بأشكال مختلفة، ومسكنها السموات". وعلى هذا جمهور العلماء، كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر.

■ وجوب الإيمان بالملائكة :
الإيمان بالملائكة؛ هو الاعتقاد الجازم بوجودهم، وأنهم مخلوقون لله سبحانه، ذكر القرآن : (ولكن البرَّ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة) (البقرة : 177). والإيمان بالملائكة : ركن من أركان الإيمان، فلا يصح إيمان العبد إلا به، وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، ذكر القرآن: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله) (البقرة : 285). وفي حديث جبريل المشهور، قال - عندما سئل عن الإيمان : (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره) رواه مسلم،
وأجمع المسلمون قاطبة على وجوب الإيمان بالملائكة، وعليه فمن أنكر وجود الملائكة من غير جهل يعذر به فقد كفر، لتكذيبه القرآن في نفي ما أثبته، وقد قرن الله عز وجل الكفر بالملائكة بالكفر به، ذكر القرآن: (ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا) (النساء : 136).
والإيمان بالملائكة ليس على درجة واحدة، فهناك الإيمان المجمل، وهو الإيمان بوجودهم، وأنهم خلق من خلق الله سبحانه، وهذا القَدْر من الإيمان بالملائكة واجب على عموم المكلفين، وهناك الإيمان التفصيلي، وذلك بمعرفة ما يتعلق بالملائكة مما ورد به الشرع المطهر، وطلب هذا واجب على الكفاية، فلا يطالب به كل مكلف، بل هو واجب على مجموع الأمة، بحيث إذا قام به البعض، وحصلت بهم الكفاية، سقط عن الآخرين.

■ صفات الملائكة :
• من صفات الملائكة الخَلْقية ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنهم خلقوا من نور، فقال عليه الصلاة والسلام : «"خلقت الملائكة من نور ..» رواه مسلم.
• وأخبر الله تعالى أنه جعل للملائكة أجنحة يتفاوتون في أعدادها فقال سبحانه : {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (سورة فاطر آية : 1)
«ورأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريلَ عليه السلام له ستمائة جناح» متفق عليه.
• وقد يتحول المَلَكُ بقدرة الله تعالى إلى هيئة رجل، كما حصل لجبريل عليه السلام حين أرسله الله إلى مريم على صورة بشر، وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم ولوط عليهما السلام كانوا على صورة رجال.
• إن الملائكة عالم غيبي، مخلوقون عابدون لله تعالى، فليس لهم من صفات الربوبية والألوهية شيء، بل هم عباد الله منقادون تماما لطاعة الله، كما قال سبحانه عنهم : {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (سورة التحريم آية : 6)

■ أنواع الملائكة وأعمالهم :
إن للملائكة أعمالا يقومون بها في هذا العالم، وهم أنواع، ولكل نوع منهم عمل، فمنهم :
1- الموكل بالوحي من الله تعالى إلى رسله عليهم السلام، وهو جبريل عليه السلام.
2- الموكل بالمطر وتصاريفه.
3- الموكل بالصُّور – وهو قرن ينفخ فيه -، وهو إسرافيل عليه السلام.
4- الموكل بقبض الأرواح، وهو ملك الموت وأعوانه.
5- الموكلون بحفظ عمل العبد وكتابته سواءً كان خيرا أو شرا، وهم الكرام الكاتبون.
6- الموكلون بحفظ العبد في إقامته وسفره، ونومه ويقظته، وفي جميع حالاته، وهم المعقِّبات.
7- ومنهم خَزَنة الجنة، ومنهم خزنة النار، ومنهم ملائكة متنقِّلون يتبعون مجالس الخير والذكر، ومنهم الموكل بالجبال، ومنهم ملائكة صُفوف لا يفترون، وقيامٌ لله لا يتعبون، وما يعلم جنود ربك إلا هو سبحانه.

■ آثار الإيمان بالملائكة :
للإيمان بالملائكة أثار عظيمة في حياة المؤمن، نذكر منها ما يلي :
1- العلم بعظمة الله وقوته وكمال قدرته، فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق، فيزيد المؤمن تقديرا لله وتعظيما له، حيث يخلق الله تعالى من النور ملائكة ذوي أجنحة.
2- الاستقامة على طاعة الله تعالى، فمن آمن بأن الملائكة تكتب أعماله كلها فإن هذا يوجب خوفه من الله تعالى، فلا يعصيه، لا في العلانية، ولا في السر.
3- الاستقامة على طاعة الله، والشعور بالأنس والطمأنينة. عندما يوقن المؤمن أن معه في هذا الكون الفسيح أُلوفا من الملائكة تقوم بطاعة الله على أحسن حال وأكمل شأن.
4- شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم، حيث جعل من الملائكة من يقوم بحفظهم وحمايتهم.
5- الانتباه إلى أن هذه الدنيا فانية لا تدوم حين يتذكر ملك الموت المأمور بقبض الأرواح حين يتوفاها الله، ومن ثم يحرص على الاستعداد لليوم الآخر بالإيمان والعمل الصالح.
◄ موسوعة المعرفة.